يتابع العالم أجمع كل المستجدات والمتغيرات الاقتصادية والسياسية حول العالم في السنوات القادمة وسط الكثير من الأحداث التي تعصف بكثير من المناطق حول العالم. وتحتل منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون أهمية كبيرة، كونها دولا استطاعت أن تنشئ مجلسا هو في الحقيقة الأقرب ليكون اتحادا متكاملا بسبب التشابه الكبير في النسيج الاجتماعي وأسلوب الحياة. وفي الأيام القليلة الماضية قام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بزيارة لدول الخليج في رسالة واضحة تبين مدى جدية المملكة ودول الخليج في المضي في تنمية بلدانها وتوثيق العلاقات بين بعضها البعض وكذلك جدية دول الخليج في التصدي لأي تهديد خارجي. وتمثل دول الخليج ثقلا سياسيا واقتصاديا يحسب له العالم ألف حساب. ولكن الواقع يقول إن هناك تحديات كثيرة تواجه دول الخليج تحتم على هذه الدول فتح خطوط أكبر وأشمل بين بعضها البعض نحو تكوين اتحاد تستطيع من خلاله زيادة تأثيرها على مجرى الأحداث العالمية وتزيد من قوتها لمواجهة أي تحد خارجي وكذلك العمل على رفع المستوى الاقتصادي لدول الخليج، خاصة أن اتحادا تجاريا خليجيا سيجعل الدول الست من أكبر الاقتصاديات في العالم. فدول الخليج العربي استطاعت وفي خلال فترة قصيرة أن تستحوذ على قدر كبير من اعجاب شعوب سبقتنا بمراحل من خلال التطور الهائل في بنيتها التحتية وجهودها لتكون أحد أهم مراكز القوى السياسية والاقتصادية في العالم. ولكن وفي هذا الوقت الحساس فدول الخليج العربي تحتاج إلى الكثير من الخطط والإستراتيجيات الجادة؛ لمواجهة ما يراه العالم ربيعا لا نهاية له في منطقتنا. ففي فترة السنوات القليلة الماضية مرت المنطقة بأحداث قد تتسبب في تغيير خريطة المنطقة وسط أحداث تحتاج إلى سنوات طويلة لحلها، ومع أن مناطق النزاع والقلاقل التي أحدثها قريبة من دول الخليج، ولكن دول الخليج العربي استطاعت أن تقوم بالتصدي لجميع ما تواجهه من تحديات سواء أكان ما هو مفتعل وموجه ضد دول الخليج بصور متعمدة أو الأمور التي يرجعها البعض إلى الفراغ السياسي الذي أحدثه ما سمى بالربيع العربي والذي حدث وقت أول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة الأمريكية والذي كان التردد في اتخاذ القرار سمة سياسته الخارجية. وقد واجهت دول الخليج متاعب عدة فيما يخص تذبذب السياسة الأمريكية حيال ما حدث في أكثر من دولة عربية وخاصة سوريا و التي لم يبق فيها شيء لم يتم تدميره. ولهذا فشعوب دول الخليج تعي تماما الآثار السلبية على ما دار في دول الربيع العربي. والحال يقول إن شعوب دول مجلس التعاون للخليج العربي تطمح في تسريع أمور كثيرة لها مردود ايجابي على حياة المواطن اليومية. فدول الخليج لديها إمكانيات كبيرة وموارد اقتصادية وبشرية من الممكن الاستفادة منها بشكل أكبر تساعد هذه الدول على مواجهة أي تحديات تواجه المجتمع الخليجي.