«الإنسان عدو ما يجهل»، حكمة عربية قديمة لها مئات السنين وما زالت تثبت يوما بعد يوم دقتها ومدى تطابقها مع الأحداث التي نتعايش معها يوميا، في مقياس واقعنا المرير والمتعب والمجحف في نفس الوقت تقاس الجماهيرية بتسطيح العقول، وبالاستخفاف بها، ولعل عالمنا الجديد يحوي الكثيرين من نفس الفصيلة.
في كل مجتمع من المجتمعات أو بلغة دقيقة في كل زمن من الأزمان تكون هناك لغة دارجة بين الشعوب، فمثلا في القرون الماضية كانت العرب تتحدث باللغة العربية الفصحى، وبدأت تتدحرج شيئا فشيا حتى انعدمت في قرننا الحادي والعشرين. ومثلها في أوروبا وحتى في امريكا هناك العديد من اللهجات في اللغة الواحدة وهذا الأمر فرضه الواقع.
لغتنا العربية تحتضر في هذا العصر بشهادة روادها، لأننا لم نعد نستخدمها كثيرا في مجالسنا، تخيل معي: «يدخل عليك ابنك ويقول: كيف حالك يا أبتاه..»، كيف ستكون ردة فعلك..! بالتالي تشبعنا كثيرا وتسلطنا بالكلام العامي في مجالسنا حتى أصبحنا لا نألف سواه، وفي الذائقة الشعرية نشاهد حجم المتابعين لشعراء النبط أكثر بكثير من شعراء الفصحى وذلك لارتباطنا الزمني بهذة اللهجة، ومن كل المعطيات السابقة جعلت من قصيدة حيدر العبدالله محط تعليقات المتابعين، وأفرزت «سُكنانا» مدى سطحية عقول البعض من المتندرين.
حيدر العبدالله، شاعر كبير ولديه إمكانات مميزة، ويمتلك صورا بلاغية جميلة وتناغما رفيع المستوى في قصائده، مكنته من نيل لقب أمير الشعراء في مسرح شاطئ الراحة، فالمشكلة التي وقع فيها شاعرنا في «الإلقاء» فقط. لو كانت قصيدته نبطية مهما كانت جودتها، لن تجد من يعلق عليها لانها ذائقة، ولكل منا سلطنة خاصة، لكن الفصحى لا تسلطن الأغلبية، فلو أقيمت امسية شعرية في الرياض وخرج من قبره زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد، فلن يحضر الامسية إلا حيدر العبدالله ومن هم على شاكلته وللأسف قلة، ويقاس على ذلك المسلسلات التاريخية، والبرامج التلفزيونية التي تتحدث باللغة العربية الحادة والأغاني، وكل ما هو لغة صرف تجد سخريتها طاغية.
لم يعلق شعراء الفصحى المعروفون بالمملكة على قصيدة حيدر بأنها غير جيدة، لأنهم يعلمون أن القصيدة كاملة، ووافية، وشاملة وراقية للمناسبة التي ألقيت فيها، حيدر مكانته الشعرية ليست في المملكة وإنما عربيا إذ ما علمنا أنه أمير الشعراء في مسابقة شارك فيها عدد كبيرة من شعراء العرب.
خلف الأبواب:
الكلمة أمانة، والفكر مسؤولية، والاعتقاد منهج، والقناعة رصاصة، ما شاهدناه مؤخرا من الداعية الذي يريد إنقاذ العالم من الغرق والفساد والانحلال على حد قوله، مرفوض تماما ويجب محاسبته، ولكن كيف ذلك. يجب ان يتم تخاذ اسلوب جديد في المحاسبة يكون عبرة لغيره ممن في نفسه بذرة من فكره العقيم.
مجتمعنا بخير، وإلى خير، بشبابه. يجب أن نغلق الأبواق، ونحاسب المتعجرفين فكريا، المالكين للإرث القديم الذي بدأنا منذ زمن نفض ترابه، والاهتمام بما هو مفيد ويزيد تطوير قدرات شبابنا، الداعية تم تأسيسه بصورة غير صحيحة ومتشددة صورت له المرأة «فيروسا» يجب الحد منه، بالتالي على الدعاة المتزنين أن يبدأوا حملة تنظيف المجتمع من الأفكار القديمة، فالنساء هن حمائم السلام في المجتمع. وعليهن يعول الكثير من الارتقاء والنهضة في المملكة، ولعل مشاركتها خلال السنوات الماضية في العديد من المناشط أثبتت مدى كفاءتها، وقدرتها على تحمل المسؤولية والفترة المقبلة ستشهد العديد من المميزات لهن بالمشاركة الفعالة أكثر.
كلمات فصحى
- «رخاخ» تعني «سعة ورغدا»، «نُقاخ» تعني «الماء العذب»، «السجسج» تعني «الأرض ليست سهلة ولا صلبة»، «العصبصب» تعني «شديد الحر»، من منكم يعلم بمعاني العبارات...