DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قراءة هادئة في رواية «يأتي في الربيع» للكاتبة أميرة المضحي

قراءة هادئة في رواية «يأتي في الربيع» للكاتبة أميرة المضحي

قراءة هادئة في رواية «يأتي في الربيع» للكاتبة أميرة المضحي
قراءة هادئة في رواية «يأتي في الربيع» للكاتبة أميرة المضحي
أخبار متعلقة
 
بأسلوب رشيق وشفّاف يلامس مباشرة إحساس القارئ بصدقه وجرأته النادرة، تقدم لنا الكاتبة السعودية أميرة المضحي روايتها الجديدة والرابعة «يأتي في الربيع». فهذه الرواية ترسم لنا صورة دقيقة عن تلك المشاكل المستعصية التي لا تزال تعصف بمجتمعاتنا العربية وتجثم على كاهلها وهي تقول لنا بصراحة متناهية إن الانقسامات السياسيّة العميقة المتحكّمة بالعقل العربي منذ ما يقارب الأربعة عشر قرناً لا تزال ترخي بثقلها على لا وعينا الداخلي الذي يوجّه تصرفاتنا الموغلة في التخلّف. والتي نحاول أن نغلّفها بما نسميه الأعراف والعادات. ومع أن هذه الأخيرة هي التي تشكّل المنهل الدائم لارتقاء المجتمعات، إلاّ أنها لا تزال، بالنسبة لنا، ذلك السدّ الكبير الذي يمنع مجتمعاتنا من تجاوز مشكلاتها المزمنة والانتقال من أسر الماضي إلى رحاب وحرية الحاضر. ولعلّ هذا ما هدفت الكاتبة إلى توضيحه على لسان بطليّ روايتها الممرضة دلال سعود عبدالرحيم (ابنة العائلة السنيّة المتمسكة بأعرافها) والطبيب الشيعي حامد علي السيّد (ابن المقرئ الحسينيّ القطيفي المتشدّد في التزامه الديني - الوظيفي) اللذين يرويان لنا، بصوتين منفردين، قصة حبهما ومع أنهما يقرران ختم قصة الحب هذه بمغامرة الزواج رغم رفض عائلة الطبيب حامد الذي بلغ الغضب بأبيه حد مقاطعته له، فإن المشكلة ستبلغ مراحلها الدرامية المعقدة على اثر وفاة والد دلال. وببراعة تمكّنت الكاتبة، ومنذ الأسطر الأولى، من إدخالنا في صميم الإشكاليّة التي طرحتها على مدى ثلاثمائة صفحة تقريباً بطريقة مثيرة ومشوّقة ترغمنا على التوقّف أمام التفاصيل الصغيرة، المتنوّعة، التي توالت عبر الزمان والمكان السرديّين. وتقدّم لنا هذه التفاصيل صورة دقيقة عن الذاكرة الجماعيّة التي تمنح الرواية ذلك الألق الذي يجعلها تبدو كسجلٍ حيٍ للتقاليد التي تطبع مجتمع الرواية بطابع خاص يتجاوز، إلى حدٍّ بعيد، موضوع الرواية نفسه،هذا الواقع الصعب يضع دلال عبدالرحيم، الشخصيّة النسائيّة الرئيسة في الرواية أمام خيار وحيد وهو أن الحفاظ على قلبها واختلاجاته العاطفيّة يحتّم عليها الهروب من هذا الوضع القاسي والسفر إلى البلد الذي رأت فيه النور، أي الولايات المتحدة الأمريكيّة، تاركة وراءها تلك الحياة الرائعة التي كانت قد طبعتها بطابعها الخاص والمميّز، الأمر الذي ترك في نفسها الكثير من الأسى والحزن العميق. فهي لا تهرب من واقعها بسبب حالة غضب اجتاحتها فجأة وأخرجتها عن طورها، بل بفعل معاناة طويلة ومريرة تركت في نفسها الكثير من الكآبة واللوعة. لكن لماذا فضّلت الهروب وعدم المواجهة؟ هذا هو السؤال المحوريّ الذي يتبادر، ببراءة أو بسذاجة لذهننا، والذي، بكلّ أسف، يتضمّن في الآن ذاته، جوابه المنطقي والبديهي وهو عجزها عن التصدّي والمقاومة. فالمأزق الكبير الذي خلقته العادات والتقاليد السلبية، وضع بطلتنا أمام واقع مؤلم ليس من السهل منازلته والانتصار عليه. فالقاضي المستند إلى نفسيّة وسلوك وسلطة المجتمع الذكوري، يصبح قادراً على إصدار أحكام التفريق بين الأزواج بحجة عدم تكافؤ النسب . ولذا لم يكن أمامها سوى الهروب علّها بذلك تتمكن من إنقاذ زواجها، أو بالأحرى روحها وقلبها وحياتها العاطفيّة. وببساطة متناهية تعترف دلال بعجزها عن المواجهة وتقول لنا: «سافرت وأنا متعبة مثقلة حزينة، ولا اعرف إذا ما كنت مهزومة أو منتصرة. لم يكن سفري عادياً، هو هروب، إخفاق، انتحار، انكسار من وجهة نظر الآخرين، لكنّه صمود ومقاومة من وجهة نظر قلبي». إلاّ أن السفر والهروب «من الوهم والحقد ».. والتخلّص من «ذاكرتنا وماضينا وأحقادنا وغبائنا ومشكلاتنا ليس بهذه السهولة ولا يلغى بتذكرة سفر» (ص:13). هذا الاعتراف بعدم المقدرة على الانسلاخ عن الواقع المعاش يعود إلى تلك الحالة الوجدانيّة في أعماقها المتألمة، التي بالإضافة إلى تماهيها مع كلّ ذرّة تراب من أرضه، أوجد لديها أيضاً حالة أخرى من النفور والتمرّد على كلّ السلبيات القائمة. وقد رسمت لنا صورة شعوريّة رائعة عن ذلك التماهي بقولها: «أنا الصحراء ودروبها البعيدة وليلها الطويل، أنا الكحل وقصائد البدو، أنا السماء والنار والهال والقهوة، أنا المسكونة بالتاريخ وبالزيف وبالوهم وبالوجع وبالأكاذيب. أنا مجموعة من التناقضات، تناقضات عائلتي ومجتمعي وهذا العالم الذي أعيشه» (ص:13-14). هنا بالذات، وفي هذه الكلمات البسيطة تبرز لنا معاناتها مع المشاكل والسلبيات النابعة من العيش «في مجتمع يعجّ ويحتفي بالمتشابهات، ويحارب المتغيّر وينهض بالثابت» (ص:18). وهي في ثورتها على هذا الواقع كانت تسير على خطى والدها سعود عبدالرحيم. فهو منذ تفتّح وعيه كان قد حاول انتهاج مسيرة تناقض التوجهات المحافظة لعائلته المتمسّكة بأعرافها القبليّة. وهكذا قرأ لميشيل عفلق، ولأنطون سعادة.. وكان مؤمناً بالقوميّة العربية، ويحب جمال عبدالناصر، وقد بكى بصمت وهو يشاهد جنازته المهيبة على التليفزيون. هذا المثقف كان يحمل شهادة في هندسة البترول وأكمل دراسته العليا في سان فرانسيسكو، حيث بقي أربع سنوات هناك مع زوجته، رزق خلالها بابنتيه منال ودلال، وحاز فيها على الجنسيّة الأمريكية هو وعائلته الصغيرة، في حين رأت نهال، ابنته الثالثة، النور في الدمام. ومع أن الرجل كان يعود بانتمائه إلى إحدى العائلات المعروفة إلاّ أنّه، بعد عودته من الولايات المتحدة، لم يقبل العيش هناك مع أهله الذين كانوا مستائين من أفكاره الثورية، وفضّل الانتقال مع عائلته الصغيرة إلى الدمام حيث كان يعمل في شركة أرامكو. وتستذكر دلال خيبات والدها السياسية، وكيف أن حرب الخليج الثانية، التي فجع أثناءها بوفاة والدته المتعلق بها كثيراً، جعلته حانقاً ومهزوماً ينعى أحلامه بالوحدة العربية ..هذا الوالد المنفتح قام بتلقين بناته النقد الواعي البنّاء. النتيجة المباشرة لهذه التربية العائلية كانت خلق طريقة تفكير واعية لدى بنات سعود عبدالرحيم. فدلال تعلمنا بأنها «حرّة» لأنها متعلمة وذكيّة وصاحبة قرار، ولأنها تربّت على السؤال، وتعلّمت النقد وحرية التفكير،لأن والدها يمجّد الحرية، ومنحاز إلى الوطن والأرض والإنسان.. وبعفوية الفتاة الواثقة من خياراتها تحكي لنا قصتها مع حامد. فاللقاء الأول بينهما حدث في مطار القاهرة، حيث كان يقف وراءها هي وأختها حاملاً على ظهره حقيبة كمان سوداء، ومعه عربة بها حقيبة صغيرة وكرتون كبير مغلّف جيداً عليه إشارة قابل للكسر. وعندما طلبت الموظفة، كما تقول دلال، «وضع حقائبنا على الميزان، اقترب منا ورفع الحقائب بصمت، فشكرته أمي واكتفى بابتسامة» (ص:65) أمّا لقائي الثاني به فكان في المستشفى على «اثر وصفة طبيّة أخطأ بكتابتها، فقمت بالاتصال به ولفت انتباهه إلى ضرورة تصحيح الخطأ فوافق على ذلك، وسألني عن اسمي فقلت له دلال. وحتى تلك اللحظة لم أكن أعرف مَنْ هو سوى انه طبيب مختص بالأمراض الباطنية، كما تقول زميلتي الممرضة نادية.. بعد هذه الحادثة ستحاول دلال الاعتذار منه عمّا حدث له بسببها. لكنها لم تتمكن من ذلك. وهنا تسترجع لقاءها معه في مطار القاهرة، وتشعر بأنّ الصدفة التي جمعتهما، في طائرة واحدة، على طريق العودة كانت مرسومة بيد القدر الخفيّة. هذه اللحظة - الصدفة وانحياز نظرات حامد نحوها على هذا الشكل الغامض ستكون البداية لقصة الحب التي ستولد مع لقاء سوء التفاهم الثاني في المستشفى. من جهته، يحكي لنا حامد، بصوته الهادئ، معاناته مع الواقع الذي يعيش فيه سواء على مستوى العائلة أو على مستوى المجتمع، ويروي كيف أنه أعجب بمريم وهي سيدة مطلّقة تنتمي إلى عائلة شريفة معروفة، وكيف أن والدته رفضت ذلك. ويقصّ علينا حامد بداية تعلقه بدلال، وكيف أنه راح يبحث عن هذه الممرضة اللئيمة التي سببت له تأنيباً من مسؤولة الصيدليّة جراء الخطأ الذي كان قد ارتكبه في كتابة الوصفة، وكيف هدأ انفعاله وغضبه بمجرد أن ألقت بنظراتها عليه: «فنظراتها لجمت لساني، وعيناها ربّتت على كتفيّ طالبة مني التزام الهدوء والتنفس بعمق، وكأنها تذكّرني بهروبي من عينيها ذلك اليوم في المطار، فيهما خليط من كل شيء. في ملامح وجهها يمتزج الكبرياء والأنوثة، وكم يغريني هذا الخليط.. ونظراتها كانت جامحة بطريقة لم أعهدها من قبل.»(ص:26). الشغف الظاهر في كلام حامد كان يدلّ على أن دلال قد سحرته، وأدخلته في دوار عاطفي عاصف، وفي البحرين التي كان معتاداً على الذهاب إليها في عطلة نهاية الأسبوع، لحضور فيلم سينمائي، أو أمسية شعرية لأحد الأصدقاء.. أو كتابة قراءة في كتاب لنشرها في صحيفة، لم يتمكن من إبعادها عن خياله، ووجد نفسه مرغماً على استرجاع لقائيه بها.. وهناك سأل صديقه مبارك الرسام المتزوج من ليلى الشاعرة عن تجربته بعد ثماني سنوات من الزواج، خاصة انه وزوجته من مذهبين مختلفين، فأجابه مبارك «لم نتسمّم لأننا لا نستمع إلى معزوفات الكراهية» (ص:81). هذه الحالة الوجدانية، التي تجتاح حامد لم تكن بعيدة عن دلال التي وجدت نفسها هي الأخرى مسكونة بهذا الشغف الذي راح يكبر يومياً في أعماقها بفعل لفتات حامد اللطيفة تجاهها عبر بعض الهدايا الرمزيّة، واللقاءات العابرة، ومن خلال تلك النقاشات الهادئة التي كشفت لهما عن كثير من القواسم المشتركة بينهما. فدلال كانت تهوى الكتابة، واعتادت على تدوين يومياتها المهمّة، كما أنها بدأت بكتابة رواية من «أجل الحب والحريّة، وأشياء أخرى، علّني أكتشف نفسي». وكان من الطبيعي أن يتطور هذا الإعجاب والانسجام المتبادل بينهما إلى علاقة جديّة وضعت دلال أمام مشكلة تحديد خياراتها، لا سيما انها تجد نفسها مأخوذة كلياً بهذا الواقع الجديد الذي تعيشه. انفصال دلال عن خطيبها تركي كان التصرف الصادق المنسجم مع قلبها وعواطفها. فهي تريد العيش مع حامد الذي تجد فيه الإنسان الذي كانت دائماً تحلم به. ولذا عندما أبلغته نبأ فسخ خطوبتها مع تركي لم يتفاجأ كثيراً لأنّه كان يدرك مدى صدقها مع نفسها وبأنها لم تكن فتاة نمطية كما كانت تقول. وهنا بدأت المشكلة الحقيقية مع حامد. إذ عندما أراد بحث أمر زواجه من دلال مع والده رفض هذا الأخير مناقشة المسألة رفضاً باتاً لسبب بسيط هي أنّها سنيّة. فهو المقرئ الحسيني لن يتمكن من تفسير تصرّف ابنه هذا أمام الآخرين، وسيجد نفسه في وضع حرج لا يمكن تبريره أبداً. ولم يختلف موقف عبدالله ومحمد، إخوة حامد، عن موقف الأب. حامد المصدوم من موقف والده وإخوته، ولكن غير المتفاجئ بهم، لم يجد بداً من اللجوء إلى عمه حسين الذي كان مَثَله الأعلى. فهو كان مثقفاً يمتلك مكتبة عامرة بشتى أنواع الكتب والدراسات المختلفة، هذا العم الواعي والمتفهم لضرورة الخروج من حلقة الرفض المتبادل بين المذهبين، عبّر عن سخطه، أثناء زيارته للمقبرة مع حامد، بالقول: «نحن أبناء بلد واحد، لكن المقابر لم تجمعنا بعد، فهل الأفراح قادرة على ذلك؟ وأردف بأسى: نحن جيل لا فائدة منه، لم نغيّر شيئاً ولن نتمكّن الآن.. لأننا لم نتجاوز التاريخ». والد دلال لم يكن متفاجئاً بموقف والد حامد عندما التقاه هذا الأخير ليتعرف عليه وليطلب يد ابنته رسمياً. لا بل إن هذا الأب «القومي المهزوم الذي لا يستسلم» كان متفهماً لهذا الموقف، الذي يعتبره كنتيجة لخيبة أحلام جيله هو ووالد حامد من سقوط تجربة الوحدة وضياع العروبة، وانه لم يبق أمام الناس سوى الدين الذي أصبح الجامع والمفرّق بينهم. ومع ذلك أعلن عن استعداده لمباركة هذا الزواج وتحمّل عواقبه. إلاّ أن هذه الأمنية لم تتحقق أيضاً، لأن المواجهة الحقيقية سوف تبدأ بين دلال وعمها عبدالمحسن، بعد وفاة والدها بالذبحة القلبية. فالعم، الكاتب بالعدل، كان من أولئك الذين لم يتجاوزوا التاريخ القديم بكل مثالبه، ولم يدخلوا بعد في تجليّات الحاضر. وكان يستند في تشدّده هذا على موقف التحكم ببطلان الزواج بين المذاهب المختلفة من خلال اختبائها وراء تلك النزعة التي تسمّى «عدم تكافؤ النسب». اللقاء بين حامد وعبدالمحسن لم يكن جيداً. فالرجل لم يخفِ معارضته لزواج ابنة أخيه. ولذا قال كلاماً واضحاً لا يحتمل أي تأويل. فهو لا يرى، كما يقول حامد، في زواجنا أنا ودلال خطأً كبيراً يجب إصلاحه، بل خطيئة كبيرة ستحمل معها المآسي لعائلتهم. الدكتور سمير، صديق حامد، نصحه بالتفاوض لأن عبدالمحسن قد يتقدم بشكوى في المحكمة لفسخ الزواج بحجة عدم تكافؤ النسب، وقام حامد بطرح فكرة التفاوض على دلال وأنه في حال عدم توصله إلى نتيجة إيجابية سيتقدم بشكوى ضده، إلاّ أن دلال رفضت فكرة اللجوء إلى المحاكم؛ لأنها كانت تدرك أنّ معركتهما بوجه العم والعائلة هي خاسرة مسبقاً. ولذا لم يعد أمامها سوى السفر إلى الولايات المتحدة، التي تحمل جنسيتها كمخرج وحيد لإنقاذ زواجها. ورغم يقينها بأن حامد سيرفض الفكرة بسبب انتمائه لهذه الأرض وتعلقه بها، «وأنه سيتحجج بالعمل، وانتظار البعثة، أو التزاماته الماديّة التي تقيّده» (ص: 285)، إلاّ انه لم يكن أمامها خيار آخر طالما أن كل عائلة العبدالرحيم ضد هذا الزواج. وبما أن «القلب لا يعرف معنى الحياد، ويظلّ يبحث عن ضالته» كما كانت تعتقد، فقد قرّرت السير بما تمليه عليها نبضات القلب، الذي أوقد في أحشائها هذه الشعلة المتوهجة من الحب والعاطفة. قرّرت الرحيل لوحدها وترك الفرصة أمام حامد لاتخاذ القرار الصائب.. أي اللحاق بها إلى تلك البلاد. هذه الرواية، وفضلاً عن قيمتها الأدبيّة العاليّة، هي صرخة احتجاج جريئة، مدوّية، تطلقها الكاتبة أميرة المضحي بوجه أولئك الذين يزيدون من شرخ المجتمع وانقسامه. مثلما هي دعوة صريحة للتوقف عن نحر الوطن على مذبح الاختلافات، التي لا وجود لها إلا في عقول لم تعرف بعد كيفية الاستفادة من دروس التاريخ الصحيح فهل من مستجيب؟