حسب ما حملته الأخبار فإن الأيام القادمة ستشهد انخفاضاً في درجات الحرارة، بتأثير كتلة هوائية باردة، تتزامن مع قدوم العزيزة المربعانية، التي لا أعتقد أن هناك مواطناً سعودياً لا يعرفها، فبيننا وبينها عشرة طويلة، وصلت حد الخلوة، فلا تخترق المربعانية أجسادنا إلا في الغرف المغلقة، حتى تشهد بذلك العظام والجلود وكل ما ظهر من الأجساد! واستعداداً لاستقبال الضيفة العزيزة بما يليق بها، أتمنى من الإخوة الأعزاء ذوي العلاقة القيام بمهامهم خير قيام، لأنهم مسؤولون عن التقصير وبالتالي الضرر الذي قد يلحق بالوطن والمواطن:
• مسؤولو الإدارات الحكومية، والمطلوب منهم تهيئة إداراتهم للتعامل الأمثل مع المربعانية، فسياسة الأوامر التي لا تتوقف، بينما البيئة لا تساعد على العطاء، يجب أن يعاد النظر فيها، فلن تحظى بعطاء من «بردان»!
• موظفو الجهات الخيرية ذات العلاقة، والمطلوب منهم إدراك أن الجلوس على المكاتب وانتظار الفقير حتى يأتي سياسة لا تبرئ الذمة في كثير من الأحيان، فنتيجتها الواضحة دعم ووقوف مع من يأتي ويطلب، وحرمان وإعراض عن المتعففين الذين قد يكونون أكثر استحقاقاً، ويجب أن يدركوا أن بقاء جمعياتهم، واستمرار الدعم لها، متوقف على وصولها إلى جميع الفقراء، لا من يقفون على أبوابها فقط!
• رجال أعمالنا، والمطلوب منهم أن يدركوا نعمة الله عليهم، وأن المال مال الله، وبقاؤه بين أيديهم وبركته متوقف على إعانتهم للفقراء المحتاجين الذين لا يجد بعضهم غطاء أولاده والملابس التي تقيهم البرد، ومن بحث وصل!
• هواة البر والرحلات، خصوصاً الذين يتنقلون هذه الأيام بين البراري بلا استعدادات كافية، يجب أن يدركوا أن حياتهم أهم من هوايتهم، وأن التقصير عندما يحصل في إنقاذهم في حال تعرضهم للمخاطر، هم الملومون فيه قبل غيرهم!
• الزوجة العزيزة أن تهتم بمتابعة أولادها أكثر من حرصها على النوم وتركهم في الشارع، أو تركهم يعتمدون على أنفسهم في اختيار ملابسهم التي يذهبون بها إلى مدارسهم!
• أخيراً سأضيف مع من سبق جامد المشاعر، متمنياً منه أن يتقي الله في نفسه وأهله، فلا يجمع عليهم معاناتين، برودة الأجواء وبرودة التعامل!
وأهلاً بالمربعانية!
* متخصص بالشأن الاجتماعي