رؤية السعودية 2030 تمثل فرصة مثالية في التخطيط الاستراتيجي لتحقيق نهضة طموحة للوطن والمواطن وبناء المستقبل وصياغته بعقل وطني يستهدف الوصول الى ثوابت استثمارية للموارد البشرية والطبيعية، ما يتطلب النظر بموضوعية الى المعطيات التي أمامنا وضرورة العمل لدعمها والدخول في تنفيذها برؤية تتسع لما نأمل أن نصل اليه، لأنه دون تخطيط وعمل لا يمكن أن تمضي مسيرة الدولة فنحن أمام مرحلة عالمية متغيرة لم تعد فيها كثير من الأشياء كما كانت، ومن ذلك النفط الذي ظل لاعبا اقتصاديا أساسيا طوال العقود الماضية غير أن التجارب الأممية أثبتت أن التنوع الاستثماري أكثر جدوى ومكاسب من البقاء على مورد واحد مهما كانت ضخامته.
الفرص التي تحشدها الرؤية كثيرة من واقع التنوع الذي يحتشد فيها، فنحن أمام ثابتين أو محورين وهما مواردنا البشرية والطبيعية، ولعلنا نطمح الى تطوير الموارد البشرية لأنها بالتطور يمكنها أن تبتكر كثيرا من الحلول الاقتصادية وتدخل في خضم منظومة انتاجية وعملية تثري تطلعاتها الذاتية والوطنية، وطالما أن الرؤية من جانبها أيضا يمكن أن تسهم في تنويع المدخلات والانتاج فذلك أدعى لتوفير وظائف واستثمارات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، غير أننا في جانب التوظيف نتوقع بالفعل توافر الكثير من الفرص التي تنتجها مشاريع الرؤية، وذلك من المحاور الأساسية فيها لأن مبدأ التوطين قائم على فكرة شغر الوظائف بالمواطنين في مختلف القطاعات.
توفير الفرص الوظيفية بحسب الرؤية سيتم عبر عدة مسارات حيث سيتم العمل مع القطاع غير الربحي بالشراكة مع القطاع الخاص من أجل العمل على توفير فرص التدريب والتأهيل التي تمكن الشاب من الالتحاق بسوق العمل، وأيضا سيتم التوسع في مجال التدريب المهني، كما سيتم تأسيس مجالس مهنية خاصة بكل قطاع تنموي تعنى بتحديد ما يحتاجه من المهارات والمعارف، وتركيز فرص الابتعاث على المجالات التي تخدم الاقتصاد الوطني وفي التخصصات النوعية في الجامعات العالمية المرموقة، وكذلك سيتم السعي الى خلق فرص توظيف مناسبة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة.
الاستيعاب الوظيفي يتمدد الى كل قادر على العمل وتوظيف قدراته الفكرية والعقلية والانتاجية لصالح منظومة العمل الوطنية، أي أن ذلك يشمل ذوي الاحتياجات الخاصة حيث سيتم تمكينهم من الحصول على فرص عمل مناسبة وتعليم يضمن استقلاليتهم واندماجهم بوصفهم عناصر فاعلة في المجتمع، والمحصلة المستهدفة في الإطار الزمني للرؤية هي إضافة مليون فرصة عمل للمواطنين في قطاع تجارة التجزئة بحلول العام 2020، وحتى ذلك التاريخ سيتم تدريب أكثر من 500 ألف موظف حكومي عن بعد وتأهيلهم لتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية، وفي سياق التوطين يفترض أن تعمل منظومة توليد فرص العمل للمواطنين التي تسد الثغرات الوظيفية حتى تدعم برنامج التوطين بصورة منهجية، ليكتمل بذلك تطبيق رؤية السعودية 2030 التي ينبغي أن تحقق نقلة نوعية مبهرة لاقتصاد المملكة من خلال توفير أعداد هائلة من الوظائف للمواطنين، وبالخصوص أصحاب المهارات الصناعية والتقنية المختلفة، وفتح الأفق أمام التنوع الاستثماري ودعم الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة واستيعاب وتطوير كل صاحب مهارة اقتصادية وانتاجية بما يحقق تكامل فكرة البناء التي تنتهي بنا الى وطن طموح بحسب تخطيط الرؤية وذلك ليس صعبا مع توافر الإرادة الوطنية وممارسة النقد البناء والموضوعي وصولا الى الحالة المثالية في العمل والانتاج أسوة بما وصل اليه غيرنا دون إعاقة أو تثبيط همم.. نحن قادرون إذا صلحت النوايا واخلصنا في تنفيذ وتطبيق الرؤية كما ينبغي وكما هو مأمول.