العالم كله يدرس وقت المطر والعواصف، فلماذا نكون نحن استثناء ونعلق الدراسة؟!
كما أن تعليق الدراسة يعود الطلبة على الكسل والتهاون، وعدم احترام اليوم الدراسي!
وأيضا الواقع يقول: إننا نعلق الدراسة ليخرج من أوقفنا الدراسة خوفا عليهم إلى البراري من أجل النزهة!
هذه وجهة نظر المعارضين لتعليق الدراسة أثناء نزول الأمطار، وأعتقد أن المشكلة في عدد من مشاكلنا، غياب التوسط والنظرة الموضوعية، فإما فتح الباب على مصراعيه، وتعليق الدراسة مع كل نسمة هواء وقطرة مطر، وإما إغلاق الباب بالمصراعين ومنع الاقتراب منه، حتى ولو تعرض الطلبة للخطر، فحوصروا وسط باصاتهم وسيارات آبائهم!
وأعتقد أن الوسطية هي الحل، فلكل بلد ما يناسبه، ولكل مدينة ما يناسبها، ولكل حالة جوية ما يناسبها أيضا!
وبالنسبة لاعتراض البعض بأننا جزء من العالم يجري علينا ما يجري عليه، فلا أشك أنها وجهة نظر صائبة عندما تكون البنية التحتية في جميع مدننا وقرانا، سواء خارج المدرسة أو داخلها، قادرة على التكيف مع المطر، هنا يحق لكل محب لهذا الوطن وساعٍ لرفعة شأنه أن يقول: لماذا تعلق الدراسة؟!
وأما قضية احترام اليوم الدراسي، فواقعنا الحالي –مع التشدد في تعليق الدراسة- لا يدعمها، حيث أعطيت الصلاحيات لمديري ومديرات المدارس، ولذلك فأولياء أمور يقومون بإرسال أولادهم للمدرسة، وعندما يشتد الأمر ويزداد الخطر، يمارس المدير أو المديرة صلاحياتهما، ويقومان بصرف طلاب المدرسة إلى منازلهم خلال الساعات الأولى، وبالتالي فلم يعط الطالب والطالبة اليوم الدراسي حقه، ولا هو جلس في بيته فسلم واستراح وأراح!
أما كون الشعب يخرج الى البراري في وقت السيول والأخطار، ولذلك لابد من إلزامه بالدراسة، فلا أرى أنه من الصواب أن يُعرض الجميع للمخاطر لكون فئة –قلت أو كثرت- لا تدرك العواقب وتعرض نفسها وأولادها للخطر، فهناك كثير لا يخرجون من بيوتهم وقت السيول!
وجهة نظري أن تقوم الإدارات التعليمية بواجبها وفق واقعها واحتياجها، فتتخذ القرار وتعلق الدراسة عند وجود ما يستدعي ذلك، ولا تخاطر بأرواح طلابها من أجل أن يقال إنهم حريصون على الالتزام باليوم الدراسي!
فإذا وصلنا للمرحلة الآمنة، وذهب الطالب إلى مدرسته بلا خطر، فلا لتعليق الدراسة، ومن يطالب بذلك فلا يدرك مصلحة وطنه!
* متخصص بالشأن الاجتماعي