تأسست مدينة الجبيل في أواخر القرن 18 وسكنها وساهم في تطويرها عدد من القبائل العربية، والتي كانت مقرا لهم من بعد هجرتهم من مختلف المناطق داخل وخارج الجزيرة العربية.
وكانت الجبيل قرية صغيرة قائمة على صيد السمك واللؤلؤ وبعض الأنشطة الزراعية، كما كانت تزخر بكثير من أنواع الحيوانات والطيور المهاجرة، ويقول فضل بن عبدالعزيز احد المهتمين بتاريخ المنطقة والجبيل بشكل خاص: إن مدينة الجبيل أنشئت عام 1910م على زاوية ساحلية في الشمال الشرقي من شاطئ الخليج، وتعتبر الجبيل من المناطق الأثرية وقد اكتشفت فيها عدة مواقع أثرية، كما أن ميناءها من أشهر الموانئ في المملكة إذ كانت قديما من أهم المراكز الرئيسية لصيد اللؤلؤ، واعتبرت احد اهم عواصم تجارة اللؤلؤ بالخليج العربي آنذاك ووفرة وجودة الهيرات «مغاصات اللؤلؤ» قرب الجبيل وحول الجزر القريبة منها، كما تميزت الجبيل في ذلك الوقت بوجود حصانة طبيعية لوقوعها في البحر والذي يحيطها من الجهتين الشرقية والشمالية وانبساط ارضه من الجهتين الجنوبية والغربية، مما يكشف تحركات كل عدوٌ، كما تميزت بوفرة مناطق الرعي والمياه الصالحة للشرب ووجود ينبوع ماء «عين اغمسه» في عمق البحر قرب ساحل الجبيل الشمالي. أوضح إبراهيم السبع البوعينين احد المهتمين بتاريخ الجبيل ان سبب تسمية (الجبيل) بهذا الاسم هو نسبة إلى الجبل البحري الصغير في الزاوية الشمالية الشرقية من الجبيل الذي اختفى جزء كبير منه عند دفن وتأسيس ميناء الجبيل التجاري، مشيرا الى ان كثيرا من المؤرخين نسبوا التسمية إلى تصغير كلمة جبل، ويقال إن الجبيل كانت في السابق تعرف باسم (عينين) نسبة إلى عينين شهيرتين في الجنوب الغربي للجبيل واندثرتا بسبب زحف الرمال. ارتبطت الحياة الاجتماعية في الجبيل بمهنة الغوص مما أعطاها نمطا وطابعا فريدا ميزها عن غيرها، وبسبب موقعها المطل على البحر ولوجود مرفأ بحري صغير نال شهرة واسعة في المنطقة وجذب إليه العديد من الناس الذين أتوا من أماكن متعددة ليكونوا مع سكان الجبيل الأوائل تركيبة اجتماعية متجانسة.
