DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أجندة معقدة في انتظار سكرتير الأمم المتحدة الجديد

أجندة معقدة في انتظار سكرتير الأمم المتحدة الجديد

أجندة معقدة في انتظار سكرتير الأمم المتحدة الجديد
أجندة معقدة في انتظار سكرتير الأمم المتحدة الجديد
أخبار متعلقة
 
الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي يباشر مهام منصبة في يناير المقبل تنتظره مهام كثيرة بعضها شديد التعقيد. فبالاضافة للازمات التي تتصدر عناوين الاخبار اليومية كالحرب الطاحنة والتي لا تبدو لها نهاية في سوريا والعراق والتوترات في بحر جنوب الصين وافواج المهاجرين واللاجئين والمشردين التي تتدفق عبر الحدود هروبا من اماكن النزاعات والفقر والكوارث سيجد امامه مشاكل اخرى عويصة يزيدها صراع المصالح بين القوى العظمى تعقيدا. هذا التعقيد يعود الى ان الامم المتحدة كمنظمة دولية تعمل اليوم في بيئات وظروف مختلفة تماما عن تلك التي سادت في القرن الماضي. فالامم المتحدة كانت وستظل اكثر من اي وقت مضى منتدى ومنبرا لا غنى للمجتمع العالمي عنه. فهي المكان المناسب الذي يمكن فيه معالجة مشاكل هذا العالم المتقلب والذي اصبح يميل الى العنف. وما يزيد من تعقيد مهمة الامين العام الجديد ان الدول الاعضاء في المنتدى الذي يهدف ميثاق المنظمة لتحقيق التقارب بينها يواجه بعضها مهددات وجودية من داخلها وتتعرض الحدود السياسية في اخرى للاضمحلال وتكاد تختفي في بعض الحالات تحت ضغوط السلطات الفرعية والناشطين غير الحكوميين الذين يصعدون باعداد متزايدة الى المسرح العالمي. والفاعل الاخير لا يعطي اعتبارا يذكر للقانون الذي يحكم العلاقة بين الدول والذي بنيت عليه سلطة الامم المتحدة. فهؤلاء بدل الاذعان لمتطلبات العدالة الدولية يرون في البندقية، والتفجيرات الانتحارية، والطائرات بدون طيار والإنترنت وسائل يحققون بها اهدافهم. فالشرعية ليس لها اعتبار عندهم. ما عسى ان يفعله الامين العام في مواجهة عالم خرج على الضوابط التي تحكمه وكيف يواجه هذه المعاناة الانسانية التي تسبب فيها الخارجون على القانون دولى؟ صلاحيات الامين العام الجديد كما كانت صلاحيات من سبقوه تظل محدودة ورهينة بحجم الدعم الذي يجده من الدول الاعضاء التي يبلغ عددها اليوم 193 دولة ومن الاصوات الرائدة التي تضع نفسها في خدمة الانسانية. فمثلا ليس بيده ما يستطيع فعله على المدى القصير للتغلب على الوضع الشاذ والمخالف لكل الاعراف بالنسبة للعضوية الدائمة في مجلس الأمن التي يتمتع بها خمسة اعضاء فقط منذ منتصف القرن العشرين وما زالوا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. لقد جربت محاولات اصلاح هذا الوضع مرات عديدة لكنها كانت تفشل في كل مرة. ايضا ليس بمقدوره ازالة المرارات والعداوات المستحكمة هذه الايام بين مجموعة الخمسة دائمي العضوية وبصفة خاصة بين روسيا والولايات المتحدة فما زالت بقايا العداوات التي برزت في الايام الاولى للامم المتحدة عندما تسببت الحرب الباردة بينهما في شل المنظمة وتركها عاجزة عن القيام بمهامها. ايضا ليس بمقدوره معالجة الاضطرابات الحالية داخل المنظمة والتي نجمت عن شروع المملكة المتحدة احد اعضاء مجلس الامن الدائمين في الانسحاب من الاتحاد الاوروبي. فالامر هنا ستكون معالجته متروكة للبريطانيين والدول الاوروبية الاخرى الاعضاء في الاتحاد. تلك جميعها مقيدات وايا كان حجمها لا ينبغي ان تقعد بغوتيريس او تتركه مكتوف اليدين. هذا التفاؤل مصدره شيء واحد وهو ذلك المخزون الهائل لديه من حسن النية. فهو مشهود له داخل الامم المتحدة بخبرة ثرة اكتسبها من عمله في الخطوط الامامية في مناطق الازمات الاكثر تعقيدا وبصفة خاصة التعامل مع ازمة اللاجئين المتفاقمة عبر العالم. اما الميزة الثانية فان غوتيريس خلافا لمن سبقوه لم يتم اختياره خلف الأبواب المغلقة ولكنه جاء الى المنصب عبر عملية اتسمت بالانفتاح والشفافية اتاحت للجمعية العامة مشاركة واسعة في اتخاذ قرار اختياره. هذه المؤهلات يمكن ان تجعله بمستوى منصبه كأمين عام يمكنه تجسير الفجوات واقناع المتشاكسين بأهمية واجباته فلديه سلطة مباشرة ليقود عمل المنظمة وهي سلطة ينبغي عليه ان يوظفها لاحداث تغييرات آنية واطلاق الفعاليات لاجراء اصلاحات حقيقية على المدى البعيد. يمكنه ان يبدأ اتخاذ خطوات لضبط البيت (المنظمة) من الداخل وفي نفس الوقت اعداده بشكل افضل لمواجهة العواصف التي تهب عليه. تعدد وكالات الامم المتحدة وتقاطعاتها وتنافرها يهدد تماسكها فعليه ان يقوم بفحصها ومعالجة معوقاتها من خلال فرض سيطرة كاملة على ميزانياتها وعبر تشديد المساءلة والمحاسبة المركزية. في متناوله ايضا استخدام الصلاحيات التي يمنحها له ميثاق الامم المتحدة للضغط على الدول الاعضاء لاحضار خلافاتها الى منبر المنظمة لمعالجتها داخل البيت وإلزامها باحترام وجهات النظر المختلفة حتى اذا لم تكن تروقها كما يحدث حاليا في حالتي الصين والفلبين. يستطيع كذلك تشجيع اجراء عمليات تدريب واعداد وتجهيز قوات حفظ السلام قبل نشرها في مواقع الاحداث. وبإمكانه اتخاذ خطوات فعالة للقضاء على جميع مظاهر العنف والتعدي الجنسي التي اشانت سمعة المنظمة في الاونة الاخيرة. ايضا من المهام التي تنتظره العمل على بناء إجماع عالمي جديد حول كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين. عن صحيفة «جابان تايمز»