▪▪
تصرفات الجهات الخدمية تُعزز بالتبريرات.. من يخترعها ويرسمها.. يلونها ويطبخها.. يبلعها ويهضمها؟! اجتهادات لمنع شيء لا يعارض القانون.. فرض الاجتهادات (غصبا) دون طرح البديل جرح للكرامة.. تصرف غير قانوني.. هناك من يوظف نفسه راعيا لمصالح الناس.. كأنهم لا يفهمون مصالحهم.. لا يعون تصرفاتهم.. المتسلطون يعملون خارج مجال القانون.. اجتهاداتهم تسمح وتمنع.. التصرف يجب أن يخضع للقانون.. لا للاجتهاد الشخصي.. من يحاسب الناس يجب أن يحاسب نفسه أولا.
▪▪
هل هناك من يرى نفسه فوق القانون؟! البعض يضع نفسه وصيا بحجج المصلحة؟! هل يضعون مقاساتهم وتوجهاتهم في وجه الناس (لطعة) لا فكاك منها؟! تصرفاتهم عقاب وتنغيص لا يمثل القانون.. يتهمونهم في نهاية المطاف بأنهم مخالفون.. هناك نماذج بكل ألوان العنتريات والاستفزاز.. لي الذراع بالمخالفات المالية وسيلة قهر الكرامة.. تجنبوا كل ما يجرح كرامة الناس.
▪▪
كاتبكم ضد تبريرات الاجتهاد التي تناقض القانون.. ضد التوصيات الارتجالية.. ضد العنترية والتسلط.. كاتبكم مع القانون.. يعمل لصالح الجميع.. القانون يعزز الكرامة ويعظمها.. القانون مظلة الجميع.. أن تكون هناك فئة مكروهة، وفئة يا سلام عليها.. وفقا لتوجهات شخصية، فهذا مرفوض.. أن توفر الإمكانيات لفئة دون أخرى.. فهذا تصرف لا يحمل العدل.. أن تستبعد هذا وتقرب هذا.. أن تعظم توجهات فئة دون أخرى.. فهذا لا يجيزه القانون.. أكثر ما تظهر هذه الممارسات مع الجهات الخدمية.
▪▪
أن تتحول الجهات الخدمية الى أداة تدين هذا وتبرئ هذا.. تقدم الخدمة لهذا وتحجبها عن الآخر.. فذلك ما أتحدث عنه.. الناس لديهم عادات لا تخالف القانون يجب احترامها.. ليس من حق أحد التدخل في خصوصيات المواطن.. مطلوب تقديم الخدمة والفرصة المناسبة لكل الشرائح.. أن تقدم خدمة لشريحة محددة وتترك البقية، فهذا ما يجب تجنبه.. أن تعاقب حتى على الترفيه الشخصي المشروع فذلك تسلط.
▪▪
تفتخر إحدى المؤسسات الخدمية قائلة: [ضبط (26) شخصا يدخنون (الشيشة) في الواجهة البحرية.. خلال شهر محرم الماضي.. بالإضافة الى عدة حالات خلال ممارسة الشواء].. السؤال: لماذا لم توفر لهم أماكن خاصة للاستمتاع بما يحبون؟! هل يسمحون لأنفسهم ما يحرمونه على الآخر؟! اذكرهم بقطعهم أشجار الحدائق والشوارع بحجة إعادة تأهيلها.. أوجدوا التبرير لأنفسهم.. وهناك تجاوزات أخرى كثيرة.
▪▪
في تبريرهم، قالوا: (هذا انفاذ لتطبيق قرار منع تدخين الشيشة والشواء في الحدائق والمتنزهات العامة والكورنيش وجميع المرافق الترفيهية العامة).. السؤال: هل قرار المنع قانوني؟! هل هذه مرافق خاصة؟! لن أستغرب اجبار الناس على لبس أزياء معينة عند زيارة هذه المرافق.. كجزء من خطط التحسين والتطوير وإعادة التأهيل المستقبلية.. لماذا لا تخصصون لهم أماكن كالبقية؟!
▪▪
قالوا: [يأتي انسجاما مع توجهات البلدية بالحفاظ على البيئة في تلك المواقع وعدم إساءة استخدامها انطلاقا من حرصها على توفير بيئة مثالية لمرتادي هذه الأماكن وإتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بعيدا عن كافة الملوثات أو أي أضرار بيئية].. (انسجاما).. ماذا تعني؟! لماذا لا تمنعون السيارات من السير في الشوارع منعا للتلوث وحفاظا على الصحة؟! أليس هذا انسجاما؟!
▪▪
حشدوا التبريرات قائلين: [ان القاء المخلفات لا سيما الناتجة عن ظاهرة الشواء كالرماد والفحم على الشواطئ والمسطحات الخضراء يسبب أثرا سلبيا بالغا على البيئة والصحة العامة ويشوه المنظر الجمالي للمدينة].. هل سمعتم أن الشواء يسبب أثرا سلبيا بالغا على البيئة والصحة؟! على أي دراسة اعتمدوا؟! أي منظمة دولية مختصة نادت بهذا؟! اخوكم الكاتب مع التوعية وليس العقاب والمنع والادانة.. وأغمض عيني عن قولهم: [يشوه المنظر الجمالي للمدينة].
▪▪
حتى يكتمل بدرهم في ليلة فرح منسي.. أضافوا: [إلى ما قد تسببه في تعرض الأطفال إلى الحرق نتيجة لرمي بقايا الفحم على المسطحات الخضراء].. أين الاحصائيات التي تؤكد التبرير؟! ثم أضافوا تبريرا لم يكتبه علماء المريخ: [إضافة الى أن الحدائق والأماكن الترفيهية ترتادها العائلات بشكل واسع بصحبة الأطفال الذين تتأثر سلوكياتهم وعاداتهم الاجتماعية سلبا مع وجود ظاهرة تدخين الشيشة].. كيف توصلوا الى هذا الاستنتاج العبقري؟! بقي عليهم تنسيق حياة المواطن داخل منزله.
▪▪
أخيرا قالوا: [تصل قيمة الغرامات التي يتم تطبيقها على المخالفين الى (1000) ريال في حدها الأقصى].. أليس هذا جورا؟! بعض بشائر الأمل لا تتحقق.. جهات ضد تنوع رغبات الناس الترفيهية.. لماذا تضعون الناس في قالب واحد تفرضونه بالغرامات؟!