حلم «الوطن في التوطين» بدأ منذ أشهر على عدة مراحل لأهم القطاعات في المملكة، ولعل المجتمع وشبابه جنى ثمار التوطين في قطاع الاتصالات من اسبوعه الاول، في مفهوم العادات الاجتماعية يقال: إن تغيير الطباع والسلوك صعب! وتكمن صعوبته في كون النفس جبلت على نمطية الحياة المتوارثة في الاعتقادات، والإيمانيات، وحتى التفكير يتشكل بقوالب ما يعتقده المجتمع المحيط.
هناك أعمال مهنية، لا يقبل أن يشاهد إلا الأجنبي للعمل فيها، وتغيير تلك النظرة يحتاج إلى وقت، وقوة اعلامية، وإرادة مسؤولين، وتوجه دولة، وطموح شباب، وإخلاص تُجار، وتمكين مجتمعي، من أجل القضاء على تلك العقليات وتغييرها إن امكن أو تحجيمها نهائيا، ولعل هناك العديد من القصص والوقائع التي تجسد الأفكار العقيمة، ولعل عمل المرأة أكبر دليل حيث كانت تريد بعض تلك الأفكار أن تكون المرأة بالمملكة صندوقا مغلقا، وهيهات أن تصبح كما كانوا يفكرون، وهاهي الان تقتحم العديد من المجالات وتعمل بجد ونجاح وتحقق ذاتها وتلبي طموحها من خلال تأثيرها في المجتمع بالرأي، والعمل، والعلم.
التوطين يحمل في طياته العديد من المكاسب الكبيرة أهمها خلق العديد من الفرص الوظيفية للشباب في قطاعات مهمة ومميزة، وهناك العديد من المجالات التي من المفترض أن تبدأ وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتوطينها، لانه افضل مخرج للوزارة في عملية توظيف الشباب والانتهاء من الصداع المزمن والمؤرق منذ وقت «البطالة»، لان تعدد مشاكل السرقات، والعنف، والقضايا الأخلاقية، والمخدرات، وانتشار كل ما هو مخالف يأتي نتيجة لفراغ الشاب، نحن نؤيد ونقف صفا واحدا مع حلم وزارة العمل بالتوطين المستمر للقطاعات.
لك أن تتخيل أن لدينا في المملكة قطاعا مهما وحيويا يوفر أكثر من 400 ألف وظيفة بالسكن الخاص لكل موظف، هو «توطين قطاع المساجد بصورة رسمية»، هناك أكثر من 95 ألف مسجد وجامع على مستوى المملكة، والمسجد الواحد يضم «إماما ومؤذنا ومستخدما لنظافة المسجد ومعلم تحفيظ قرآن» هذا في المساجد، أما الجوامع فالعدد يزيد إلى الضعف لأنها مقسمة إلى فئات، ومعظم الأئمة في المساجد ومسؤوليها يعملون في قطاعات حكومية أو خاصة، بالتالي نريد أن تكون وظيفة المؤذن والإمام وظيفة رسمية مفرغا لها، والمسجد ليس قصرا على الصلاة فقط، إنما من المفترض أن يصبح معهدا للتربية والثقافة، والعلوم الحياتية لان هناك العديد من البرامج التي تخدم المجتمع من الممكن ان تستغل في تطبيقها على ارض الواقع لكي يستفيد منها ابناء الحي بمختلف الأعمار.
مساجدنا بالمملكة معظمها تبنى بملحقاتها الخاصة والتي منها بيت للمؤذن وبيت للإمام وبالتالي نحن وفرنا وظيفة + سكن مميز للإمام والمؤذن بمساحة كبيرة من الممكن ان يستغل في إيرادات مالية للمسجد كون البيت بالعادة يكون خارج حدود المسجد بالتالي الاستفادة من المواقع المميزة للمساجد ضرورة ملحة لتوفير العديد من الوظائف لعل أهم فئة من المفترض ان تتوجه لهذه المساجد خريجو كليات الشريعة واصول الدين في مختلف مناطق المملكة فمن المفترض أن يتم تعيينهم برواتب أعلى مما هي عليه الان واستغلال مرافق المسجد لتأمين زيادة الرواتب للأمة.
هناك حلقات تحفيظ قرآن لجميع المراحل، هذه في حد ذاتها ستكون مصدر دخل كبير إذا ما قسمنا الحلقات إلى ثلاث فئات أصغر من 10 سنوات، وأصغر من 20 سنة، وأكبر من 30 سنة، وفرض مبلغ رمزي على كل طالب وكل فئة، سيكون هناك مردود مادي كبير لمعلمي الحلقات.
التوطين في المساجد بالتحديد يزيد من الرقابة عليها وعلى مخرجاتها، وما يدور فيها من دهاليز ما تسمى بشباب «المكتبة» ورحلاتها المكوكية التي تحتاج للكثير من الضوابط، فأي مشروع أيا كان حينما يتفرغ له الانسان يقدم عملا مميزا.