جدة غير.. وصلت مطارها الشهير.. أعلن خونة اليمن محاولة استهدافه بصاروخ.. كان تبريرا لتجنب غضب المسلمين ونقمتهم، بعد استهداف قبلتهم.. ادعاء قبيح.. المطار بوابة مكة المكرمة على العالم الإسلامي.. أعلن العالم استنكاره.. أدان الفعل وأصحابه.. الساعة السادسة مساء.. يوم الثلاثاء (8 نوفمبر 2016).. قادما من الدمام.. بناء على دعوة من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود آل سعود.. أمير منطقة الباحة.. للمشاركة بورشة عمل بعنوان: تطوير المنتجات السياحية وابتكار الحلول الاستثمارية.. مسعى سموه الكريم.. لجعل الباحة تاج السياحة السعودية.
¿¿ في المطار تذكرت تبجح خونة اليمن.. دعوت لبلدي ولقادته وأهله بأطيب الدعاء ودوام العزة والكرامة.. فكرت في المستقبل.. تذكرت الماء.. قضية ترافقني كظلي.. اتصلت بصاحب خدمة النقل الذي أعرف.. استقبلني.. حجز غرفة بأحد فنادق مدينة جدة.. سجلت اسمي في سجلات الفندق.. أصبحت ضيفا.. حددت أيام زيارتي.. بعد استلام غرفتي بالطابق الخامس.. قررت الخروج للبحث عن صحن الفول.. اشتقت اليه حال وصولي مدينة جدة.
¿¿ سألت موظف الاستقبال عن أقرب صحن فول من الفندق.. حتى الفول يمكن أن يكون منتجا سياحيا مهما.. توجهت مشيا الى الصحن الذي ينتظر.. وجدت عربيا يستقبل ويرحب.. طلبت صحن الفول.. جاء حارا.. زيته من الزيتون.. كان برفقته التميس الأبيض المقمر.. متوجا بكأس الشاي الأحمر.. طلبت ملعقة.. تناولت ربع قرص التميس.. ثم تناولت بقية الفول بالملعقة.. ارتويت وتشبعت.
¿¿ تصلت بزميلي المتقاعد من جامعة الملك فيصل.. عميد كلية التربية سابقا.. سعادة الدكتور داخل الحارثي.. حضر الى الفندق.. وجدته شخصين في شخص.. وجدت شخصا آخر بجانب الشخص الذي أعرف.. أصبح اثنين في واحد.. أحدهما حاول فتح مدرسة.. تسبب البعض في إفشال مشروعه.. كان يسانده الشخص المحارب الذي أعرف.. الشيء الجديد في حياته.. انه أصبح وحيدا مع أم زياد.. جميع الأبناء يعيشون في أمريكا للدراسة.. جميعهم على حسابه.. طال انتظارهم للالتحاق بالبعثة.. منهم من يدرس الماجستير.. ومنهم من يدرس جامعة.. قد يلحقان بهؤلاء الأبناء.. هذا يغري بزيارته في أمريكا لو فعلها.
¿¿ ذهبنا مشيا على الأقدام الى كورنيش جدة.. شاهدت النافورة الشهيرة.. هل تكون هدفا آخر للخونة في اليمن.. عبر صاروخ طائش.. يدل على رغبتهم في تدمير كل شيء؟! انقلابهم على الشرعية.. دمر اليمن.. أرضا وشعبا وحكومة.. في هذا المشوار شاهدت الأرض تتحدث عربي.. تنبض بالإنجازات.. وكان قبل مجيء صديقي الدكتور الحارثي.. سألني عن المكان.. استعنت بأحد العابرين.. وصف المكان.. وجدته شابا من اليمن الشقيق.. شكرته.. تساءلت ماذا يريد الحوثي وصالح من الشعب اليمني المسالم؟! يعيش ويعمل في بلده الثاني المملكة.. لماذا كل هذا التجني من هذه الطغمة الخائنة الجائرة على اليمن وشعبه ومصالحه؟!
¿¿ نظرت الى نافورة جدة.. تساءلت.. من يثبت لي أن مياه النافورة ليست من مياه التحلية؟! جاءني إلهام يؤكد أن مياه النافورة عذبة.. ليست من ماء البحر المالح.. ظهر هذا الاعتقاد.. تعاظم أمره.. قلت بطرحه أمام الجميع.. هل هناك من يؤكد بطلان هذا الاعتقاد؟! أقول هذا لأننا الوحيدون في العالم الجاف من يؤسس بحيرات لتبخير الماء العذب.. نستنزفه من قاع الأرض.. ثم نبخره في بحيرات اصطناعية وسط الصحراء.. هذه بحيرة الأصفر في الاحساء نموذجا.. أيضا بحيرة الصحراء في دومة الجندل.. البعض لا يشكر الله على نعمة الماء.. لكنه يساهم في استنزاف الماء من باطن الأرض واهداره ظهيرة.
¿¿ ودعت صديقي القديم الجديد.. رجعت الى الفندق.. كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. تابعت أخبار سباق الرئاسة الأمريكية.. نمت بعض الوقت.. نهضت الساعة الخامسة صباحا.. واصلت مشاهدتي لما جرى في أمريكا.. الى أن تم اعلان فوز (ترامب).. اتصل أحد الزملاء يبارك لي صدق توقعاتي.. كان تبريري ان الرجل جاء من آخر الصفوف.. وأطاح بالكثيرين.. حتى أصبح منافسا.. تساءلت هل كان هذا عفويا؟! هل هناك حكومة خفية تدير هذا العالم؟!
¿¿ أيها العرب إنه الحلم الأمريكي سر هذا الفوز.. حقق الشعب الأمريكي غير المرئي معجزة الفوز الاستثنائي.. الحلم الذي يجب أن يستمر حتى للذين لم يولدوا بعد.. هل سيظل العرب يدفعون الفواتير مع كل رئيس أمريكي؟! هل ستتآكل قوتهم؟! العرب ينتظرون هذا التآكل.. هل يكون للعرب وجود مع نهاية تآكل الغرب الذي ينتظرون؟! الحقيقة أمامي تؤكد أن العرب يتآكلون.. أيضا يؤكلون ليعيش غيرهم؟!