اليوم صلينا صلاة الاستسقاء، وقد توجهنا إلى ربنا خاضعين متذللين، وقلبنا أرديتنا لعل الله يغير من حال إلى حال، وسيغير المولى الأحوال بحوله تعالى فهو الكريم الجواد سبحانه.
كل ما أتمناه أن يبادر بعض المقلوبة قلوبهم إلى إعادتها لوضعها الصحيح، لعل الله يغير حالنا إلى الأفضل، فتغييرات المظاهر سرعان ما تزول، أما تغييرات القلوب فأعظم أثراً وأطول بقاءً!
أتمنى من الأخ الكريم الذي يمن على والديه بزيارته الوحيدة في الأسبوع، التي يأتيها وهو منشغل بجواله، وغير محتمل لأية كلمة تصدر منهما أن يقلب قلبه فينظر لزيارة والديه على أنها واجب وليست فضلا يتفضل بها عليهما، فكل ما يقدمه من أجلهما ما هو إلا جزء صغير من رد معروفهما عليه!
كما أتمنى ممن فهم أن طريق صناعة المجد والنجاح هو بأكل الحرام، سواء باستغلاله لمنصبه، أو بالنصب على عباد الله وأكل أموالهم بالباطل، أو بترويج الحرام، أن يقلب قلبه لعله يعرف طريق النجاح، فيسير عليه بثبات حتى ولو كان طويلاً!
أيضاً أتمنى ممن ملئ قلبه حسداً وحقداً وسوء ظن، أن يقلب هذا القلب لعله ينظف من هذه الأدران التي تجلب لصاحبها ومجتمعه المصائب والكوارث!
أيضاً أتمنى من الكذّاب، سواء المتخصص بإنشاء الكذبة من العدم، أو الناشر لها بلا تفكير ولا إدراك من خلال مواقع التواصل، أن يقلبوا قلوبهم، ومن ثمّ ألسنتهم وأصابعهم، فلا يقولون إلا صدقاً، ولا ينشرون إلا حقاً!
أيضاً أتمنى ممن يصدّر نفسه كمتحدث باسم المجتمع، وموجه له، وهو يتلاعب بعقيدة هذا المجتمع النقيّة، وقيمه الراقية، أن يقلب قلبه فيعرف حجمه، وحجم الدمار الذي يجلبه لمجتمعه بطرحه الذي يحقق منه الشهرة الشخصية الزائفة، ولكنه يشوش على هذا المجتمع، ويؤثر على بسطائه!
وأختم بأمنية خاصة ممن سموا أنفسهم خبراء أرصاد، وهم مجرد مستنسخين لما يوجد في المواقع الأجنبية، أن يخففوا من ثقتهم في نقولاتهم!
هذه مجموعة من المناشدات أوجهها لمجموعة من ذوي العلاقة لعل المولى يغيثنا، وأتمنى أن يستفيد منه حتى من لم تذكر مواصفاته في هذا المقال، فما دام قلبه يحتاج إلى قلب، فليقلبه من أجله وأجلنا!