أفادت شبكة الراصدين المحليين - التي تعنى بحقوق الإنسان في تعز- بأن مسلحي الحوثي والمخلوع صالح هجّروا 3582 أسرة، أي 21492 فردًا بمحافظة تعز خلال فترة الحرب التي تشنها على المدينة، خصوصا في الفترة من سبتمبر 2015 حتى أكتوبر 2016 وكان أغلبها في مناطق الريف.
ورصدت الشبكة حالات تهجير الأهالي في كل من الوازعية وحيفان والصلو والدبح بريف تعز غرب وجنوب المحافظة، بالإضافة إلى منطقة صالة شرق المدينة.
وحسب الاحصائيات، فإن 3000 أسرة تم تهجيرها من بلدة الوازعية غربي تعز فقط، فيما اضطر بقية السكان إلى النزوح من أنفسهم.
من جهة أخرى، أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وجود تنسيق وتبادل أدوار، بين الحوثي والمخلوع، من جهة وبين تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، بدعم من إيران، من جهة أخرى.
وأوضح هادي - خلال اجتماع بمستشاريه أمس في الرياض- أن التنظيمين الإرهابيين، يساندان القوى الانقلابية في اليمن.
وقال: إن تجربة الصراع والحرب على الشعب اليمني من قبل القوى الانقلابية ومن خلفها إيران تؤكد مدى التنسيق وتبادل الأدوار بينها وبين الجماعات الإرهابية التي تساندها في حربها على الشعب اليمني.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، لفت هادي الانتباه إلى تمكن الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية في البلاد من دحر القوى الظلامية الباغية وفضح أدواتها ومن يديرها ويقف خلفها، مجددا التأكيد على أن إيران تسعى الى زعزعة أمن المنطقة والملاحة الدولية والتحكم في مضيقي هرمز وباب المندب.
يأتي ذلك مع ترحيب أبداه المخلوع صالح تجاه خطة ولد الشيخ أحمد، في ظل صراع بدأت معالمه تطفو إلى السطح على قضايا عدة مع الحوثيين، أبرزها التشكيل الحكومي، حيث يستعجل الحوثيون ذلك، بينما يتريث المخلوع في الأمر، ما دفع - ما تسمى، اللجنة الثورية العليا للحوثيين- لإصدار بيان ينتقد فيه التأخير في إعلان التشكيل بعد مرور شهر على تكليف عبدالعزيز بن حبتور.
وهددت اللجنة الثورية للحوثيين بأنها لن تتردد في التدخل لتجاوز أي معوقات، وهو تلميح واضح إلى المخلوع صالح ودوره المعرقل.
##غارات مباشرة للتحالف##
في جانب آخر، شنت طائرات التحالف غارات عدة على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء، حيث قصفت بست غارات منطقة المتنزه في الحيمة الخارجية غرب صنعاء، واستهدفت بأربع غارات مواقع الميليشيات جنوب مديرية عسيلان في محافظة شبوة.
أما في صعدة، فقد استهدفت الطائرات بـ 11 غارة منطقتي بني معاذ وغلفقان في مديرية سحار، وبغارتين على منطقة الصراب نفسها وسط صعدة.
وتزامنت الغارات مع استمرار المواجهات في جبهات نهم شمال شرق العاصمة والبقع شرق صعدة، وأنحاء متفرقة من تعز.
إلى ذلك، سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على التباب البيضاء غرب سد بني بارق في نهم، بعد تمكنهم من كامل منطقة بني بارق، وشهدت مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء مواجهات مسلحة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وتعتبر السيطرة على «بني بارق» انتصارا كبيرا لقوات الشرعية واقترابا آخر من العاصمة اليمنية صنعاء، في حين سقط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات بعد اشتباكات مع قوات الشرعية في جبهات عدة في تعز.
وصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجمات للميليشيات على موقع الدفاع الجوي شمال تعز، ومواقع قوات الشرعية في مديرية مقبنة غرب تعز، كما تمكنت من إجبار الانقلابيين على الفرار بعد قتلها العديد من عناصرهم.
واستهدفت القوات تعزيزات عسكرية للانقلابيين في طريقها إلى جبهة الزنوج شمال تعز، بينما قتل العميد صالح الخياطي قائد اللواء 82 في انفجار لغم زرعه الانقلابيون في منطقة حرض بمحافظة حجة، في الوقت نفسه، سقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف العشوائي للميليشيات على الأحياء السكنية في تعز.
وقالت مصادر عسكرية بمأرب: إن وحدات الشرعية مسنودة من طيران التحالف تخوض معارك عنيفة مع الميليشيات في أطراف منطقة صرواح بين صنعاء ومأرب. وقال المركز الإعلامي للجيش: إن مدفعيته دكت مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقة وادي حباب التابع لمديرية خولان بمحافظة صنعاء.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء الركن محمد علي المقدشي تدفق أعداد كبيرة من المواطنين للالتحاق بقوات الجيش الوطني من مختلف المحافظات. وشدد اللواء المقدشي خلال زيارة له إلى مركز تدريب القوات المسلحة، بمحافظة مأرب، على ضرورة استيعاب تلك الأعداد من الراغبين للقتال ضد المتمردين.
##قتل واختطاف الصحفيين##
من جانبه، قال مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي: إن 15 صحفيا قتلوا منذ العام الماضي، اضافة الى جرح 41 صحفيا واختطاف 17 آخرين لايزالون يتعرضون للتعذيب والتنكيل في زنازين الانقلابيين، في الوقت نفسه يعيش المجرمون بحرية تامة ويستمرون في ممارسة الانتهاكات ضد الصحفيين والناشطين.
ورصد المركز في أحدث تقرير له عن الانتهاكات للحريات الإعلامية في اليمن للفصل الثالث من العام 2016، 53 حالة انتهاك ضد الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي توزعت بين حالات قتل واختطاف وإصابة وتهديد ومحاولة قتل وتفجير واقتحام ونهب منازل ومؤسسات إعلامية واعتداء بالضرب الى جانب حجب واختراق قنوات فضائية ومواقع الكترونية.
وعبر المركز عن قلقه من تزايد الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الإعلامية، التي راح ضحيتها 2 من الإعلاميين خلال الربع الثالث من العام الحالي، معتبرا ذلك مؤشرا خطيرا يتوجب اتخاذ التدابير اللازمة حيال حماية الصحفيين.
ووفقا للتقرير، فقد بلغت حالات القتل خلال فترة التقرير 12 حالة اصابة، و10 حالات اختطاف، و7 حالات اعتداء، و7 حالة تهديد، وحالتي فصل عن العمل، وحالة واحدة لكل من ايقاف راتب وفصل من الجامعة وسرقة حقوق ملكية، بالإضافة لحالة تحريض وتفجير منزل، وحالتي حجب مواقع الكترونية، ومثلها حالات اقتحام منزل، وكذلك حالتا محاولة اغتيال، وحالة اقتحام وحجب قناة فضائية.
وأشار التقرير الى ان محافظة صنعاء - التي مازالت تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع- احتلت المرتبة الاولى بعدد الانتهاكات المرتكبة بعدد 24 حالة، تلتها تعز بعدد 9 حالات انتهاك، ثم حجة بعدد 7 حالات، ثم عدن بعدد 3 حالات، تلتها الضالع بحالتين، ثم مدينة جنيف بسويسرا بعدد حالتين، ثم حضرموت وشبوة ولحج واب والجوف والحديدة بعدد حالة واحدة لكل محافظة.
وحسب التقرير فقد احتل اغسطس المرتبة الاولى في عدد الانتهاكات ضد الإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي بعدد 24 حالة، تلاه سبتمبر بعدد 19 حالة انتهاك، ثم يوليو بعدد 10 حالات انتهاك.
وأوضح التقرير ان جماعة الحوثي كانت الاكثر انتهاكا للإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي بعدد 37 حالة، وتلتها 10 حالات قام بها مجهولون. وقال المركز: لايزال هناك 17 صحفيا مختطفين في سجون الحوثي وتنظيم القاعدة، تسعة منهم منذ التاسع من يونيو العام الماضي، حيث يتعرضون للتعذيب، وهم عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، وهيثم الشهاب، بالإضافة للصحفي وحيد الصوفي، صلاح القاعددي، ابراهيم المجذوب، عبدالله المنيفي، حسين العيسي، يحيى الجبيحي، اسعد العماد، والصحفي محمد المقرمي، الذي مازال يقبع في سجون تنظيم القاعدة في حضرموت.
وأدان قرار الجمعية العامة رقم 163/68 جميع الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين بوسائل الإعلام، كما دعا الدول الأعضاء لبذل قصارى جهدها لمنع أعمال العنف هذه، وضمان مساءلة وتقديم مرتكبيها للعدالة.