الشاعر بطبعه أقدر من غيره على رؤية وتأمل التفاصيل ..ولملمة شعثها .. وفهم الملامح وما تعنيه ونظرات العيون وماترسل من رسائل أي بصفة عامة .. ما خلف السطور ..
حتى يكّون منها معنى يشد انتباه السامعين والقراء لما يقوله ويكتبه ..
لذلك ينال الشعر الصادق استحسان المتذوقين والجمهور عامة؛ لأنهم استطاعوا النفاذ بشفافية عجيبة نحو خلجات الصدور وما تخفيه واستطاعوا بحرفنة فنية صياغتها بقالب عذب.. وللشتاء تفاصيل كثيرة بطقوسه الثرية المختلفة عن أي فصل من فصول السنة في تحريك قرائح الشعراء وحث وجدانهم على التصور والكتابة ..
فها هي الامطار وما يصاحبها من لسعات البرد، والتحلق حول النار بجمرها المتقد في فضاء خال ٍ وصناعة القهوة العربية للحصول على كيف معين بطعم الهيل والزعفران ووو .. كلها وغيرها تستلهم الشعراء وتستثير قوافيهم لكي ينتظروا الشتاء بشغف لذيذ.
فها هي سيدة الشعر : (عابرة سبيل) غفر الله لها تهتف بوجد في إحدى قصائدها لتقول:
هذاك لو قال الشتاء صيف.. عرقت
ولو قال صيفي برد.. شبيت ناري
والشاعر الأمير أحمد السديري يتألم بصمت في إحدى قصائده:
الله من همَ ٍ بروحي سهجها
بخافي ضميري في كنين الحشا لاج
احر من نار ٍ توقد وهجها
منها خطر روحي على سلك ديباج
