(مرك بر آمریكا)، وتعني بالفارسية الموت لأمريكا وهذا هو الشعار الذي انطلق مع بداية الثورة الايرانية في العاصمة طهران عام 1978م، وكم كان لهذا الشعار من اثر على العالم الاسلامي بجميع مذاهبه في ذلك العام بمعنى ان الخميني (لعبها صح) وعرف كيف (يدغدغ العواطف) الاسلامية والعربية قبل أكل بعض الاكتاف التي رسم عليها بذكاء بعد أن حد أنيابه وجند في المنطقة اذنابه، واعتقد ان المثل القائل، فلان يعرف من اين تؤكل الكتف، ينطبق فعلا على الايرانيين، فهم يبدؤون بالدغدغة للعواطف من خلال العزف على اوتار الطائفية قبل الانقضاض على اكتاف الضحية!. والآن الحوثيون في اليمن يمارسون نفس النهج الايراني ولكن يكررون الشعارات بطريقة غبية غوغائية ببغاوية (الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل) بينما (الموت) للأخوة اليمنيين في الداخل وصواريخهم المتجهة للأمريكان والتي يبدو انها ارادت ان تتزود بماء زمزم قبل مواصلة الرحلة لقصف الامريكان في عقر دارهم! السؤال للحوثيين -هل هناك اسرائيل غير تلك التي يعرفها العالم وهل هناك امريكا غير الولايات المتحدة عند الحوثي؟ نعود للإخفاق الاعلامي، من وجهة نظري المتواضعة، لم نوفق في اعلام يوازي حجم المعركة الاعلامية المضادة، المفروض ان نكسب اخواننا اليمنيين المغرر بهم في الداخل اليمني لان إعلام المخلوع والحوثي استطاع الى حد ما ان (يشوش) على اليمنيين الصورة النبيلة والاهداف الانسانية من وراء هجمات التحالف. نحلم بإعلام قوي يخاطب كل يمني شريف، مهما كان مذهبه او قبيلته ومنطقته، اننا في دول الخليج اخوة في الدين واللغة ويجمعنا الجوار التاريخي والجغرافي، والحوثي لا يمثلكم لأنه بكل بساطة عبارة عن مطية فارسية (نقل رباعي)! ومن باب الشفافية والانصاف، الاعلام الخليجي مشغول (الى حد شوشته) بالمسابقات الفنية والرياضية، فلا نحمله فوق طاقته!
ليس سرا ان كل ما يقال من شعارات سواء كانت من إيران او حزب الله او جماعة الحوثي، فقط للاستهلاك والتهييج العاطفي وكسب الجماهير، فهم (يلعنون) أمريكا في العلن، وفي الخفاء يتم الود والاحتفاء بينهم، والأدلة على ذلك كثيرة، آخرها ما حدث في الاجتماع الخاص بمباحثات السلام اليمنية في الكويت عندما التقى وفد جماعة الحوثي بوكيل وزارة الخارجية الأمريكية وقدم له الاعتذار على شعاراتهم (الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل). والحقيقة الدامغة التي يعرفها الجميع ماعدا الحوثي وربعه ان العالم أجمع يعي حقيقة العلاقات السرية بين كل من الحوثيين والإيرانيين والأمريكان. ماذا عسانا ان نقدم كمواطنين وما هي المسؤولية الاجتماعية والوطنية في مثل هذه الظروف؟ كلما اتضحت الرؤية الوطنية عند كل مواطن عرف من هو العدو الحقيقي، عندها سيسهل علينا الاتحاد في وجهه، وأهم عوامل نجاح الاتحاد ان نعمل على قتل الخلاف بيننا وتقبل الاختلاف حتى نساهم في خدمة الوطن وأمنه ولتستمر المسيرة، رسالة لكل مواطن ما زال يشكك في وطنية من يختلف معه، او يصنف المواطنين من خلال مقاييسه او من منظوره المنغلق، او تعود على ان (يقولب) الأشخاص حسب الولاءات والمواقف من منظره الا ينسى اننا جميعا في مركب واحد، ونجاح المركب وقوته ان يتغلب على العواصف والامواج العاتية حوله ليعبر الجميع الى شط الأمان بسلام.
في الختام، اين دور الاعلام الإسلامي والعربي والسعودي من صواريخ الحوثي الموجهة الى قبلة مليار ونصف المليار مسلم؟ هل هناك أهم من أمن المقدسات الإسلامية؟ للإعلام قوة تضاهي قوة الصواريخ والدبابات، لكن فقط عند من يعرف قيمة الإعلام!!