لاحظت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ووسط الظروف الساسية والاقتصادية المتغيرة بشكل مستمر وما صاحبها من تأثير على الحياة الاجتماعية، تداولا لكمية هائلة جدا من المعلومات والأخبار دون أدنى تعب أو مجهود في التأكد من صحتها ومدى مصداقيتها أو التريث والتفكير في تداولها وإرسالها من عدمه.
الغريب والعجيب أنني أتجاهل بعضا من هذه المعلومات والاخبار حين تصل إلي من أشخاص معينين للأسف ينقلون كل ما يصلهم، لكن الملاحظ والمؤسف انها بدأت تصلني من ناس كنت أحسبهم ثقاة ومن المتريثين، فمثلا حين أقرأ خبرا في صحيفة سعودية مطبوعة كاليوم أو أم القرى أو عكاظ وغيرها قد يكون الأمر صحيحا أو قريبا من الصحيح ولكن عندما يأتيني من صحيفة إلكترونية غير رسمية لا يتجاوز طاقمها مع قرائها أصابع يدي الواحدة ناهيك عن اسمها الذي يكون غالبا مضادا لنشاطها فهنا أعتقد أنني وفرت عناء البحث والتريث والتفكير واتخذت قرار التجاهل لهذا المحتوى البائس. كثير من الناس تداولوا خبرا لقرار أصدرته وزارة العمل عن رفع رسوم رخص العمل للأجانب من 2400 ريال إلى 6200 ريال وأخذ هذا الخبر رواجا واسعا، وحتى مع أن الوزارة نفت هذا الخبر إلا أن هناك من يصرون على تداوله، بعده جاءت الطامة حين ظهرت أنباء عن نية وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال أماناتها رفع رسوم إصدار الرخص فبدأ الحديث عن أن لكل متر مربع من المساحة قيمة إيجارية سنوية قدرها 300 ريال للسنة الواحدة، فإن كنت تملك مطعما مساحته مثلا 600 متر مربع فهذا يعني أنك ستدفع سنويا 180 ألف ريال وبدأت حملات مضادة لوقف أي مشروع تجاري للتحذير من ارتفاع الاسعار لتغطية هذه المصاريف وعلى الكثير من رؤوس الاعمال البحث عن مكان آخر للاستثمار حتى وصل بالبعض النصح بالاستثمار خارج البلاد. وما ان انتهينا من هذه الاخبار الكاذبة المفبركة حتى جاءت اخبار مماثلة عن مشروع زيادة رسوم المخالفات المرورية فيها ألوف مضاعفة لكل من يخالف قواعد السير. وكل هذا هدفه واضح، التشويش على المواطن والمقيم.
صحيح أن الإعلام الرسمي المرئي كان بعيدا عن الساحة في هذه الأثناء بالذات فلا ألوم المواطن في ذلك أحيانا حين يرى مسؤوليه ووزراءه لا يظهرون في قنواته الرسمية التي لم تتبن قضاياه وما يمس حياته اليومية ومستقبله ومستقبل أبنائه وعائلته. ومع ذلك ما لم يصدر من وكالة الانباء السعودية رسميا وإلا فلا نسمح لأحد ان يتمصدر ويجد رواجا وانتشارا على حسابنا، ولنعلم أن ما يحاك ضدنا ليس فقط صواريخ الحوثيين ومن يقف خلفهم من أذناب الفرس بل هناك من يسخر حرفه وقلمه ليصبح مثل تأثير الصواريخ، فالحرب ليست دائما في أرض المعركة فقط. ليت الزمن يعود لتلك الأخبار ولو انها كانت مزعجة بعض الشيء آنذاك ولكنها أخف بكثير مما نسمعه حاليا وذكرته للتو فقد اشتقت لفوائد الزنجبيل وعصير الجرجير وما شابههما.