من المشاريع الوطنية التي تنفع الناس، يبرز الآن البرنامج الوطني لتنمية الحِرَف والصناعات اليدوية (بارع) الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. هذا المشروع يقوم على إنشاء مظلة وطنية تجمع المهتمين والمبدعين في مجال صناعة الحِرَف الوطنية. وتعمل الهيئة على تحويل مشروع (بارع) إلى شركة وطنية مساهمة مستقلة، هدفها فتح فرص عمل واستثمار للآلاف من الحرفيّين والحِرَفيات السعوديين، وهي (شركة الحِرَف الوطنية)، والتي وافق عليها برنامج التحوُّل الوطني، وستكون الذراع الفنية والاستثمارية والتسويقية للحِرَف الوطنية. طبعًا هيئة السياحة يهمُّها إلى جانب العوائد التجارية، العائد الممتد لإحياء التراث الوطني وتوثيقه ونشره. في سبيل هذا الهدف تعمل الهيئة في مشروع شراكة مع قطاع الفنادق، واستجابت لهذا المشروع الفنادق الكبرى، وفي حي السفارات في الرياض بادر فندق (راديسون ساس بلو)، الذي يجري إنشاؤه الآن في الحي، على إدخال المنتجات الفنية والحِرَفية السعودية في جميع غرف ومرافق الفندق، وسوف يستفيد من هذا المشروع المشترك مئات الفنانين والحرفيّين السعوديين، يستفيدون من شراء المنتجات، ومن عرض نماذج لأعمالهم في هذا الفندق الذي سيكون زواره في الغالب من الأجانب. التبني القوي للهيئة لمشروع (بادر)، والاتجاه إلى إنشاء شركة تتولى شراء الإنتاج وتسويقه، وأيضًا اتفاقها مع مؤسسة الأمير تشارلز الخيرية لتطوير مهارات وإبداعات الحرفيّين السعوديين، هذا المسار الذي تتبناه هيئة السياحة سوف يعظم الفوائد العديدة لتنمية الصناعات الحِرَفية والفنية الثرية بالفرص التجارية والثرية بفرص العمل. المنتجات الحِرَفية السعودية التي تنبع من تراثنا سوف توجد البديل لما يُقدَّم في الحفلات والمناسبات من هدايا ودروع كئيبة الشكل، ورديئة التصنيع، والتي ينتهي أغلبها إلى المستودعات، أو النفايات. لذا نرجو أن يقوم مشروع (بادر) بجهود تسويقية للوصول إلى قيادات القطاعَين العام والخاص؛ لتقديم نماذج من منتجات الحِرَف السعودية، وبالتاكيد لن يتأخر المسؤولون عن دعم البرنامج، فكثيرون يَرَوْن أنه لا قيمة فنية تغري بالاحتفاظ بالدروع والهدايا بشكلها الحالي. وزارة الخارجية بادرت منذ سنوات إلى تقديم الهدايا والدروع من المنتجات الحِرَفية الوطنية، وتعاونت مع صندوق الأمير سلطان في المنطقة الشرقية الذي تبنى عددًا من الحِرَفيات السعوديات، كما تعاونت الوزارة مع جمعية النهضة النسائية بالرياض، والتي كانت سبَّاقة لإنشاء ورش متخصّصة للحِرَفيات السعوديات. مؤخرًا أطلق الأمير سلطان بن سلمان في مقر الهيئة شركة تراثنا للمسؤولية الاجتماعية، وهو مشروع تبنَّته أرامكو السعودية توتال (ساتورب) لأجل تمويل الصناعات الحِرَفية السعودية، وهذه من المبادرات المهمة لشركة أرامكو، وكل هذا الجهد الوطني يُقدِّم الشواهد العملية العديدة لأهمية صناعة السياحة والتراث الوطني، فالأموال التي تُنفَق في هذا القطاع عائدها واسع وممتد في الاقتصاد الوطني، وتدخل كل بيت.