«بعضنا يبون لبنتهم زوج يدلعها! وإذا ولدهم دلّع زوجته قالوا: ساحرته!».
أعتقد أن هذه الطرفة تتحدث عن واقع مشاهد، فلو عاملت الأسر -خصوصاً الأم- زوجة ابنها كما تريد أن تُعامل ابنتها لانتهت كثير من المشاكل التي تحدث في البيوت، بين الأم والأخوات من جهة، وزوجة الابن من الجهة الأخرى!
ولكن المشكلة أن بعض البيوت ترى نفسها أنها الأفضل، ولذلك على زوجة ابنهم -مهما واجهت- أن تحمد ربها ليلاً ونهاراً أنها اقتربت منهم، وشكواها مما تعاني مكذّبة حتى لو ثبت صدقها، بينما غيرهم هو الأقل منزلة، ولذلك فأي شكوى من ابنتهم تجاه زوجها وأهله مصدّقة حتى يثبت عكس ذلك!
تحتاج أسرنا أن تقنن تدخلاتها في حياة ابنها وابنتها بعد زواجهم، فلا يكون التدخل إلا في حالات الضرورة القصوى، أما التدخل في كل صغيرة وكبيرة، وشاردة وواردة، وما أكثر الشاردات والواردات مع مجموعات واتساب، مع اعتبار أننا على صواب لا يحتمل الخطأ، وغيرنا على خطأ لا يحتمل الصواب، فستكون له آثاره الكارثية عليهم، وعلى ابنتهم وابنهم قبل غيرهم.
فالنتيجة المنطقية أن الابن لن يقبل بالتدخل في حياته حتى لو تصبّر في بداية الأمر، ولذلك سيهرب ومن ثمّ يقاطع في أقرب فرصة ممكنة، أو على الأقل يأتي وحيداً بلا زوجة ولا أولاد، فمن الذي يستطيع إلزام المتضرر بالذهاب إلى ما يضره؟!
كما أن زوج البنت لن يصبر، وستأتي إليهم ابنتهم معززة مكرمة عاجلاً غير آجل، على رحلة إياب بلا ذهاب، وعندما تتقدم الأيام ستعرف البنت أن أهلها لم يحسنوا إليها في وقفتهم العمياء معها!
يجب أن نتغافل ولا ندقق في كل أمر إن كنا نسعى لوجود مَنْ نحب حولنا، فالتغافل طبع الكرام، ويجب أيضاً أن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يتعاملوا معنا إن كنا نريد لحياتنا أن تستمر بيسر وسهولة، ونعيش بلا ضرر ولا ضرار!
ولنحذر من نظرية المؤامرة، فعدد لا يستهان به منا لا يملك ما يستحق السحر أو العين من أجله حتى لو كذب على نفسه!
٭ متخصص بالشأن الاجتماعي