DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أمريكا على أبواب حسم خياراتها الرئاسية

أمريكا على أبواب حسم خياراتها الرئاسية

أمريكا على أبواب حسم خياراتها الرئاسية
أخبار متعلقة
 
أسابيع قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات الأمريكية، والتي باتت جل المؤشرات تشي بأنها ستكون من حصة الحزب الديمقراطي، خاصة بعد إعلان أكثر من مائة وخمسين عضوا من قيادات الحزب الجمهوري نأيهم عن السياسات التي يتبناها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بل واقتراح بعضهم خلعه وترشيح بديل عنه. إن هذه التطورات قد سهلت على المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون الوصول للبيت البيضاوي من غير عناء. علاوة على أن كل المؤشرات الاقتصادية تؤكد عدم قدرة الأمريكيين على تحمل هزة أخرى في اقتصاد بلادهم، وأن برنامج الإنعاش الذي بدأه الرئيس باراك أوباما لم يكتمل بعد، وبحاجة إلى دورة رئاسية أخرى على الأقل، ليبلغ مداه. لقد تمكن الرئيس أوباما، من تنفيذ معظم بنود برنامجه للإصلاح الاقتصادي. ويمكن القول، بقليل من الحذر، إن أمريكا تجاوزت أزمتها الاقتصادية، التي أخذت مكانها بحدة إثر ما بات معروفا بأزمة الرهن العقاري. كما أنه نفذ وعده الانتخابي، بالنأي عن إقحام بلاده في تدخلات عسكرية، بالمناطق الساخنة بالعالم. لكن ذلك لا يعني أن الإدارة الأمريكية، نأت بنفسها بالمطلق، عن التدخل العسكري، فقواتها متواجدة في العراق وفي سوريا، ولكن ذلك لم يتم بصيغة الصدمة، وإغراق القوات الأمريكية، بقوة في تلك الأزمات. يصعب على المتابع التنبؤ بالسياسة الأمريكية، في عهد السيدة كلينتون المرتقب. لكن من الواضح أن روسيا الاتحادية، ومعها الصين الشعبية، سوف تنشطان أكثر في مجال السياسة الدولية، وستعملان على أن يكون نفوذهما متواجدا في مناطق كانت، حتى وقت قريب، تعتبرها الإدارات الأمريكية المتعاقبة عمقا استراتيجيا للمصالح الأمريكية. واقع الحال أن هيلاري، بالتأكيد، ليست كأوباما، إن من حيث الظرف الزمني والتحولات السياسية التي ستأخذ مكانها في عهدها، وردود أفعالها لن تكون شبيهة لردود أفعال أوباما. فكلينتون، رغم أنها مرشح ديمقراطي، لكنها في السياسة الخارجية أقرب لسياسة زوجها بل كلنيتون، المتسمة بالاقتراب من اليمين الأمريكي، في حين كان أوباما أقرب إلى يسار الحزب الديمقراطي. وربما يفسر ذلك إعلان عدد كبير من الجمهوريين، عن نيتهم منح أصواتهم للسيدة كلينتون، من بينهم الرئيس السابق جورج بوش الأب. والذاكرة لا تزال تحتفظ بعملية ثعلب الصحراء، التي شنها زوجها كلينتون على العراق، وفرضه منطقة حظر جوي في شماله وجنوبه، وهو الحظر الذي هيأ لتفتيت العراق، وتقسيمه إلى حصص بين الأقليات الاثنية والطوائف. لقد مثلت حقبة الرئيس باراك أوباما، بحق، انتقالا من هيمنة القطب الواحد إلى التعددية القطبية، وإعداد المسرح لنظام دولي جديد، بدأت ملامحه في التشكل، من خلال النمو الكاسح للاقتصاد الصيني، وعبر منظومة البريكس، وتجمع شنهغاي، وأيضا في تحدي روسيا بوتين للسياسة الأمريكية في أوروبا الشرقية وفي منطقة الشرق الأوسط، وفي الأزمة السورية بشكل خاص. ويبدو أن مرحلة ما بعد أوباما ستكون مرحلة تسويات تاريخية، تعبد الطريق لولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب. لكن هذه الولادة لن تكون عسيرة. فالولايات المتحدة لن تسلم بسهولة بالتنازل عن عرش الهيمنة الدولية. وربما يضيف وصول هيلاري كلينتون لسدة الرئاسة تعقيدات أخرى لعملية انبثاق هذا النظام. فهلاري كلينتون ستكون أول سيدة تتبوأ المقعد الرئاسي في التاريخ الأمريكي، وستعمل جاهدة على تأكيد حضورها كامرأة قوية وقادرة على الحسم. وتلك حال رأيناها في التاريخ المعاصر مع السيدة أنديرا غاندي في الهند، التي قادت عسكريا مشروع انفصال بنجلادش عن باكستان، ومع المرأة الحديدية مارغريت تاتشر في بريطانيا. والأمثلة في هذا السياق كثيرة. وهي أقرب سياسيا إلى فكر زوجها، الذي تولى قيادة الولايات المتحدة لدورتين رئاسيتين. وعرف عنه حماسه «لإسرائيل»، ورعايته للتسويات بين الأردن والكيان الصهيوني، وأيضا رعايته لحفل توقيع اتفاقية أوسلو، في البيت الأبيض، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، اسحق رابين، وبين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات. أما على الصعيد الداخلي، فسوف تواصل نهج الرئيس باراك أوباما في إنعاش الاقتصاد، من خلال رفع الضرائب، وزيادة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، وخلق دولة الرفاه. ويتوقع أن يكون مستوى التضخم في عهدها أعلى بكثير، من عهد أوباما. الدورة الرئاسية القادمة، ستكون حبلى بأحداث جسام، صراعات إقليمية سوف تتواصل، وأزمات اقتصادية، واقتراب من حافة الحروب النووية. ولن يتغير واقع الحال إلا باتفاقيات وتسويات تاريخية، تعيد الاعتبار لمنظومة القانون الدولي، وتسهم في ترصين العلاقات بين الأمم. الأمريكان سيختارون خلال الأسابيع القليلة المقبلة رئيسهم القادم