ينتاب أغلبنا شعور بالفخر عندما يجد نفسه محاطًا بالتميز والمثالية، وهذا ما شعرت به عندما كنت متواجدًا في مناسبتين في الأسبوع الفارط، واحدة تتحدث عن المثالية وهي تدشين سمو الأمير سعود جائزة السائق المثالي، والأخرى حول التميز وأهله والتي رعتها سمو الأميرة عبير بنت فيصل!! وكعضو في لجنة السلامة المرورية تشرفت بحضور تدشين جائزة السائق المثالي، وتشرفت أيضا بحضور احتفال جمعية ود الخيرية كعضو في لجنة التحكيم والذي كرمت فيه سمو الأميرة عبير الفائزين بجائزة «أتميز» التي نظمتها جمعية «ود» الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية في الخبر في مركز العلوم والتقنية «سايتك».
فمع بداية الأسبوع الماضي وبالتحديد في يوم 8 أكتوبر 2016 عشنا مع تدشين سمو أمير المنطقة الشرقية، رئيس لجنة السلامة المرورية ورئيس مجلس أمناء الجائزة، جائزة السائق المثالي.
والحديث عن السلوك المروري وما نشاهده من تجاوزات في الشوارع يندى له الجبين، قصة تختصر الكثير عما وصلنا إليه، أحد الأوروبيين عندما قدم للمملكة للعمل في إحدى الشركات الكبرى، كان مقر سكنه في مدينة الخبر وعمله في رأس تنورة، ومن أول يوم اتجه فيه إلى مقر عمله لم يستطع أن يفهم ما يجري حوله على الطريق من تجاوزات وسرعات جنونية، الكل منطلق وكأنهم في سباق ماراثون، وقف جانبًا ومن ثم اتصل برئيسه، قائلا: هل عندكم زلزال أو هل هناك أعاصير قادمة إلخ؟؟ رد عليه رئيسه: نحمد الله لا شيء مما ذكرت ولكن ما الذي دعاك لطرح مثل هذه التساؤلات؟ أجابه قائلا: الكل في سباق من حولي وبسرعات جنونية، ابتسم رئيسه وقال: الأمر طبيعي!، ذلك الموظف اتجه الى رئيسه وقدم استقالته من الشركة في اول يوم عمل! هذه القصة كما ذكرت لكم تختصر الكثير مما أود أن اكتب عنه حول السلوك المروري.
لا نستغرب من رد الرئيس على ذلك الموظف بقوله الأمر طبيعي، رغم ما فيه من ألم وحرقة على واقعنا، إذ كيف أصبح الانفلات طبيعيا!؟ هنا لا نلوم ذلك الرئيس بل نلوم الواقع المر ومن ثم لابد من البحث عن حلول ناجعة، لماذا أصبحت شوارعنا ساحات للنزيف الدموي وكأننا في سباق الفورميلا، قلتها من قبل وسأعيد ما قلته الآن وغدا وبعد غد، كما تعلمون جيراننا في مملكة البحرين لديهم سباق الفورميلا مرة واحدة كل عام ونحن لدينا العديد من (الفورميلات) يوميا!! من هنا ومن خلال مثل هذه المبادرات (جائزة السائق المثالي) نشعر ببصيص من الامل وكما يقال، لا تلعن الظلام بل اوقد شمعة، فهل تكون هذه البادرة المثالية بمثابة تلك الشمعة التي نبحث عنها في آخر النفق المروري المظلم؟.
نعود للمثالية والتميز، فاحتفالية تدشين جائزة السائق المثالي يوم 8 أكتوبر بداية السباق، وعند الإعلان عن الفائزين العام القادم سنتطرق بإسهاب عن الجائزة والفائزين والرعاة، بينما احتفالية جمعية ود في يوم 12 أكتوبر كانت ليلة جني ثمار التميز انها ليلة (الحصاد) ولابد هنا من شكر القائمين على جمعية ود الخيرية وعلى رأسهم رئيسة الجمعية الأستاذة نعيمة الزامل، والفريق الناجح خلف جائزة أتميز، الأستاذة الجوهرة الدوسري المدير التنفيذي للجمعية، والمساعدات الإداريات، ثريا الخالدي، روان السحيباني ونورة الخالدي، كنتن رائعات ومتميزات، والشكر موصول لمؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية الراعية للجائزة.
أعطيت فرصة للحديث في تلك الليلة، وبدأت حديثي بسؤال للجمهور، قائلا: ماذا لو كانت هناك مسابقة لإطلاق اسم على الأسبوع (43) من عام 2016، كونه بدأ بتدشين جائزة السائق المثالي وانتهى بتكريم الفائزين بجائزة أتميز؟! رد علي النجيب الأستاذ نجيب الزامل قائلا: نطلق عليه أسبوع (المتميزين) وهذا لقب جميل لكن كون التميز والمثالية اقترنت بسمو الأمير وحرمه اخترت أن يكون عنوان ذلك الأسبوع (سعود المثالي وعبير التميز).