«شاب أجنبي ضاع في إحدى الغابات، وجلس تقريباً لأيام ولم يكن معه إلا فأس، فرأى خطوط الكهرباء فقطعها، وأتى عمال الصيانة لإصلاحها، فأنقذوه ونجا!».
لو كان واحد من شبابنا كان كتب على الشجرة بالفأس «ذكريات أبوهادي وحيد الوادي نموت لعيون الحلوين عادي»، و«إذا كان الحب جريمة فليشهد التاريخ بأني مجرم».
مثل هذه الطرفة لا تقدم أكثر من نشر اليأس والاحباط التي تغلف نظرتنا تجاه شبابنا، وهذه النظرة التشاؤمية المُحبَطة والمُحبِطة (الأولى بفتح الباء والثانية بكسرها، وكلاهما كسر) لا تحتاج إلى الكثير من أعواد الثقاب حتى تشتعل وتُشعل!
بدلاً من الحديث عن الشباب الضائع والمائع والقاطع، ونجاح الغرب مع شبابه، في بناء شخصيات ذكية قادرة على التحليل والاستنتاج، إن كان هذا صادقاً فعلاً، أليس من الواجب أن نسأل أنفسنا كآباء ومربين، أفراداً ومؤسسات: ماذا قدمنا لشبابنا؟!
حتى نلومهم بعد ذلك بكل شجاعة على تقصيرهم في حال التقصير!.
لدينا رئاسة لرعاية الشباب، ولكن عندما تنظر في برامجها وحضورها الإعلامي، تجدها رعاية لعدد من لاعبي الكرة فقط!
لدينا وزارة للتعليم، تحتضن من يستقبلون شبابهم، ومع ذلك نضغط عليها بألا تهتم إلا بالمقرر الدراسي، لا بالمنهج حسب التعريف الحقيقي له!.
لدينا جامعات تحتضن شبابنا المميزين، وفي أهم مراحلهم العمرية، ومع ذلك هل هناك برامج تقدم للطلبة الجامعيين؟! وهل البرامج المقدمة لهم جاذبة وفي حجم الآمال والتحديات؟!
لدينا وزارة للدعوة والإرشاد، ومكاتب دعوة في كل مدينة، وعندما ترى برامجها تجد نسبة ما يقدم للشباب من الجنسين لا يتناسب مع حجم هذه الفئة العمرية، ولا حتى مع اهتماماتها!
وعندما تأتي إلى الآباء، تجد أكثر وقتهم مع الأصدقاء القدامى أو في الاستراحات، بينما أبناؤهم لا يعلمون أين هم؟! ولا مع من هم؟! بل قد تجده مشغولاً بإصلاح أبناء الآخرين، والنار في بيته!
إذن!
هل يحق لنا أن نلوم الشباب ونسخر منهم؟!