- هؤلاء أمانة برقبتي، أنا مسؤول عنها أمام الله قبل أن أكون مسؤولا عنها أمامكم!
- أول ما استلمت الباص، ظللت الزجاج على حسابي حتى لا يضايق البنات أحد، فهن بناتي مثل ما هن بناتكم!
هاتان العبارتان سمعتهما من أولئك الرجال، الذين يبدأ عملهم مع صلاة الفجر يوميا، يمرون على بيوتنا ليأخذوا أبناءنا وبناتنا إلى مدارسهم، ولا يعود أحدهم إلى بيته إلا بعد أن يدخل آخر طالب أو طالبة باب بيته، وقد يكون ذلك قريبا من العصر!
مشقة في العمل، ومسؤولية كبيرة يحملها تجاه كل راكب من ركاب باصه، مع قلة الرواتب والحوافز المالية، والمحاسبة الصارمة من الشركة المشغلة، والجهة التعليمية، وأولياء الأمور!
فهل قلنا لسائق الباص: شكرا لما تقدمه من أجل أبنائنا وأبنائك! كما نحاسبه عندما يتأخر يوما أو يغيب؟!
هل ربينا أولادنا على احترامهم وتقديرهم؟!
هل أهدينا لهم هدية ولو رمزية، وفي السنة مرة واحدة؟!
هل القيادات التعليمية، سواء في الإدارات التعليمية أو المدارس، تهتم بهؤلاء الرجال الذين لو تساهلوا في مسؤولياتهم، لحدث ما لا تحمد عقباه؟!
مصيبة عندما نتجاهل شكر من يستحق الشكر، فلا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، ومصيبة أكبر عندما يكون شكرنا وفق الفائدة الآنية المنظورة، فإن كنا ننتظر مَنْ صاحب الفضل حاجة قادمة شكرناه، وإلا تجاهلناه وانتهت علاقاتنا به بمجرد انتهاء الحاجة.
لا خَيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد النطق إن لم تسعد الحال.
حدثني سائق الباص الذي يوصل ابنتي بغبطة عن شهادة التقدير والهدية التي اكرمته بها قائدة المدرسة العام الماضي، بينما اشتكى مر الشكوى من القائدة السابقة التي لم يحصل منها طوال عمله في المدرسة إلا على رفع الصوت والشكوى على أمور لا تستحق، حتى كتب فيها قصيدة مريرة أسمعني بعض أبياتها!
رجاءً اشكروا سائقي الباصات، فهم ممن يستحق الشكر، ومع ذلك لا يجدون مَنْ يشكرهم مع عظيم الأسف!