اتفق المتحدثون في برنامج تجربتي الذي عقدته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شباب الاعمال بالغرفة التجارية مساء امس الاول الاثنين 26 سبتمبر 2016 على اهمية التعليم والخبرة بالنسبة لرائد الاعمال الراغب في تأسيس مشروعه التجاري الخاص.
وأرجع المتحدثون خلال اللقاء الذي عقد في المقر الرئيس للغرفة بالدمام ذلك الى ان السوق التجاري متغير ويحتاج للتسلح بالعلم لمعرفة تفاصيل ما يدور حوله، والعمل على تطوير اعماله باستمرار، بالاضافة الى ان الشهادة العلمية تعتبر مستندا مهما عند البحث على أي وظيفة اذا كتب النجاح لمشروع رائد الاعمال واضطر للعودة الى وظيفته.
وسرد رواد الأعمال المشاركون ضمن البرنامج قصصا ملهمة لبداياتهم تخللها ابرز التحديات التي واجهوها في مسيرة التأسيس لأعمالهم التجارية، حيث اكد (مؤسس داز السعودية) زامل الشهراني ان طموح وأحلام رائد الاعمال تختلف عن غيره من الشباب فهو يرى الاشياء بمنظور مختلف ويبحث عن التميز حتى في اداء اعماله.
وقال الشهري: إنه قبل بداية مشروعه الخاص، عمل مزارعا في مزرعة والده، وبعد انهاء دراسته في المرحلة الثانوية طلب منه والده الاعتماد على نفسه، وكانت هذه نقطة الانطلاقة، ولشغفه بالأعمال التجارية قرر العمل بهدف تكوين رأس المال وتأسيس عمله الخاص، مشيرا الى ان مشواره لم يكن سهلا ابدا، واثناء بحثه استطاع ان يتواصل مع احدى الشركات بهدف توزيع منتجاتها، وبعد رفض طلبه أكثر من مرة تم قبول طلبه وعمل موزعا لمنتجات الشركة.
قرر الشهراني بعدها اكمال دراسته والتحق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في امريكا وانهى برنامج تعلم اللغة الانجليزية، ولظروف والده الصحية اضطر لقطع دراسته، وعندما قرر العودة الى امريكا لمواصلة الدراسة لم يحالفه الحظ كونه قد تأخر 3 شهور قضاها بجانب والدته.
واشار الشهراني الى انه اضطر للعمل في احدى الشركات كمخلص للمعاملات في الدوائر الحكومية وكانت هذه المهنة آنذاك مهمة وتحتاجها الشركات، وتدرج في الشركة حتى اصبح المدير العام.
أسس الشهراني بعدها شركته منذ عام 2008 التي تقدم خدمات صيانة لقطاع النفط والغاز والبتروكياويات، كما يعمل حاليا على تنفيذ اول مصنع لتدوير النفايات الالكترونية في المنطقة، مؤكدا على أهمية العلم والتعلم، حيث مازال ينهل من جميع العلوم لتطوير نفسه حتى يتمكن من تطوير اعماله.
القصة الثانية ضمن البرنامج كانت لـ (المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة عبدالرحمن المعيبد) المهندس عبدالرحمن المعيبد الذي اكد ان مرحلة الطفولة هي المؤسس الحقيقي للانسان، وقد يعبر فيها الشخص عن رغباته واهتماماته، وكل ما يمر به خلال هذه المرحلة يصقل شخصيته.
حين أنهى المعيبد دراسته الثانوية رغب في دراسة القانون، لكن والدته فضلت ان يدرس الهندسة وكان لها ما ارادت، حيث انهى دراسته الجامعية وعمل في شركة ارامكو السعودية، لكن طموحه في العمل بمشروعه التجاري كان يشغل تفكيره، حتى قرر الاستقالة من الوظيفة وتأسيس عمله الخاص، وهناك واجهته اولى المتاعب حين رفضت هيئة المهندسين دعم طلبه لتأسيس مكتبه الخاص لعدم اكتمال شرط الخبرة ما اضطره للعودة الى العمل في ارامكو.
ولم يستسلم المعيبد لذلك وبدأ العمل في القطاع العقاري وقام بتأسيس مشروعه الخاص، واستطاع الحصول على أول مشروع لبناء 5 فلل سكنية قدمه له احد معارفه ليكون الربح مناصفة بينهما دون ان يبذل أي مجهود، وقبل المعيبد مقابل ان يحصل على الخبرة والتجربة.
واصل المعيبد اعماله حتى باتت شركته تدير أعمالا محلية وخارجية بطاقم موظفين يبلغ 250 موظفا معظمهم سعوديون، رغم انها انطلقت في عام 2008 بـ 3 عمال فقط.
وفي القصة الاخيرة لـ (مؤسس مصنع هاي سكاي للأكياس القماشية) المهندس فهد الحمزي اعتبر ان التعليم هو الساند الاكبر للإنسان، مشيرا الى انه كان متفوقا في الرياضيات والفيزياء، واستطاع انهاء المرحلة الثانوية بتفوق وعمل بعدها في شركة سابك.
لكنه عاد بالذاكرة ليؤكد ان مرحلة الطفولة هي من تحدد توجهات الانسان ورغباته في المستقبل، مؤكدا انه عاش طفولته بين اللهو والعمل، حيث كان يبيع المرطبات في صغره ويمارس هواية لعب كرة القدم في بعض الاندية الرياضية، الا ان ذلك الامر لم يرق لوالده الذي اخذ بيده وذهب به الى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ليكمل تعليمه هناك.
يقول الحمزي مخاطبا الشباب: «اذا قررت ترك وظيفتك لتبدأ عملك التجاري الخاص فانك ستسمع اصواتا تقول: أنت متهور، فإذا كنت واثقا من نفسك فلا تعر تلك الاصوات أي اهتمام».
ولفت الحمزي الى ان التاجر اذا لم يعد الى نقطة البداية فان هناك خطأ في مسيرته في المجال التجاري، مؤكدا ان السوق صعب ويحتاج لخبرة في التعامل معه، مدللا على ذلك بفشله في أول مشروع تجاري افتتحه وهو محل متخصص ببيع الهواتف الجوالة واكسسواراتها.
ونصح الحمزي الحضور بقوله: إن الوظيفة قبل بدء العمل التجاري مهمة فهي تدريب مجاني لقواعد العمل والعلاقات التجارية، فاذا بدأت مشروعك فستقوم بجميع الادوار، كما ان التذمر والنقاشات الحاصلة في حياتنا اليومية من عدم توافر منتج أو خدمة فرصة تجارية شبه مضمونة متى ما اقتنصتها بشكل جيد.
وبين الحمزي ان زيارة المعارض عادة تكون من اكثر الامور التي تحفزك لبداية العمل الحر، حيث نتعلم فيها الجديد في السوق وفنون التسويق وتكوين العلاقات، كما ان كل مشروع على ارض الواقع اليوم كان حلما صعبا بالأمس فلا تتخلى عن احلامك.
