قرأت أن «مدارس المملكة احتفلت صباح الأحد باليوم الوطني السادس والثمانين حيث أعدت المدارس العديد من البرامج للاحتفال بالمناسبة الوطنية وبهدف تعزيز الانتماء والولاء للوطن في نفوس الطلاب والطالبات، وذلك من خلال تقديم مبادرات نوعية تتناغم مع المعطيات الحالية وتتناسب في مضمونها مع البعد الثقافي والحضاري الذي تعيشه بلادنا محتوياً وفق أربعة محاور رئيسة وهي محور التأسيس والتوحيد ومحور الاستقرار والأمن والأمان ومحور الانتشار والتطوير ومحور الرؤية (2030)»
حق وواجب! والمدرسة هي المحضن التربوي الرسمي الأول في الوطن، ولذلك فعليها دور كبير في تعزيز الانتماء، وبناء الوطنية الحقة، ورجالها على قدر المسؤولية بحول الله.
ولكن!!
المعلم أو المعلمة الذي لا يملك مشروعاً لتخريج مواطنين سعوديين معتزين بهويتهم ومتمكنين في علمهم، هل يستطيع أن يترجم هذه التطلعات؟!
المعلم أو المعلمة الذي يأتي يومياً متأخراً عن دوامه، هل يملك الوقت والقدرة على تعزيز انتماء الطالب الذي يأتي قبله إلى الدوام؟!
المعلم أو المعلمة الذي لا يقدم لطلبته ما يستحق، ثم إذا جاء آخر العام تزاحم طلابه على مركز التصوير للحصول على الملخص الذي وضعه لهم هناك، هل يخرّج مواطنين متمكنين؟!
المعلم أو المعلمة الذي لا يرقى بفكره هو، وبالتالي لا يملك الوعي الكافي بحجم التحديات، هل يستطيع أن يخرج طلبة واعين بالمخاطر التي تحيط بهم وبوطنهم؟!
المدرسة الأهلية التي هدفها الأكبر استحلاب أولياء أمور الطلاب، بالتغاضي والتنجيح ومن ثم التدمير مقابل المال، هل يحق لها الادعاء بأنها تبني شخصيات وطنية؟!
هذه أسئلة يجب أن يطرحها الميدان التربوي على نفسه بكل صراحة، إن كان يريد القيام بدوره الصحيح تجاه طلابه، والوطن بأكمله!
كل مشروع بدايته قدوة، والمعلم القدوة بوابة الوطنية، وفوق ذلك أتمنى من أخي المعلم/ أختي المعلمة/ مالك المدرسة الأهلية أن يدرك أنه مهما كسب من مكاسب آنية، من مال أو رضا وقتي للطالب أو الطالبة، فسيبعثرها اختبار قياس وقبول الجامعة، وسيستجلب على رأسه الكثير من الدعوات الصادقة، وممن؟
من مظلومين دُمر مستقبلهم وضُيع ما بقي من حياتهم!