أشارت الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة، إلى توقع استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار اليوم، على مناطق الجوف وتبوك وحائل والمدينة المنورة، والأجزاء الجنوبية من منطقتي الشرقية والرياض تمتد الى نجران. وفي تقريرها لحالة الطقس، بيّنت هيئة الأرصاد، ان السماء تكون غائمة جزئياً إلى غائمة، يتخللها سحب رعدية ممطرة بمشيئة الله، على مرتفعات جازان وعسير والباحة، تمتد الى مرتفعات منطقة مكة المكرمة.
وبحسب مؤشر الحرارة تسجل الاعلى اليوم الإثنين بالمنطقة الشرقية، متوقعا ان تبلغ 42 و43 درجة في العظمى عند ظهيرة اليوم، بالدمام والاحساء وحفر الباطن، وتتفاوت في بقية المناطق بين بداية إلى اواخر الثلاثينيات المئوية نهارا والأدنى في مرتفعات الجنوب الغربي للمملكة.
من جهتهم، يتوقع مختصو الطقس أن تكون اجواء المملكة حارة نهار اليوم، فيما تشير الاحتمالات إلى توديع الصيف وانكسار حدّة الحر، اعتبارا من نهاية هذا الاسبوع بإذن الله، ويتزامن مطلع اكتوبر مع دخول منزلة (الصرفة) الأخيرة في موسم سهيل، وفقا لحسابات الانواء التي تأخذ بمؤشر متغيرات الطقس، في مواقيت زمنية تحتمل التكرار على نحوٍ تقريبي. ويسبق ذلك انخفاض درجات الحرارة العظمى تدريجيا، الى منتصف واواخر الثلاثينيات المئوية بالوسطى والشرقية في اليومين القادمين، كما تستمر الصغرى متراجعة في معظم انحاء المملكة، وتكون المناطق الشمالية متقدمة في دخول برودة الليل بهذه الفترة، قبل ان تستقبل فصل الشتاء، وتكون الرياح شمالية الى متقلبة الاتجاهات، خفيفة الى معتدلة السرعة احيانا، وتميل الى السكون وهدوء موجة الغبار بالساحل الشرقي خلال 48 ساعة. من جهته، أوضح الباحث العلمي المختص بالفلك والمناخ، عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن فصل الخريف معتاد في تسارع المتغيرات الجوية، نتيجة لدوران الارض حول الشمس وميل محورها، فتختلف زاوية سقوط الأشعة، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة والأحوال المناخية، مع قصر النهار وزيادة زمن الليل، اضافة الى عدد من العوامل المصاحبة لانحسار منخفض الهند الموسمي الحار. ومن المتوقع ايضا أن تتحسن الاجواء بشكل اكبر خلال 10 أيام قادمة، موضحا احتمالية ذلك بانصراف الحر، عند دخول منزلة الصرفة، حيث يعتدل الجو نهاراً ويبرد ليلا، حتى يبدأ في نهايتها الموسم الماطر (الوسمي) بعيد منتصف اكتوبر، وبطبيعة الحال يكون هناك تمازجا وتداخل في الخصائص الجوية، معتادا في النقلة بين الفصلين، وبخاصة في نهاية ايلول/سبتمبر، كما يكون هذا التأثير مرتبطا ايضا بمتغير اتجاه الرياح.
وقال الشمري، إن طالع الصرفة من نجوم الخريف، وتسميته علاقة بانصراف الحر، باعتباره من المؤشرات وفواصل تقريبية لمواسم الانواء، دون علاقة بهذا النجم أو غيره بما يحدث في مناخ الارض، فقد تم الاخذ به منذ القديم علامة على ما يطرأ في ايامه، من اعتدال الاجواء والتحوّل الى برودة الليل. وأضاف يصاحب ذلك انخفاض الرطوبة، واختفاء السحب القادمة من جهة الشرق فتنساق بإرادة الله إلى الغرب، و(الصرفة) هو النجم الرابع والأخير من نجوم الصفري، بلون ابيض نيّر، وما يصاحب هذا الطالع من اعتدال الجو، يخصص موسما لاستمرار غرس النخيل والأشجار وزراعة المحاصيل الشتوية، في حين ان موعد هذه المنزلة وكذلك بقية الطوالع يتغير موسما بعد الآخر، كما هو الشأن في طبيعة الاجواء، سواء في التباين بين منطقة واخرى، أو في متغيرات المناخ بشكل عام، التي بدت مختلفة نسبيا مقارنة بحقب زمنية منتهية، إبان نشوء التقاويم والحسابات الفلكية.
