DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقتل ناشر الكاريكاتير المسيء لـ«الذات الإلهية»

مقتل ناشر الكاريكاتير المسيء لـ«الذات الإلهية»

مقتل ناشر الكاريكاتير المسيء لـ«الذات الإلهية»
قتل مسلح كاتباً أردنياً نشر كاريكاتيراً مسيئاً لـ«الذات الإلهية»، في حادثة هي الأولى من نوعها محلياً، وتحمل أبعاداً دينية واجتماعية وسياسية. وقالت مديرية الأمن العام، في بيان: إن «أحد الأشخاص أطلق عدة عيارات نارية، تجاه الكاتب ناهض حتر، من سلاح كان يحمله، أسعف إثرها إلى المستشفى، إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة». وأشار بيان الأمن الأردني، الذي تسلمت «اليوم» نسخة منه إلى أن الحادثة وقعت في باحة «قصر العدل الأردني» (وسط العاصمة عمان)، صباح أمس الأحد، فيما استطاع رجال الشرطة الإمساك بالقاتل فوراً. حتر، المعروف محلياً بأنه «قائد جندرمة بشار الأسد» في الأردن، نشر منتصف أغسطس الماضي، كاريكاتيراً جسد فيه «الذات الإلهية» وضم عبارات حملت «دلالات دينية مسيئة». وأثار «الكاريكاتير المسيء»، في حينه، موجة غضب شعبية عارمة، تضمنت تهديدات بـ«القصاص» من حتر، بينما انبرى محامون إلى مقاضاته أمام القضاء الأردني. وقالت عائلة حتر، في تصريح صحفي: إن «السلطات الحكومية قصرت في توفير الحماية اللازمة لناهض، على الرغم من عدة مطالبات تقدم بها إثر تهديدات بالقتل». وأشارت العائلة إلى أنها «تحمل مسؤولية مقتل ناهض إلى السلطات الحكومية، وترفض استلام الجثة»، التي نقلت إلى مستشفى البشير الحكومي، القريب من موقع الجريمة. وسارعت الحكومة، على لسان وزير الإعلام د. محمد المومني، إلى إدانة الجريمة، ووصفتها بـ «النكراء». وقال الوزير المومني، لـ«اليوم»: إن «الحكومة تستنكر الجريمة النكراء التي راح ضحيّتها، صباح اليوم (أمس)، الكاتب ناهض حتّر»، مؤكداً أن «القضاء الأردني والأجهزة الأمنية ستلاحق وتحاسب من اقترف هذه الجريمة». وشدد المومني على أن «القصاص العادل سيطال المجرم، حتّى يكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه جرماً وغدراً وخيانة»، متوعداً بـ«تطبيق القانون ضد من يستغل الجريمة لبث خطاب الكراهية». ولم تكشف السلطات الحكومية عن هوية القاتل، بيد أن مصدراً أمنياً أبلغ الصحيفة بأنه «مواطن أردني، يدعى رياض أ. ع.، ويبلغ من العمر 49 عاماً، وتظهر عليه علامات التدين». وأشار المصدر إلى أن «الجاني استخدم سلاحاً فردياً (مسدس) يحمل كاتم صوت»، مبيناً أن «دوافع الجريمة ما زالت غير معروفة، وأن التحقيقات جارية». وينطوي مقتل ناهض حتر، الذي يعد - محلياً - «شخصية جدلية»، على دلالات متعددة، دينية واجتماعية وسياسية، خاصة أنه يعتنق «الفكر العلماني» وفي الآن ذاته يدين بـ«المسيحية»، بينما يمس الكاريكاتير، الذي نشره سابقاً، بالمعتقد الديني للمسلمين. ونظّم حتر، قبل مقتله، عدة فعاليات في العاصمة عمان داعمة لنظام بشار الأسد، لم يخل العديد منها من مشكلات مع مناصري «الثورة السورية». وأثار مقتل حتر، الذي يعتبر الحادثة الأولى من نوعها محلياً، موجة من الإدانات الأردنية، التي اعتبرت «الجريمة تعدياً على قيم المجتمع الأردني واتزانه». واستنكرت دائرة الإفتاء الأردنية، وهي جهة دينية حكومية، مقتل حتر، وقالت: إنها «جريمة بشعة والدين الإسلامي بريء منها». وأشارت الدائرة، في بيان تسلمت الصحيفة نسخة منه إلى أن الإسلام يحرّم على أي شخص أن ينصب نفسه حاكماً أو قاضياً يحاسب الناس، لما يؤدي ذلك إلى الفوضى وإفساد المجتمع وإيقاع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد.