هنيئاً لنا بك يا وطني!
فأنت وطن يستحق الفخر! ولذلك فكل لحظة من لحظات أعمارنا يجب أن تكون وفاءً ببنائك، وعملاً من أجلك، وكل حب إن لم يكن للمملكة العربية السعودية، فلمَنْ يكون؟!
ولكن يا وطني! أرجوك أن تكون حذراً من أقوام تشوهت معاني الوطنية في أذهانهم، فشوهوها بأفعالهم وهم يرفعون شعاراتها ويتحدثون باسمها، وللأسف!
• يعتقدون أن الوطنية لا يمكن أن تكون إلا بالبكاء والنواح، ولذلك فلا يمكن أن يخلو طرحهم من تجاهل المكتسبات، والإمعان في جلد الذات، فصورة السعودي في أذهانهم وطرحهم بشعة، وصورة السعودية قاتمة، لقد استحكمت عُقد النقص في كيانهم، واستولت عليهم التبعية في كل تصوراتهم.
• يتكلمون عن الوطنية، ويتحدثون عن الانتماء وهم يسعون في خرابك، بسرقاتهم وخياناتهم وتحقيق أمجادهم الشخصية على حساب بنائك!
• يتعاملون مع الوطنية على أنها مجرد شعارات يحققون من خلالها الأنا قبل أن يرسخوا الانتماء، فتخرج أعمالهم مجرد قص ولصق، وجمع بلا ترتيب، وكتابة بلا تخطيط، لا لون ولا طعم ولا رائحة، فيزهّدون وهم يعتقدون أنهم يجذبون!
• يهيمون في حب الوطن، بالقصائد والكتابات والتغريدات، ومشروعهم في الوطن أنهم بلا مشروع، ووطنيتهم بلا هدف، أوقاتهم تذبح على مذابح الفراغ والجدة، ودقائق عمرهم تهدر في أماكن لا تذكر فيها الجدية والبناء إلا قليلاً.
• يتحدثون عن ضرورة بناء الوطن، والمشاركة في مسيرة التنمية، وإداراتهم مقابر للإبداع، ومراتع للبيروقراطية، وبيئة مناسبة لفيروسات التخلف والتحطيم.
• يبكون على الوطن ويرثون لحال المواطن، وهم قد جنّدوا أنفسهم لنشر ثقافة اليأس والإحباط والتشاؤم، لا يعرفون من الألوان إلا السواد، ولا يدركون من مفهوم المواطنة إلا النقد والتحطيم، هدفهم المفضل كل مبدع وناجح، وميدانهم النشط ساحات مواقع التواصل وأشباح الأسماء المستعارة، من خلالها يصفّون حساباتهم، وينفّسون عن أحقادهم، وعلى حساب مَنْ؟ على حساب الوطن الذي جعلوا حبه في توقيعهم.
• يتكلمون عن الوطن الكبير ذي القلب الرحيم، والصدر الواسع، ثم إذا جدّ الجد، وبانت الخفايا، أصبح الوطن لا يسع إلا شخصهم، ولا يعترف إلا بوجودهم في اقصائية مقيتة، وازدواجية مخيفة.
• يصبغون الوجوه، ويعلقون الصور ويرفعون الرايات، ثم لا يردعهم هذا عن العبث بالممتلكات، وتشويه المنجزات، وهم ينشدون أناشيد الوطن، ويترنمون بحب الوطن، يا الله مَنْ الذي شوّه مفهوم الوطنية في عقول هؤلاء؟!
هؤلاء بعضهم يا وطني! فكن منهم على حذر وأنت تستقبل رؤيتك، وأنا مدرك أنك -بالله ثم بأبنائك المخلصين- قادر على تجاوزهم!