باءت أعمالهم بالخسران المبين، فقد حاولوا التشويش على حج هذا العام، غير ان الله - سبحانه وتعالى - كان غالبا في أمره وقراره، وكانت المملكة دائما وابدا، ضد تسييس الحج، وضد تحويل هذه الشعيرة العظيمة الى حلبة صراع وتجاذبات، بين الباحثين عن اطماع وامجاد زائلة في الدنيا.
إن الذين عملوا عبر تاريخهم على إحياء الخلافات المذهبية والطائفية، وجندوا انفسهم لها، واهدروا ثروات بلادهم من أجلها، هم الخاسرون، لان جمهور المسلمين، يعلم علم اليقين بأن الاسلام الحقيقي، هو اسلام فوق السياسة وفوق التوظيف والاستخدام، لغايات وحاجات دنيوية.
إن حج هذا العام أكد - بما لا يقبل الشك - أن الفرس هم سبب الداء والمشكلات في عالمنا الاسلامي، لان ما يحركهم هو حقدهم الدفين على الأمة الإسلامية وعلى الإسلام، ورموزه الخالدة، وشخصياته التاريخية، وعلماء الأمة وصنعوا من الإسلام، إسلاما يناسب أطماعهم، وحقدهم، والاساءة لبلد الحرمين الشريفين الذي يشهد القاصي والداني بدوره وخدمته ورعايته الحرمين الشريفين.
الإسلام هو دين السلام والعدل والمحبة والاحسان، هذا ما اكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - وتأكيده على ضرورة بذل قصارى الجهد لتوحيد الصف والكلمة، خلافا لمن يبذولون كل الجهد للتخريب والدمار والفتنة والادعاء على الإسلام والمسلمين، وتأكيده - يحفظه الله - على بذل كافة الجهود للم شمل العالم الإسلامي، بينما يسعى الآخرون لتعزيز الفرقة وبث الشحناء والبغضاء في صفوف العالم الإسلامي. لا أحد ينكر عظيم الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين في رعاية الحرمين الشريفين، والاهتمام بالمعتمرين والحجاج من كل حدب وصوب، دون تمييز، او اساءة او شح في خدمة، بل إن حكومته - يحفظه الله - سخرت كافة ما تملك من أجل هذا اليوم العظيم، واكدت ان خدمة الحرمين شرف لا يضاهيه شرف. ولهذا كانت المملكة معنية دائما بسلامة وامن الحجيج، وأن يؤدوا مناسكهم بكل اريحية وروحانية صافية، والا تبدد هذه الروحانية احلام مدنسة بالعصبية والافلاس السياسي.
إن رسالة خادم الحرمين الشريفين لدول العالم الإسلامي ومجتمعاته، رسالة حضارية وانسانية تعكس جوهر الإسلام، وجوهر السياسة السعودية، التي ظلت دائما نصيرا للأمة وعزتها وكرامتها ومنعتها ووحدتها. الملك سلمان بن عبدالعزيز- أمس الأول الثلاثاء - أكد أن «المملكة ترفض رفضا قاطعا أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة (الحج) إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، فقد شرع الله - تعالى - الحج للمسلمين كافة دون تفرقة».
وشدد - حفظه الله - على «رفض الغلو والتطرف»، وقال: «إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعا وعقلا، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء» حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف: «الإسلام هو دين السلام والعدل، والإيخاء والمحبة والإحسان، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآس وفرقة وتناحر يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل معا لحل تلك النزاعات، وإنهاء الصراعات، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية».
وأكد العاهل السعودي أن «المملكة تعتز بخدمة الحرمين الشريفين»، مضيفا: إن «خدمة الحجاج شرف للمملكة».