يبدو أن وزارة التعليم لدينا.. لا يهمها إلا أن تكون عملية النقل والتنقلات بين المعلمين بأفضل حال.. حتى لا يقض أحد مضجعها بكثرة شكاواه؟.. ويبدو أيضا أن مشاغلها الأخرى تعنى بأشياء لا أعتقد أن من بينها ما يذهب إلى الركيزة الأساسية للتعليم.. وهو المعلم.. ماذا فعلت له وماذا تريده أن يكون؟!.
وفق ما نطلع عليه في المشهد التعليمي فإن الجوانب الادارية أهم.. فالوزارة تفتخر بأنها تستثمر الملايين الكثيرة في انشاء المدارس واختيار الكتب وقبلها المناهج.. وقس على ذلك كل ما يحتاج إلى الملايين الكثيرة.. لكن هل تبادر إلى ذهن أحدكم أن تبنت الوزارة مشروعا كبيرا فحواه.. ماذا نريد من المعلم؟! وهدفه أن تجعل المعلم متميزا؟!.
الآن ومع اطلالة عام جديد لم يعرف التاريخ الدراسي مثله من فرط طوله والخمول الذي صاحب اجازته التي تسبقه؟! اعيد ترديد السؤال القاسي: كيف نجعل معلمينا أكثر فائدة وتميزا؟!.. هل هناك مشاريع قائمة لذلك.. وهل من برامج جديدة ترتقي بعطاءات المعلمين لتنقلهم من التلقين الى القدرة على التدريب والتأهيل لتلاميذهم؟!.
هل فكرنا أن يكون محور عملنا في وزارة التعليم على المعلم.. نرتقي به نطوره نجعله في أفضل حال، لأنه هو من سيساهم أكبر بصنع مستقبلنا وفي كل المجالات.. هل استفدنا من تجارب الآخرين في التعليم وطبقناها على أنفسنا.. أم أن الأمر مقتصر على منهج وحيد خاص بالتربية المقارنة يدرس لطلبة كليات التربية سرعان ما ينسون محتواه ومقارناته؟!.
قد لا نلوم الوزير على انشغاله، لأن سياستنا التعليمية كبرى كذلك ومن الصعب الخوض فيها اذا لم يكن التعديل من أعلى المستويات وأكبرها بقرارات صارمة نافذة تدعو الى ذلك وتجعله أساسا.. فليست هناك الامكانيات ولا المقومات الرئيسية لفرض التعليم الجيد، لأن معظم المناهج أدبية لغوية تاريخية دينية، لذا فإن الأمر سيستمر تلقينيا بعيدا عن أي فرص للتعليم الفعال المبني على العلوم الحديثة التي تتطلب معلما مؤهلا تماما ومناهج تتفق مع ما نحتاجه لمستقبلنا؟!.
الآن ونحن في خضم الخروج من النفق وفق الرؤى الاقتصادية الرائعة المطروحة، وفي اطار ما يحتاجه العالم الآن لكي نكون فاعلين ومؤثرين فيه.. هل لدينا من المعلمين القادرين ما يكفي لانتاج طلّاب مبدعين؟ والسؤال الأهم هل لدينا القدرة على مساعدة المعلمين لكي يرتقوا بأنفسهم ليحسّنوا من قدرات تلاميذهم.. وقبل كل ذلك الشجاعة بتقليص وزيادة حسب المناهج التي يريدها عصرنا ونريدها نحن لكي نواكب هذا العصر؟!.
ختام القول إن التعليم هو أهم ركن في حياة الأمة فالكل يمر من خلاله، ومتى ما عجزت الأمة عن صنع تعليم متميز فيها فإن ذلك سينعكس على كل ما يتعلق بها.. ولنتذكر دائما أن الدول التي ارتقت وأصبحت في الصف الأول عالميا هي تلك التي رأت في المعلم القائد الذي يجب أن يكون في أفضل حال.. فاهتمت به وارتقت بمناهجها معه.. فأعطاها ما تريد؟!.
كل عام وبلادنا والجميع بخير