الحج.. عبادة سامية.. نقية.. نوعية.. فيها الكثير من الاختبارات الصعبة للمسلم.. وفيها تحديات كبيرة تكمن بين الشكل والمضمون فتدرك أن الكل توحد في مستوى واحد بشكل عادل ومضمون متحد.
وتنتقل إلى الأقوال فتجدها كلها متحدة في منطوق الكل بلا تفرقة.. وتذهب إلى الأفعال فتلقاها متشابهة في سلوك الكل تعلم بأن الحج يضع الكل في مكان للكل في أعمال للكل.
وتأملوا - بفضل الله ومنه وكرمه علينا - أن خص بلادنا بذلك.. فهي دولة تبني، وتوسع، وتنظم، وتدير، وتستقبل، وتستضيف ملايين الحجاج.. وتجهز كافة الترتيبات، وتهتم بكافة الأمور لأجل هؤلاء الضيوف.. وتجند مئات الألوف من رجال الأمن، والدفاع المدني، والصحة وغيرها.. وما سألنا عن الجزاء، ولا عن المقابل، والمردود، ولا عن المكاسب المادية ولا الإعلامية، ولا بحثا عن إثارات، ولا عن عوائد منفعية.. وما وظفت الدولة الحج للربح، والحلول والاستثمارية، أو الفنون الاقتصادية.. كل ذلك تطبيق حي يدل على أننا بلاد خدمة الحرمين الشريفين.. فلله الفضل والمنة.
ولكن تتأسى.. وتتأسف.. وتتألم حين يصف أحدهم نفسه بأنه المؤمن المسلم.. وهو قد قطع آلاف الأميال، وتحمل وعثاء السفر، ومشقة الترحال، فتجده يحمل عقيدة شاذة، ويتبع طائفة مائلة.. ويأتي ومعه مناسك خاصة بعيدة كل البعد عن مناسك الحج الكريمة.. فيلبي لغير الله.. ويرفع يديه لغير الله.. وينادي ويناجي غير الله.. ويمتنع عن فعل، ويفعل ممنوعا.. ويتبع ظنه البائس، وعقيدته الباطلة.
وتنزعج حين ترى البعض يضمر داخل نواياه الملوثة ويحول شعائر تعبدية إلى شعارات سياسية، أو غايات مذهبية، أو أجندات شخصية ليعبث بنفسه قبل الحجيج.. ويخرج أضغان باطنه ومن خلفه في الحج.
لذا كانت ومازالت قيادتنا الرشيدة تمنح الحج قيمته الدينية من خلال الحفاظ على قدسية المكان والزمان ومن كل قلب مريض وعقل سقيم يحاول فرض اجنداته الخاسرة.. بتأمين وتطوير كل الأمور المناسبة.
ويعزز ذلك ما اتى في مضمون تصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية - حفظه الله - وسدده لما فيه خير البلاد والعباد الذي بين بمنطق منطوق، ورشد محقوق «ان حجاج ايران هم من امتنعوا عن الحج وهذا قرارهم وخيارهم فهم أرادوا قلب الشعائر إلى شعارات، والحج إلى سياسات ومظاهرات، وهذا ما يدرك الجميع أنه مخالف لقدسية المكان والزمان والمناسبة العظيمة.. كما ان الحوثيين حاولوا توظيف أوضاع الحجاج اليمنين لغايات دعائية.. واكد ان الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - لن تسمح بأقل تجاوز أو استغلال لموسم الحج والاضرار بضيوف الرحمن.. القوة تجلب القوة.
حقيقة الأمر تناسوا هؤلاء «من حقدهم وكيدهم» ما قدمته المملكة منذ عقود لكل الحجيج من العالم خصوصا من إيران.. وما فعلته وافتعلته ايران وأذنابها في مواسم حج سابقة كان طول النفس السعودي عميقا وصبرها حكيما لمصلحة انجاح الحج.. ومن يهمه الحج سيهمه التنظيم لا التخريب،
لذا أكد سموه «أن أمن الحج والحجيج والوطن أولوية لا يمكن إلا ان يكون فيها الحزم والحسم» والقوة والشدة كل ذلك أجده رسالة مهمة لبعض وسائل الإعلام التي تقتات على اخبار الإعلام الايراني الواهم الكاذب.. فالمملكة في الميدان وهم في الإعلام يتوارون خلف الاكاذيب القديمة. قوات أمن الحج كفيلة - بحول الله وقوته وتأييده - ببتر أي خاطر لأي مجرم يحاول العبث.. فمسؤولية المملكة عن الحج منذ تأسس هذا البلد الأمين - بإذن الله - جعلت قيادتنا تدرك أهمية التطور والتطوير والتنظيم والتأمين، لذا كان كل شيء في مكانه الصحيح - بفضل الله ومنته - ثم بجهود هذه القيادة الكريمة الرشيدة.. فالكل يخدم ويساهم ويساند هذا التوجه باستمرار وتقدم. ختام القول: أذناب الشر، وشياطين التخريب يئزون بعضهم ويتغامزون ويستغلون كل مشهد وكل وسيلة للتشكيك والتشتيت والانتقاص وسنرى إعلاما هنا وهناك يحاول - بيأس - تضخيم الأمور وابرازنا بنقص، وبث رسائل التهويل والتخوين.. فكونوا من حماة الوطن وردوا كيدهم إلى نحورهم بعون الله.