يفقد المرشد الإيراني علي خامنئي بصيرته هذه الأيام، ونحن في الأشهر الحرم، يلوك بلسانه أجساد المؤمنين والمسلمين الطاهرين، بعدما كان سببا في الفتنة والفوضى في المنطقة، يستل ما لديه من مفردات؛ ليحقن بها أفراد الشعب الإيراني المسلم؛ ظنا منه واعتقادا بأنه قادر على اقناعهم، بأن السعودية، هي من أقفل الباب بوجههم للقيام بشعيرة الحج لهذا العام، لكنه لم يدرك بأن الإيرانيين اليوم يعلمون بأن بلدهم أصبح منبوذا لدى الشيعة قبل السنة، وفي دول العالم أجمع. على مدار عدة أيام، ظل الخطاب السياسي يصعد في اتهاماته للمملكة، ويتهمها بشن الحروب. بينما ظلت المملكة طيلة تاريخها السياسي، تحفظ دروس السياسة وتعتني بها وفق شروط شرعية، تحول دون تدخلها في الشؤون الداخلية للدول والمجتمعات.
خامنئي، والشيرازي، وكل المسؤولين في إيران مصابون بالعقدة السعودية، فقد كانت السعودية سدا منيعا أمام نفوذهم في المنطقة العربية، وحالت دون تأثيرهم على مجتمعاتنا العربية، وكشفت تلاعبهم بالأديان والمذاهب والطوائف، وتبنيهم المؤتمرات المزيفة برعاية مخابراتية.
إن إيران التي تجنّد كافة أبواقها ووسائل إعلامها لخدمة خطابها السياسي، وتجاهر بالعداء للدول العربية ودول الجوار، وتتمدد دون استئذان، وتمول الخارجين عن القانون والشرعية؛ جعلها دولة غير مؤهلة، ولا يمكن إعادة العلاقة معها، فقد انكشفت أوراقها ومزاعمها، وإن الحديث عن الاخوة الإسلامية، والتباكي على الإسلام والمسلمين، كان مجرد ذرف لدموع التماسيح.
إن مكان الحجاج الإيرانيين لمْ يُلغَ ولم يكن خاليًا، فقد قام حجاج إيران في الخارج بملء الفراغ، حيث إن الجالية الإيرانية المتواجدة في الخارج تعد من أكبر الجاليات في العالم.
إن المملكة ظلت - ولآخر لحظة - تتمنى مشاركة حجاج إيران، غير أن التمنع كان لأسباب سياسية؛ لأن ولاة الفقيه يستثمرون هذه الممانعة لتحشيد وتعبئة صفوف المجتمع الإيراني، ضد اخوانهم في الإسلام، لأن إيران تطمح منذ وقت بعيد لإثارة العالم الإسلامي والطعن بقدرات المملكة على إدارة الحج، لكن دول العالم الإسلامي على معرفة وتعلم بأن إيران أرسلت وحدات الحرس الثوري ولم ترسل حجاجا العام الماضي، لأنهم ومنذ قيام ثورة الخميني، يعملون على تسييس المشاعر الدينية.
السعودية وأهلها شجرة خير وبذر خير لها وللعالم الإسلامي، وستظل كذلك دائما وأبدا، وهذا ما يغيظ ولاة الفقيه في إيران، فنحن لا نستعبد الشعوب الإسلامية، ولا نمن عليهم، بل نقدم لهم كافة الخدمات؛ من أجل تسهيل مهمة الحج، دون ضوضاء، والسعودية هي الدولة الأولى في الإغاثة الإنسانية لدول العالم ومن بينها دول العالم الإسلامي، فلا مجال ولا جدال في دور المملكة ومكانتها ومرجعيتها الإسلامية.
إن إيران تعيش حالة من الإفلاس السياسي، فقد خاصمت دول العالم أجمع، وظنت أنها دولة عظمى، وأنها إمبراطورية، لكن الواقع يشير إلى أنها الدولة الأولى في الشرق الأوسط بحفلات الإعدام الطائفية، والأولى في ارتفاع نسب البطالة، فعن ماذا يتحدث هذا الذي يسمي نفسه مرشدا، والشعب الإيراني يتضور جوعا وفقرا، ويحاول أن يلقي بأعباء فشل سياساته على دول الجوار.
إن من يقدم خدماته للشيطان الأكبر والأصغر معروفة خصاله، وهناك أدلة على توافق المشروع الإيراني مع مشاريع التفتيت في المنطقة، وإن التبادل التجاري الإيراني الإسرائيلي يزيد على 70 مليارا، وإن عدد الشركات العاملة لدى الطرفين يزيد على 150 شركة، وإن اللقاءات والاتصالات حميمية جدا، ولا تخدعنا إيران بالتباكي على فلسطين والقدس، وهم من حملوا خناجرهم لذبح الأمة من الوريد إلى الوريد.