تكون في قيصرية الهفوف، او أسواق عيال ناصر بالدمام.. او تكون في تايم سكوير بنيويورك، تكون أينما تكون فسوف تلاحقك المنتجات الصينية من الابرة وصولا للقاطرات والصناعات الثقيلة والدقيقة المختلفة. تسونامي الصناعات والمنتجات الصينية الصغيرة والكبيرة تجده في كل مكان.. وبالمناسبة تعود بي الذاكرة قبل عقود.
عندما كانت البعثة الصينية التايوانية تقوم بالتشغيل الطبي لمستشفى الهفوف العام (مستشفى الملك فهد) كان مديري في صيدلية المستشفى، د. (شيه) حيث كنت اعمل معه فني صيدلة بحكم الدبلوم الذي احمله.
وقبل أن استكمل دراستي الجامعية، وكان يأتي الى العمل كل صباح حاملا حقيبته الكبيرة التي كانت تحتوي داخلها على كتالوجات صغيرة ومع الأيام اخبرني بأنه حال خروجه من الدوام يسارع للقيام بجولة على العديد من المحلات في أسواق الاحساء عارضا عليهم نماذج من العديد من المنتجات التايوانية او الصينية، حيث تنتمي قبيلته قبل أن تنفصل تايوان عن الصين. كان.د شيه. يعمل مثل عشرات من أعضاء البعثة كمندوبين لمئات الشركات الصينية وفروعها في تايوان على هامش عمله بالمملكة. وبالطبع كانت له نسبة من كل صفقة يحققها او حتى يتسلم المصنع او الشركة المنتجة طلبا من خلاله، وفي نهاية أيام العمل الأسبوعي يتوجه الى مدن الشرقية ليقوم بذات المهمة ترافقه زوجته التي هي أيضا صيدلانية وتعمل معنا... وما يقوم به. د.شيه. وزوجته قام به المئات، بل الآلاف من الصينيين الذين يعملون في مختلف الشركات والمؤسسات بالمملكة والخليج والعالم، من هنا انتشرت المنتجات الصينية في كل مكان بسبب تسويقها الذكي.
واذكر أن الرئيس الأمريكي الراحل «رونالد ريغان» حاول أن يواجه الزحف الصناعي الصيني الى بلاده، وكذلك فعلت السيدة الحديدية تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة وكلاهما عجز وغيرهما من قادة دول العالم عن تقليل صادرات الصين لبلدانهم. والمدهش أن اليابان التي كانت قبل خمسة عقود تتحكم في العديد من المنتجات الالكترونية الدقيقة على مستوى العالم نجدها اليوم تقتني المنتجات الصينية التي نافستها في عقر دارها.. والصيني يبتسم لك سريعا وهو مطمئن بأنه سوف يستفيد منك ويفيدك، فلديه تقريبا كل ما قد تحتاجه من منتجات، صغيرة ام كبيرة. من هنا نجد ان العديد من دول العالم استطاعت أن تستفيد من إمكانات الصين المختلفة، لذلك باتت الصين الدولة الصناعية الكبرى والأكثر نموا، بل إنها استطاعت خلال السنوات الماضية أن توجه ضربة قوية للاقتصاد الأمريكي وغيره كما ذكرت مرة صحيفة «الواشنطن بوست» أن بكين وجهت ضربة موجعة للولايات المتحدة بعد أن خسرت تميزها في التصنيف الائتماني. من هنا يثمن المراقبون الاقتصاديون نجاح المملكة، بالتوجه الى بكين واستقطابها وفتح المجال أمامها واسعا للاستثمار في المملكة والعكس صحيح حيث أبدت شركات صينية اهتمامها بسوق المملكة التنموي.
كما أشار الى ذلك مديرو كبرى الشركات الصينية خلال اجتماعاتهم مع كبار المسئولين ومجموعة من رجال الأعمال السعوديين المرافقين لسمو ولي ولي العهد في زيارته الصين. من هنا تأتي أهمية زيارة عمل أميرنا الشاب لهذه الدولة السريعة الخطى في النمو، ومشاركته ممثلا لقيادة الوطن في اجتماع قمة الـ 20.
تغريدة: التقنية في هذه الأيام باتت الطريقة الوحيدة التي يهرب من خلالها الجميع الى العالم الواسع وهم جالسون في أماكنهم.