منذ أن بدأ برنامج الفضاء الأمريكي وتأسيس وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» كانت أعين مراقبيها واستخباراتها الداخلية والخارجية تراقب أي وكالة تسعى لمنافسة أنشطتها وأبحاثها. وأصبحت وكالة ناسا من المؤسسات الحكومية الأمريكية التي يتم صرف مبالغ خيالية لكي تستمر امريكا في المقدمة في علوم واستكشاف الفضاء. وتمددت الوكالة بحيث إنها بدأت منذ فترة طويلة باشراك الجامعات الأمريكية لعمل الدراسات والأبحاث الخاصة بالفضاء الخارجي. ومع الوقت أصبح الطيران للفضاء الخارجي خارج الغلاف الجوي حلما يراود الكثير حول العالم. ولكن نظرا للسرية المحاطة بأبحاث الفضاء وتكلفتها فقد حظي عدد قليل فقط بلقب ما يسمى رائد فضاء. وهو لقب يطلق على كل من وصل إلى ارتفاع يقدر بحوالي 100 كلم فوق سطح الأرض. وتعتبر الأعداد قليلة خاصة أن الدول التي تقوم بإرسال رواد فضاء في الوقت الحالي وخاصة امريكا وروسيا هي أعداد لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، ويتم إرسالهم في الوقت الراهن إلى محطة الفضاء الدولية فقط. ولكن وقبل سنين قليلة قام عدد من بليونيرات الولايات المتحدة بدخول سوق التنافس العلمي لغزو الفضاء. وقام بعضهم بتأسيس شركات خاصة بعلوم الفضاء وتقنية الصواريخ ليصرفوا عليها مئات الملايين من الدولارات. وعلى سبيل المثال هناك (إيلين موسك) و(جيفري بيزوز) و(بول ألين) و(ريتشارد برانسون) وغيرهم. وكل هؤلاء أسماء معروفة كونها أسماء كانت وراء تأسيس شركات مثل ميكروسوف وأمازون وفيرجن وغيرها. وفي الوقت الحالي يعتبر مشروع سبيس إكس شبه جاهز للإطلاق.
وبالطبع كل مشاريعهم مرتبطة بتنسيق كامل مع وكالة ناسا كونهم سيستخدمون بعض منشآتهم. وبالطبع هناك برنامج حيال استرجاع الصواريخ بعد إطلاقها بأن ترجع بشكل عمودي لتقف على منصات استعداد لاستخدام مرة أخرى. ويترقب العالم ما سيسفر عنه إطلاق صاروخ (فالكون 9) لأنه قد يغير من مفهوم الرحلات الفضائية التي قد تصبح متاحة للكل ما دام هناك من يريد أن يقوم بدفع مبالغ كبيرة لتجربة الذهاب إلى الفضاء والبقاء في الفضاء الخارجي لفترة وسط محيط تنعدم فيه الجاذبية. ولعلم القارئ فوكالة ناسا تشجع هذه الشركات التي يمتلكها شخصيات تمتلك البلايين لأن وكالة ناسا تريد أن تستفيد من اي أبحاث جديدة خاصة فيما يخص قوة الدفع وتطوير كفاءة الوقود المستخدم. لأن وكالة ناسا تقوم بالتركيز في الوقت الحالي لتطوير أبحاثها حيال الذهاب لما يسمى بالفضاء السحيق خارج المجموعة الشمسية، وكذلك إرسال مركبة مأهولة لكوكب المريخ، إضافة إلى برامج فضاء معظمها لها علاقة بما يجري على كوكب الأرض. وقبل فترة بسيطة قامت وكالة ناسا بالتركيز على ما يجري في البحار والمحيطات وأثر الأحتباس الحراري. وأخيرا يسأل الكثير هل ستتحول رحلات الفضاء إلى أمر روتيني خلال العقود القليلة القادمة. ففي الماضي كان المنافس الأول لوكالة ناسا هي برامج الاتحاد السوفييتي. وأما الآن فالسباق أصبح مع أصحاب البلايين ممن يعشقون الفضاء.