أكثر من 100 متطوعة قدمن على جمعية العمل التطوعي عندما فتح التسجيل للمتطوعين، وذلك بعد عقد شراكة مع امانة الشرقية لـ100 متطوع لمهرجان صيف الشرقية 1437هـ، مما اضطر الجمعية لغربلة المتطوعات على حسب الشروط التي يخضع لها المتطوع، وتهيئتهن للعمل التطوعي الميداني بدورة تدريبية، وحينها كان لايتجاوز العدد الذي تقدم للتطوع 60 متطوعا.
وهذا مما ادى الى عدة تساؤلات أولها هل فعلا وصلنا الى مستوى من الوعي الكافي في التطوع حتى اصبح المتطوعات يتسابقن للتسجيل في العمل التطوعي؟ كانت هناك امهات يأتين الى تسجيل بناتهن للعمل التطوعي لخدمة مجتمعهن وهن لا يتجاوزن 16 عاما، وثانياً المرأة هي نصف المجتمع فهل اصبحت ثلاثة ارباع التطوع؟ وهذا ليس بالغريب، فالمرأة بدأت بالتطوع من خدمتها في منزلها، فالإسلام لم يفرض وجوب عمل المرأة في منزلها، وهناك أدلة كثيرة على ذلك. وهذا يدل على الموروث الديني والثقافي ودوره في تحفيز المرأة للانخراط في العمل التطوعي، إذ يختزن الموروث الديني والثقافي الكثير من القيم الاجتماعية والثقافية الإيجابية، بدءا بزرع حب الخير للغير والتعاون، ما جعلها تضحي بوقتها من أجل نمو مجتمعها، مما انتقل بإحساسها بمسئولية نفسها الى مسئولية مجتمعها كما اضاف لها تطويرا ذاتيا واكتساب مهارات جديدة، وأهمها الشعور بالرضا والسعادة، فلذلك لا أتعجب من رسم الابتسامة الدائمة على وجه المتطوعة، وهي صفة مكتسبة من عملها التطوعي، هذا غير تهيئتهن لسوق العمل.
كما أن التطوع ليس بحديث العهد على المرأة بل هو موجود من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث كان النساء يخرجن مع الرسول في الحروب لمساعدة الجرحى وعلاجهم، قال تعالى: (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم). سورة البقرة آية 185.
* مديرة التدريب في المركز السعودي للأبحاث والدراسات والتطوير