علقت جميع الرحلات الجوية المتوجهة من وإلى مطار صنعاء لثلاثة أيام،مع تجدد قصف طيران التحالف لعدد من الأهداف العسكرية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالعاصمة،فيما واصلت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) تقدمها في محافظة نهم.
وتم تعليق جميع الرحلات الجوية والمتوجهة من وإلى مطار صنعاء ابتداء من أمس الثلاثاء، وأبلغت قوات التحالف الأمم المتحدة بإغلاق المطار وإيقاف الرحلات منه وإليه مدة 72 ساعة مع تجدد قصف طائرات التحالف لأهداف عسكرية لميليشيات الحوثي وصالح منها مجمعا رئاسيا ومعسكرات للميليشيات شمال وغرب العاصمة، بجانب قاعدة شمال المدينة، إضافة لقاعدة في أرحب القريبة من المطار،بحسب سكان محليين، وهو ماسيوفر تقدما للقوات اليمنية في المدينة من الشمال والشرق.
وبدأت آثار النزاع، الذي يشهده اليمن بسبب القتال بين الجيش الوطني والمقاومة ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع؛ تظهر ملامحه على مستوى الحياة والعيش بالعاصمة التي يسيطر عليها الانقلابيون، ومع استمرار القيود التي يضعها المتمردون ضد المدنيين، أصبح يتعبن على المواطنين تقديم جهد أكبر للوصول إلى احتياجاتهم من مواد أساسية، كالغذاء والماء والدواء،وذلك بسبب صعوبة عمليات إيصالها إلى العاصمة اليمنية.
ويزداد الوضع الإنساني في اليمن صعوبة يوماً بعد يوم مع وجود أكثر من 21 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية،في ظل تضاعف قيود الانقلابيين المفروضة على الواردات في قطاع الرعاية الصحية والغذائية.
وتأتي أوضاع اليمن المأساوية مع إعلان الأمم المتحدة تعليق محادثات السلام بين الحكومة الشرعية والانقلابيين؛المنعقدة بالكويت لمدة شهر،بسبب تعنت ورفض الميليشيات الاستمرار بالمفاوضات.
وفي العاصمة المصرية التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس، وفداً من لجنة حقوق الإنسان العربية برئاسة الدكتور هادي بن علي اليامي رئيس اللجنة، لبحث آخر تطورات عمل اللجنة باعتبارها إحدى آليات جامعة الدول العربية وفقاً للميثاق العربي لحقوق الإنسان الصادر في عام 2004.
وأكد اليامي في تصريح له عقب اللقاء: تباحثنا بشكل عام في الملفات الحقوقية والأوضاع بسوريا واليمن،ودور اللجنة في هذا الموضوع واتفقنا على أن تكون هناك لقاءات قادمة لتعزيز دور اللجنة بما يتوافق مع أحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، أفادت مصادر في الجيش الوطني تمكن قواته والمقاومة من السيطرة على جبل الجبير ومناطق أخرى بمديرية نهم، تطل على الطريق الواصل إلى صنعاء، والذي يتحكم في طرق الإمداد الرئيسية للحوثيين.
وفي الجوف، قامت طائرات التحالف بدعم الجيش والمقاومة مستهدفة لمواقع الانقلابيين، بالتزامن مع مواجهات في مديرية المصلوب غرب الجوف، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من الميليشيات، وفقا لمصادر المقاومة.
كما كثفت طائرات التحالف غاراتها على تجمعات الحوثيين في المناطق الحدودوية بصعدة، في منطقتي كتاف وباقم قبالة نجران وعسير.
وعلى ذات الصعيد، شنت مقاتلات التحالف، سلسة غارات جوية، على مواقع ومعسكرات يسيطر عليها الانقلابيون بمحافظات إب والحديدة وحجة.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية إن ستة غارات جوية استهدفت مواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع في جبل حراثة ومعسكر قوات الأمن الخاصة ومجمع بن لادن ومعسكر الحمزة في مدينة إب جنوب صنعاء وعمران.
وفي محافظة الحديدة غرب العاصمة، استهدفت غارتان لطيران التحالف مبنى الأمن السياسي ومبنى الدفاع الجوي، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلا من الميليشيات الموالية لإيران، وفقا لمصادر. وأشارت مصادر ثانية، بأن غارات أخرى استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات في مديريات عبس وحرض وميدي الواقعة على حدود المملكة، بمحافظة حجة شمال غرب صنعاء.
وأكدت المصادر، أن الغارات خلفت خسائر مادية وبشرية دون أن يتضح حجمها حتى الان، لافتة إلى أن ذلك يأتي وسط استمرار المعارك والقصف المدفعي المتبادل في المناطق الحدودية بين قوات الجيش اليمني والتحالف من جهة، ومسلحي الحوثي وصالح، من جهة ثانية.
يذكر أن الجيش الوطني أعلن السبت الماضي انطلاق عملية عسكرية أسماها «التحرير موعدنا» بهدف تحرير مديرية نهم ومن ثم التقدم حتى السيطرة على العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح منذ سبتمبر من عام.2014
وفي السياق، أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء عبد الله الشندقي أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقترب من السيطرة على مديرية نِهْم (البوابة الشرقية للعاصمة)، وأن السيطرة على صنعاء تعني نهاية الانقلاب.
وكشف الشندقي لـ«الجزيرة» عن انهيار كبير في صفوف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع توالي الهزائم التي تعرضوا لها بمحافظتي مأرب والجوف واستنزافهم في القتال وغارات طيران التحالف العربي الذي دمر المعدات والآليات لهذه القوات.
ولم يستبعد عبد الله الشندقي لجوء علي عبد الله صالح لعرض صفقة للتضحية بالحوثيين مقابل خروج آمن له إذا شعر بقرب نهايته في العاصمة، وأوضح الشندقي أن العمليات العسكرية مستمرة وفق الخطة المرسومة ولن تتوقف حتى استعادة العاصمة.
وبعيدا عن الانقلابيين نفذ التحالف عدد من الغارات استهدفت عناصرا لتنظيم القاعدة في احدى مدن محافظة شبوة في جنوب اليمن، مما أجبرها على الانسحاب، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء.
وقال مسؤول أمني طلب عدم كشف اسمه: انسحب تنظيم القاعدة من مدينة عزان بشبوة، بعد اربع غارات للتحالف استهدفت تجمعاتهم في المدينة، الإثنين.
وفي محافظة لحج (جنوب)، تدور منذ ثلاثة أيام معارك بين هذه القوات مدعومة بطيران التحالف، وعناصر من القاعدة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الاشتباكات في منطقة يافع بلحج، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من التنظيم على الأقل.
وفي سياق آخر، قال البنك المركزي اليمني: إنه يستخدم احتياطيات الدولة في البنوك الخارجية بطريقة مسؤولة بعد أن طالبت الحكومة الشرعية المؤسسات المالية الدولية بمنع البنك المركزي من استخدام أموال الدولة في الخارج.
وقالت رسالة تحمل تاريخ الثامن من أغسطس إلى الرئيس اليمني من محافظ البنك المركزي اطلعت عليها رويترز: إن البنك المركزي يباشر مهامه بشفافية وبما يتفق مع الإجراءات المصرفية الدولية.
