فيلم A Hologram for the King) 2016) هو رواية لديف إيغرز (مهتم بمبادرات حقوق الإنسان والتعليم للمجتمعات وحائز على عدد من جوائز الكتاب ودكتوراة فخرية) التي تنطوي على محاولات الأمريكي (آلان كلاي) الوصول للاستقرار والتوازن المالي والعاطفي، آملاً العثور على السعادة، وتحقيق ضمانات مالية كافية لابنته لمواصلة التعليم الجامعي. يسلط الفيلم الضوء على مبدأ الصدام الثقافي حين يجد هذا البائع نفسه في الصحراء السعودية لاقتناص فرصة لشركة الأنظمة والاتصالات، بتسويق نظام الإسقاط الهولوغرام وبانتظار تقديمه لشخصية هامة، لكنه يفاجأ بهمجيتنا الادارية وباعادة جدولة المواعيد له بعد وصوله للمملكة لمقابلة الموظف المعني في المدينة لأيام وكذلك اعادة جدولة العرض المنتظر لأسابيع.
ولأحكي لكم عن الجانب السلبي في الفيلم فينبغي أن تعرفوا أن أول منظر لفت انتباه آلان فور وصوله للفندق كان ساحة كبيرة في جدة، وباستفساره من السائق السعودي السطحي يوسف اتضح انها ساحة القصاص مشدوها باستفساره الملائكي هل تنفذون الاعدام علانية؟ وليكون رد يوسف الكوميدي هل ترغب بالمشاهدة الآن، وكأننا نعدم البشر بالدقيقة. لدى وصوله للمدينة الاقتصادية تم تصوير عدد من الموظفين السعوديين بالفوقية، الرعونة، الافتقار لمهارات التواصل، مع اهمالهم لتوفير أبسط أبجديات العمل لآلن وفريقه (تكييف، طعام، اشارة بث واي فاي) إلخ. (ولا حسنة واحدة). في مدخل المدينة يتم استغلال العمالة الفلبينية (لكنس شارع في وسط الصحراء: عبارة آلان كما وردت في الفيلم) وفي احدى عمائر المدينة الاقتصادية يقيم العشرات من العمالة الآسيوية دون تكييف أو حقوق رعاية أو طعام الخ. تدخل في القصة سيدتان احداهما عشيقة يوسف السائق وهي سعودية متزوجة من سعودي ثري يحب السفر لأوروبا لاغراض غير شرعية، وسيدة أخرى هي الطبيبة زهرة الحكيم (ممثلة بريطانية من أصول هندية بنغالية وافريقية) متزوجة أيضاً وتعاني من أصعب وأطول القضايا تعقيداً في السعودية (الطلاق- مشكلة حقوقية أخرى). وقد تعرف عليها بغرض ازالة ورم سرطاني لتتطور العلاقة بينهما ويقرر البقاء للأبد في السعودية.
لم أجد لهذه الرواية/الفيلم ميزة واحدة لنا عدا أننا نمتلك الكثير من المال، وأن السيدات في السعودية يعشن حياة مزدوجة. الأمر المزعج أن هذا الفيلم وان حظي ببعض النقد الجيد فقد قلت عوائده في السينما عن 7.8 بينما تجاوزت ميزانيته كما يبدو 30 مليونا بمعنى أن الفيلم خسران، تعرفون لماذا أشعر بقشعريرة لأن الرقمين تافهين مقابل ما يرصد لنا في الأندية الثقافية في الجامعات، والاندية الثقافية في المحافظات، والجمعيات الثقافية، والجهات السياحية، ووزارة الثقافة ووزارة الخارجية والمكاتب الثقافية في شتى بلدان العالم. لا يمكن أن نلوم الآخرين على تصويرهم المجحف لنا، فقد تنازلنا عن دورنا حين حجرنا الثقافة والآداب وعجزنا عن المقارعة في طرح الحقائق وعن تزويد الآخرين بما يمكن مقارنته مع ما يعرض لهم واكتفينا بأن نكون البنك والخيمة.