DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإعلام الخارجي.. لمن يجرؤ

الإعلام الخارجي.. لمن يجرؤ

الإعلام الخارجي.. لمن يجرؤ
أخبار متعلقة
 
«السائحون السعوديون متخلّفون والكفلاء السعوديون مجرمون، والنساء السعوديات مضطهدات والحكومة السعودية تدعم هذه الجهة أو تلك ونحن لا نملك غير البترول إلخ....» هذا ما يتغنّى به الإعلام المعادي لنا ويصوّرنا في أبشع الصور ونحن من يدفع ثمن تلك الأجندات التي لم تعد خفيّة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي أيضاً. فعندما تكون هناك ممارسات خاطئة لقلّة من السيّاح السعوديين كما يصدر من أغلب شعوب العالم، لا ينظر الإعلام المعادي إليهم على أنهم قلّة قليلة أو حالات شاذة بل يتم تعميم ذلك على الشعب السعودي بأكمله ويتم التعامل معهم بدونية واستغلال بشع ضاربين بعرض الحائط رُقي وكرم أغلب السعوديين في الخارج، فترتفع الفواتير إذا كان السائح سعودياً، وتزداد الإجراءات تعقيداً إذا كان مقدم طلب التأشيرة سعودياً. وعندما تخرج ثُلّة من أصحاب العمل «الكفلاء» السعوديين عن النص وتسيء التعامل مع أحد العاملين أو العاملات «وقبل التحقّق من الأمر» لا يتم اعتبار ذلك التصرّف فردياً بل ينصب الإعلام المعادي المشانق لجميع السعوديين كتجّار للبشر، مغيّبين بذلك النماذج المشرّفة للكفلاء السعوديين في التعامل مع العمالة والتي تُزوّج الأعزب وتكفل اليتيم وتُكرم الفقير، وبالتالي تزداد علينا للأسف تكاليف الاستقدام وتصعب على الجهات الحكومية المفاوضات مع الدول المصدرة للعمالة. وعندما تظهر إحدى السعوديات «إعلامياً» مطالبةً بشيء ما كما يحدث بشكل طبيعي في كل بلدان العالم «ودون أدنى اطلاع على تلك المطالبة» يعتبر الإعلام المعادي تلك السعودية مضطهدة ومسلوبة الإرادة، رغم أن نساءنا حصلن على مقاعد في مجلس الشورى أضعاف ما تحصلت عليه نسائهم في «برلماناتهم»، وكذلك عضويات المجالس البلدية ومجالس إدارات الغرف التجارية. حتى نجاحات طلابنا وطالباتنا المبتعثين وإبداعاتهم، نسمعها من إعلامهم قبل إعلامنا. تلك أمثلة بسيطة فقط على غياب إعلامنا الخارجي عن المشهد الدولي رغم أن المملكة العربية السعودية لا تمثّل نفسها فقط بل تمثل 22 دولة إسلامية كونها قبلة الإسلام والمسلمين، وهذا الغياب يكلّفنا الكثير والكثير، فالاتفاقيات الثنائية تصبح عقود «إذعان» وعليه يبذل مسؤولونا الغالي والنفيس وجهودا حثيثة لإبرامها، وتزداد التكاليف في أي اتفاقية طرفها الآخر سعودي كون إعلامنا الخارجي شحّ نظره عمّن وضعنا بتلك الصورة المهمشة والتي تدعو للاستغلال، نحن لسنا بحاجة للرد على مهاترات إعلامية والنزول لمستوى من لا يستحق الرد، «فعندما سُئل أحد الحكماء: لماذا لا تنتقم من الذين يسيئون إليك؟ فرد ضاحكاً: إذا رفسك حمار فهل ترفسه؟!» أكرمكم الله. ما نحتاجه هو تعاضد وزارتي الإعلام والخارجية لإعادة صياغة إستراتيجيتنا الإعلامية الخارجية «إن وُجدت»، وذلك لا يلغي بالتأكيد تميّز إعلامنا وإعلاميينا داخلياً لكن مع تسارع وتيرة الأحداث خلال الفترات الأخيرة وتبدّل الأدوات والوسائل الإعلامية، تتطلب المسألة جهوداً نوعية وشراكات إستراتيجية لمواكبة الوضع الحالي وتجسيد الصورة الحقيقية لرجال ونساء وشباب وبنات المملكة، نحن نحتاج لسياسة إعلامية خارجية تُنصفنا ولا تلمّعنا وإن كنّا نستحق «التلميع» عطفاً على الدور الريادي والمحوري الذي تتبناه حكومتنا الرشيدة خليجياً وعربياً وإقليمياً وإسلامياً وحتى على الصعيد الدولي، خاصة وأن أعداءنا يدعمون مادياً ومعنوياً عشرات الجهات الإعلامية سواءً كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية وبشكل مباشر وغير مباشر، ولا يخفى على الجميع أن هنالك دولا «كارتونية»، إعلامها الهوليوودي هو من صنعها في أذهان العالم «ليس إلّا».