تشهد منطقة جازان واجزاء واسعة من جنوب غرب المملكة اليوم، هطولات غزيرة جدا للامطار وهبوب العواصف الرملية، وسرعة الرياح الهابطة العنيفة من السحب الركامية، متوقعا ان تصل مؤثرات الحالة الى مرتفعات منطقة مكة المكرمة، فيما تستمر حتى نهاية الاسبوع بإذن الله، متفاوتة القوة وتشمل اجزاء من جنوب منطقة الرياض خلال اليومين القادمين، وبحسب التوقعات ان حالة عدم الاستقرار الجوي، التي بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، تعد الاشد في هذا الموسم مع احتمال استمرارها تباعا حتى نهاية اغسطس الجاري، كما توضح مؤشرات المتابعة لحالة الطقس، ارتفاعا في درجات الحرارة في معظم المناطق، حيث تكون الاجواء حارة الى شديدة الحرارة، خاصة في ساعات النهار، مع ارتفاع مستوى الرطوبة بشكل كبير على السواحل الشرقية والغربية.وتكون الرياح شمالية (بنوعيها) خفيفة الى معتدلة السرعة ومتغيرة الاتجاه احيانا، في حين تثير الغبار في بعض المواقع، وجنوبية الاتجاه في سواحل البحر الاحمر، مثيرة لموجات متتابعة من الغبار في اليومين المقبلين، فيما تشتد الحالة الجوية (الرباب)، على المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، مصحوبة بالعواصف الرعدية القوية ونشاط الرياح المغبرة، بما يؤدي الى مزيد من الانخفاض في مدى الرؤية الافقية على الطرق البرية، وطبقا لمؤشر هيئة الارصاد وحماية البيئة، في توقعات مستوى الحرارة اليوم الإثنين، تكون الاعلى في كل من منطقة الحدود الشمالية (عرعر ورفحا) بتسجيل 46 درجة، وكذلك في الاحساء وحفر الباطن، فيما تبلغ العظمى في منطقتي الرياض والقصيم 45 درجة، تليها المدينة وينبع والعلا وسكاكا، وتتفاوت النسب في بقية المناطق في الوصول الى منتصف الثلاثينيات وبداية الاربعينيات المئوية، وتكون المعدلات الاقل جنوبا. وفي سياق ذي صلة، توقعت منظمات الأرصاد الجوية العالمية، ان يشهد شهر اغسطس ارتفاعا في درجات الحرارة، يشمل جميع أنحاء العالم بما فيها منطقة الخليج العربي، ويرتبط ذلك بعدد من الاسباب المعروفة، فيما يساعد الانصهار السريع للجليد في المنطقة القطبية الشمالية على التأثير، ضمن عدد من المؤشرات التي تؤكد حالات جوية متطرفة، وبدت علاماتها في تحطيم الارقام القياسية لدرجات الحرارة، منذ بداية صيف هذا العام، ويشير خبراء المناخ الى ان حجم هذه التغيرات، كان مفاجئاً وغير متوقع في الوصول الى هذا المستوى بصيف هذا العام، كما نبهت هذه المنظمات من مخاطر سلبية في تزايد عدد الكوارث المرتبطة بالطقس، وطبقا لهذه التقارير التي تابعتها «الـيـوم»: يتبين مدى التأثير من خلال تسجيل ادنى نطاق للجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية، في آذار مارس 2016 للسنة الثانية على التوالي، بسبب انصهار الصفائح الجليدية، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي السابق، بالاضافة الى مؤثرات عديدة، منها ما تسببت به ظاهرة النينو.
وفي هذه الرؤية سوف تزداد موجات الحر، وتبعاتها السلبية على مختلف الاصعدة، خاصة ان بعضا من هذه النتائج، تظهرايضا في عدم استقرار المناخ عموما، ومن ذلك كم من الأمطار الغزيرة والفيضانات في عدد من مناطق العالم، كما اشارت مراكز الارصاد الاقليمية والدولية، الى أنه من المحتمل استمرار معدلات الحرارة المرتفعة خلال بقية فصل الصيف، ومرجحة الى اعلى من المعدل الطبيعي، خلال شهر آب أغسطس. وفي السياق نفسه، يؤكد الخبراء، ان الكرة الارضية سوف تشهد موجات حرارة متتابعة، مع وجود بوادر قوية من التقلبات المناخية، التي توضح ان الزيادة تتجه نحو منحى تصاعديا، خلال السنوات القادمة ان شاء الله، وطبقا لملخص ابحاث متخصصة في هذا المجال، يُعتقد ان ستينيات وثمانينيات الألفية الحالية، هي الحقبة الاقرب في التصور العام، لما سوف يكون عليه الاحترار شبه الكارثي، بالنظر الى ما يؤدي إليه من مخاطر صحية في اوروبا وامريكا بشكل خاص.
