هناك شكاوى متعددة مما يحدث في الأقسام النسائية من صالات الأفراح:
لباس لا يليق بابنة المملكة العربية السعودية التي نشأت على الدين والقيم، يبين القبح أكثر مما يبين الجمال، ولكنها تبعية الضعيف للقوي، وملاحقة تستحق الشفقة لمجموعات تخلت عن القيم، وابتعدت رويداً رويداً عن فطرتها التي فطر الله الناس عليها!
إسراف في المأكولات والمشروبات والأمور الكمالية، بسبب السعي المبالغ فيه لأن يكون زواجنا أفضل من زواج فلان وفلانة!
مشاكل بين أهل العروسين، أو بين أهل العريس والعروس وأقاربهم، أو بين الداعيات والمدعوات من أجل قضايا تافهة، وكم أدت هذه المشاكل إلى ما هو أكبر!
هناك شبه إجماع على نقد هذه السلوكيات، ولكن عندما يأتي الفرح تنقلب الأمور، ويصبح عاقل الأمس مجنون اليوم!
إذن ما الحل لهذا الأمر الذي لا تكاد تجد من يؤيده نظرياً على الأقل؟!
أعتقد أن البداية من الأب، بأن يقوم بدوره الاستباقي في التربية، من خلال حرصه على الرقي بعقول الأبناء والبنات أكثر من الاهتمام بمنع البنات خصوصاً ومحاصرتهن حتى يأتي الزوج الذي يأخذهن، وبعد ذلك يصبح الأمر في ذمة الزوج، وكأن الأب تخلص بذلك من عار يسعى لإلقائه في رقبة غيره!
ويأتي بعد ذلك دور الأم وهو الأكثر أهمية، بحكم التصاقها بالبنت وقربها منها، فليس من المعقول أن تنشغل بعض الأمهات بالحرائق الموجودة في بيوت الآخرين بينما النار في بيتها، والادعاء بالعجز ليس مبرراً، فقد نجحت أمهات أخريات فلماذا لا تنجح هي؟! ثم إنه لا يشك عاقل أن تربية اليوم أصعب من تربية الأمس، وحل ذلك ليس بالتخلي عن الدور بل ببذل المزيد من الجهد وتطوير النفس في القدرة على الإقناع والتأثير، مع ضرورة تنسيق الجهد مع الأب، لا أن يتحول البيت إلى مجموعة من الجزر المعزولة!
الدور المهم والمغيب هو دور من ميزهن المولى عن غيرهن بالعقل والفكر السوي، وسلبيتهن تجاه ما يحدث رغم وجودهن في وسط المعمعة، ومنهن المعلمات والمحاضرات والكاتبات والمدربات، ولكن عندما تأتي إلى أرض صالة الأفراح، تجد هؤلاء القيادات التربوية مكتفيات بالحوقلة إن لم يكن مشاركات مع شديد الأسف!
يجب أن تتكاتف الجهود من أجل الرقي ببناتنا، فبنات اليوم هن أمهات المستقبل، وحفظ المجتمع يكون بحفظهن والرقي بعقولهن!