«الاستماع إلى زوجتك أثناء الغضب، مثل قراءة الشروط والأحكام بالإنترنت، لا تفهم شيئا لكن تضغط: موافق»
سنتجاوز موضوع الضغط على «موافق» بدون إدراك، رغم أنه أحد الأسباب الرئيسة لكثير من الهدر الذي نعانيه، وسنتوقف في هذا المقال عند الاستماع إلى الزوجة.
ما يجب أن ندركه كأزواج نرأس مجلس إدارة مؤسسة البيت، أن فتح قنوات الاتصال في هذه المؤسسة ذات الأدوار الخطيرة، مع جميع الأطراف -خصوصًا الشركاء- هو أحد أسباب تميزنا ونجاحنا في إدارة مؤسستنا ذات الاستثمار بعيد المدى.
واقعنا اليوم في إدارة هذه المؤسسات الحيوية لا يسر كثيرًا، فبعض الأزواج وصل به الاستبداد إلى الاعتقاد أن «شاوروهن وخالفوهن» حديث شريف، فأورد بيته وأولاده المهالك، والبعض الآخر سلّم الخيط والمخيط إما كسلا أو ضعفا فتحولت مؤسسته إلى فوضى لا يمكن ضبطها!
عندما تبحر مع التاريخ، ولا أجمل من التاريخ معلما، تجد نساء غيرن اتجاه التاريخ بأكمله وليس بيوتهن فقط، بحصافة رأيهن ورجاحة عقلهن، وتحمد البشرية لهن صنيعهن وليس أزواجهن فقط!
هاجر أم إسماعيل التي رضيت أن تجلس وحيدة مع رضيعها في وادٍ غير ذي زرع، ثم توافق على تقديم ابنها الوحيد للذبح، لأن الجواب عن سؤالها لزوجها: أألله أمرك بهذا؟! كان: نعم! وبالتالي فالنتيجة الطبيعية لدى المرأة المؤمنة: إذن لا يضيعنا!
وأم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها، عندما واجه زوجها صلوات الله وسلامه عليه الأمر العظيم، وأدرك أنه سيواجه أمورا عظاما في مستقبل أيامه، كانت عبارتها الخالدة له «كلا! أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».
ومن النماذج المضيئة في العصر الحديث، موضي الكثيري زوجة الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى التي كانت كلماتها حاسمة تجاه دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب التجديدية، فكان فضلها وفضل زوجها على هذا الوطن كبيرا وباقيا «إن هذا الرجل ساقه الله إليك، وهو غنيمة، فاغتنم ما خصك الله به».
عزيزي الزوج!
عندما تنظر في بيتك بنظرة راقية ستجد النموذج المضيء أمام عينيك، فخلف كل رجل عظيم امرأة، ولذلك حافظ على كنزك، واجعل بيتك يقوم على الشراكة الحقيقية، واحذر من السفيه والضعيف ولو ادعى!