اتفق عدد من المحامين على أن قرار إغلاق المحلات الساعة التاسعة مساء، إيجابي امنيا واجتماعيا من الدرجة الأولى، وتوقعوا ان يشهد استثناءات لبعض الأنشطة خاصة التموينات مثل الكثير من بلدان العالم التي تغلق المحلات فيها الساعة السابعة، مشيرين إلى سلبيات يمكن ان تنتج عن تطبيق القرار مع قلة وجود اماكن الترفيه، ومنها توجه الشباب الى الانترنت وتعرضهم للانحراف من خلال الدخول لمواقع مشبوهة او تعرضهم لاستغلال الشبكات الإرهابية في ظل ارتفاع نسبة الشباب بالمملكة الى 65 % من المجتمع وكذلك العاطلون عن العمل.
وقال المستشار القانوني الدولي والمحامي الدكتور إيهاب السليماني إن القرار إيجابي ويعتبر امنيا من الدرجة الأولى واجتماعيا لتعويد المجتمع على تنظيم الوقت، متوقعا أن القرار سوف يحدث فيه بعض الاستثناءات لبعض الانشطة وفي مقدمة ذلك التموينات والمكتبات عند بداية الدراسة والتي يمكن السماح بتمديد عملها بشروط ملزمة لأصحابها، واوضح د. السليماني: رغم إيجابية القرار إلا ان الاجواء في المملكة تختلف عن البلدان الأخرى التي تغلق المحلات فيها الساعة السابعة، فالاخيرة يوجد فيها ترفيه اجتماعي ومواقع تمتص طاقة الشباب وهو ما تفتقده المدن السعودية حتى ان مواقع المشاة لا تستوعب عددا كبيرا، كما ان الاجواء في المملكة وخاصة وقت الصيف تمنع خروج الناس نهارا بعد ان تعودوا على قضاء حاجاتهم والخروج في الفترة المسائية، داعيا الى النظر في وضع المدن الكبيرة وفي مقدمتها المنطقة الشرقية التي تعتبر الحرارة فيها وقت الصيف مرتفعة جدا وغالبية العاملين فيها في شركات ينتهي وقت دوامهم بعد الساعة الرابعة عصرا وعندما يعود الموظف لمنزله ويرغب الخروج لتوفير الالتزامات العائلية سيجد ان جميع المحلات أغلقت ابوابها خاصة وان اغلب المدن تشهد عرقلة مرورية تساهم في إضاعة الوقت على الكثير عندما يريد موقعا معينا، كما ان عدم وجود مواقع ترفيه لتفريغ الطاقة لدى الشباب سيدفعهم للجلوس على الانترنت ومواجهة خطورة الدخول في مواقع مشبوهة خاصة ان المنظمات الإرهابية تعتمد على المواقع الالكترونية في اصطياد الشباب، علاوة على امكانية استغلال المواقع التي يسمح بعملها إلى الساعة 12 ليلا مثل المطاعم او المقاهي او المدن الترفيهية للقرار في رفع الأسعار.
إلى ذلك قال المحامي خالد المحمادي ان القرار سليم وايجابي من جميع النواحي الامنية والاجتماعية والاقتصادية وكل دول العالم تطبق اوقاتا لإغلاق المحلات واي قرار لن يتفق عليه الجميع ولكن بعد ذلك سيتعود المجتمع عليه، وفيما يتعلق بالأجواء في المملكة وعدم سماحها بخروج الناس إلا في الفترة المسائية، فالقرار لم يمنع خروج الناس ولكن لابد في الوقت نفسه ان تكون هناك مواقع للترفيه خاصة للشباب، وتوقع السماح لبعض المحلات خاصة الصيدليات والتموينات الكبيرة بالعمل إلى اوقات متأخرة من الليل، مضيفا ان القرار درس منذ أكثر من عام من جميع النواحي ولابد انه راعى جميع السلبيات والايجابيات بما في ذلك وضع الشباب.
وحول خطورة اتجاه الشباب الى قضاء أوقاتهم امام شاشات الانترنت وما يمثله ذلك من خطورة لدخول بعض المواقع التي تسبب الانحراف او مواقع المنظمات الإرهابية، اوضح المحمادي ان الانترنت بالتأكيد له خطورة على الشباب ولكن الشباب يستخدمونه حتى في الوقت الحالي وخطورته مستمرة بدليل مطالبة المختصين للأسر بمتابعة المواقع التي يستخدمها أبناؤها.
من جانبه ابدى المحامي أحمد بن خالد السديري اختلافه مع ما يتردد عن اسهام القرار في زيادة نسبة السعودة وإقبال الشباب على العمل وكذا فتح المحلات من السادسة صباحا تعويضا عن الفترة المسائية، مؤكدا ان الاجواء في المملكة لا تسمح بخروج الناس الا في الفترة المسائية وأصحاب المحلات استفادتهم في تلك الفترة لان جميع المحلات تغلق ابوابها وقت كل صلاة وبالتالي سيكون عملها متقطعا في النهار بعكس الفترة المسائية، علاوة على تعود المجتمع على الخروج في الفترة المسائية للتسوق والتنزه.
