أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» عن الموعد المتوقع للتشغيل النهائي لقطار الشمال «الحلم» الذي ينتظره مواطنو المنطقة الشمالية، في الربع الأخير من عام 2016 الحالي، عبر سكة حديدية تربط القريات مرورا بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف.
واكدت الشركة تخفيض المدة الزمنية للمسافرين من اقصى الشمال السعودي في القريات الى العاصمة السعودية الرياض الى «6 ساعات»، بعد ان باتت على مرمى حجر من التشغيل لربط مواطني مدن شمال السعودية بالرياض والمنطقة الشرقية، وفيما يخص مسار الخط الحديدي بين الجبيل والدمام «CTW120» ستقوم شركة «سار» بربط مدينتي الجبيل والدمام بشبكة قطارات للركاب وربطها مع خط الدمام - الرياض، وكذا النقل التجاري بين موانئ الجبيل الصناعية ومناطق الشحن بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وبربط مصانع مدينة الجبيل الصناعية بميناء الملك فهد الصناعي.
وستقوم شركة «سار» بالتنسيق مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بربط مصانع مدينة الجبيل بمينائها التجاري وبميناء الملك فهد الصناعي، وربطها كذلك بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وبمصانع رأس الخير. وكان حساب الشركة السعودية للخطوط الحديدية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد بث يوم امس لقطات عديدة من مراحل التشغيل التجريبي لقطار سار للركاب شمال حائل. وأشار إلى أن سرعة قطار سار في مراحل التشغيل التجريبي تبلغ ١٣٥ كم في الساعة وذلك للوصول تدريجيا للسرعة المستهدفة 220 كم بالساعة ومرحلة التشغيل التجريبي حاليا خاصة بالاختبارات التقنية للقطار.
وبحسب بيانات تفصيلية، فإن لدى شركة «سار» نوعين من قطارات الركاب، «نهاري» و«ليلي»، وصل منها حتى الآن 3 قطارات وهي تحت التشغيل التجريبي، إذ يتسع القطار النهاري لـ444 مقعدا، ويتكون من قاطرتين و9 عربات مختلفة الأنواع: 4 عربات للدرجة الاقتصادية، و3 عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة مطعم، وعربة لنقل الأمتعة، فيما يبلغ طول القطار 280 مترا. وتبلغ سعة القطار الليلي نحو 377 مقعدا، ويتكون من قاطرتين و13عربة مختلفة الأنواع: 3 عربات للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، و3 عربات لغرف النوم (8 غرف نوم لكل عربة، الغرفة تحتوي على 4 أسّرة نوم، كما يمكن للمسافرين استخدامها غرفة للجلوس بسعة 4 مقاعد)، و4 عربات لنقل السيارات، وعربة مطعم، وعربة لنقل الأمتعة، بطول إجمالي للقطار 380 مترا. ومن المنتظر أن تتوزع على طول الخط الحديدي 6 محطات للركاب، يتم تأسيسها حاليا، في كل من الرياض، والمجمعة، وبريدة، وحائل، والجوف، والقريات. وتبدأ رحلات قطار الركاب في المرحلة الأولى للتشغيل من الرياض وصولا إلى القصيم مرورا بمحطة المجمعة، على أن تصل قطارات الركاب إلى حائل في المرحلة الثانية، فيما ستستكمل الرحلات إلى آخر المحطات في القريات بالمرحلة الأخيرة للتشغيل. وتتكون كل محطة من محطات الركاب من 3 أدوار يتوفر بها صالة للوصول وأخرى للمغادرة، ومنطقة لشحن الحقائب، وساحة للمطاعم والمحلات التجارية، ومكاتب لخدمات السياحة وتأجير السيارات والبريد، ومركز للاتصالات والتحكم لمتابعة القطارات، ومكاتب إدارية وأمنية، ورصيفان للركاب، ومسجد يتسع لـ300 مصل. في حين أن الطاقة الاستيعابية للمحطة تصل إلى 2000 شخص في وقت الذروة. وتأتي هذه التطورات في وقت نفذت فيه «سار» خط التعدين، ودشنت باكورة رحلات قطارات المعادن، بنقل أول شحنة في عام 2011، فيما وصل مجموع ما تم نقله من المناجم إلى معامل التكرير في ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي نحو 15 مليون طن من الفوسفات والبوكسايت من منجمي «حزم الجلاميد» في شمال السعودية و«البعيثة» بمنطقة القصيم وتمتلك «سار» إضافة إلى خط قطار الشمال للركاب، خط سكك (تعديني) يبلغ طوله نحو 1400 كيلومتر، ويمتد من منجم «حزم الجلاميد» شمال السعودية للفوسفات، إلى معامل التكرير العائدة لشركة «معادن» في ميناء رأس الخير، وأيضا الخط الحديدي الذي يصل ميناء رأس الخير بمنجم «البعيثة» بالقصيم للبوكسايت، والذي يعد أكبر منجم في الشرق الأوسط، وتم اكتشافه منذ أكثر من ربع قرن تقريبا. من جهة أخرى، أعلن الشهر الماضي، أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»، تندرج تحت أعمالها البنى التحتية، والمحطات والسكك الحديدية، وإشارات التحكم بين المناطق والمحافظات، للقطار الأول الذي يربط بين الرياض والدمام، وكذلك قطار الحرمين.
يذكر أن الشركات المنفذة أعمالها بمشروع قطار الحرمين الرابط بين مكة المكرمة ومحافظة جدة والمدينة المنورة، أعلنت عن إنجاز 90 في المائة من أعمال المشروع المتوقع إتمامه بنهاية العام الجاري، حيث تعمل شركات إسبانية على تركيب أعمدة الكهرباء، وتمديد خطوط الكوابل الأرضية، ثم تركيب القضبان على الجسور المعلقة، إلى جانب جسرين يربطان محطة القطار بمطار الملك عبد العزيز الجديد بجدة، مع مسار القطار القادم من المدينة المنورة والعكس، والجسر الآخر يخرج القطار من خلاله إلى مكة المكرمة. ويبلغ مسار قطار الحرمين 447 كيلومترا، وهي المسافة التي يقطعها من مكة المكرمة مارا بجدة ورابغ، حتى يصل المدينة المنورة. وكانت الشركة السعودية للخطوط الحديدية قد ركزت في حملاتها التوعوية خلال الشهرين الماضيين على المناطق التي سيمر بها القطار مؤكدة على الملاحقة القضائية لأي محاولة لقطع السياج الحديدي الخاص بسكك الحديد مع تشديدها على ضرورة المحافظة على ممتلكات الوطن من العابثين وغير المبالين. جاء ذلك خلال الحملة التوعوية التي تقوم بها الشركة بالتنسيق مع إدارات التعليم في منطقتي الجوف وحائل لطلاب المدارس والتي تهدف لرفع التوعية والاستعداد والجاهزية الكاملة للمواطنين عند التشغيل الفعلي للقطار.
واشتملت البرامج التوعوية التي استهدفت طلاب المدارس على تقديم محاضرات وعروض مرئية لتحذير وتوعية أهالي المناطق التي يمر بها القطار بجوانب الأمن والسلامة، لدخول القطار في مرحلة إجراء مجموعة من الاختبارات لقطار الركاب في مشروع قطار الشمال للوقوف على جاهزيته، وبهدف تثقيف الطلاب بقطار الشمال وخطورة خط سير القطار والسياج الحديدي وضرورة الحفاظ على ممتلكات الوطن والممتلكات العامة. وقال أحمد الشمري من العلاقات العامة بالخطوط الحديدية «سار»: «ان خط القطار وسكة الحديد تبلغ مسافته الاجمالية 2750 كم ويوجد جسر للعبور كل 40 كم يُستخدم لعبور السيارات والبهائم وحذر من قطع السياج الحديدي وضرورة المحافظة على ممتلكات الوطن من العابثين وغير المبالين والذين سوف يتعرضون للمساءلة القانونية».
وأفاد بأن سير خط قطار الشمال يمر بست محطات للركاب وهي الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف والقريات ويخدم نقل المعادن والفوسفات والبوكسايت والبضائع، وتم التنسيق مع عدد من المدارس في المنطقة لزيارتها وإقامة البرامج التوعوية والتثقيفية لطلاب المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكانت الشركة السعودية للخطوط الحديدية قد حددت التشغيل الفعلي لقطار الشمال خلال الربع الأخير من العام الجاري 2016 بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية لتشغيل القطار خلال الفترات الماضية.
وسيسهم القطار بمجرد تشغيله الفعلي في إنهاء معاناة الآلاف من المواطنين خاصة في مدن الشمال السعودي في حائل والجوف والقريات بتوفير وسيلة نقل حديثة وسريعة تصل بينها وبين الرياض التي تشهد الحجوزات لها نسبة كبيرة على مدى العام.
خريطة توضيحية لمواقع محطات القطار
