العاملون في رئاسة الحرمين الشريفين جهودهم واضحة ومشكورة، وجهود التطوير مشاهدة وتستحق التقدير، وقد وصلتني هذه الرسالة من أخت فاضلة كتبت فيها: «أذكر لك بلا إسهاب مُمّل ولا اختصار مُخلّ، بعضا من المشاكل المجتمعية التي لابد أن يسخّر ُكتابنا أقلامهم للكتابة عنها وسأبدأ من خلال الحرم المكي: من خلال الاستطلاعات التي قمت بها مع المعتمرين وجدت أن الفئة التي تضرر منها غالب المعتمرين هي جاليات من جنسيات محددة!
فلا أعلم لماذا تنعدم الأخلاق والنظافة والاحترام بطريقة تُنسى فيها قدسية المكان، وحينما تتم مناقشة هؤلاء المعتمرات في العلّة من ترك الأكل هكذا دون وضعه في النفايات المخصصة، فإن حجتهن وجود عاملات مخصصات للخدمة أو أن أماكن سلة المهملات بعيدة عنهن فيكون ذلك مبررا لرميها في أي مكان بالحرم الشريف.. ومن خلال حوار سريع أجريته مع عاملات دورات المياه، في توسعة الملك عبدالله؛ للتعرف على مدى المعاناة التي يكابدنها والمكافآت التي تقدم لهن، وما الفئات اللاتي يكون معهن الجهد اكبر من الزوار، فقد أكدت هؤلاء العاملات أن زائرات بعض البلدان يبذلن معهن جهودا مضاعفة!
وحتى تعرفوا حجم المعاناة انظروا إلى منظر ساحات الحرم المكي والتوسعة صباح العيد بعد أن يذهب الزائرون إلى بيوتهم، ويبدو أن عمال النظافة التابعين لرئاسة الحرمين في استراحة عيد، منظر لا تصدقه العين.
لذا، نطالب وبتكرار وبإلحاح كل كتاب المملكة بالتعاون مع رئاسة الحرمين الشريفين اللذين يرتادهما ثلاثة ملايين معتمر يوميا يتبدلون كل لحظة في المطالبة بالتالي:
إلزام حملات الحج والعمرة بتوعية من يلتحق بحملاتهم في جميع المجالات، توعية دينية او بأهمية النظافة أو بإدراك قدسية الحرمين واحترام زوارهما والتعامل معهم بالتي هي أحسن، ومن يخالف ذلك فعلى الحملة تحمّل مسؤولية ذلك بغرامات مالية ومعنوية..
وضع مرشات هواء بشكل عامودي فترة الظهر في المطاف وذلك لحصول العديد من الإغماءات بين الطائفين خاصة في شهر رمضان..
الصرامة مع الفنادق بمراعاة أسس النظافة، ولك أن تأخذ جولة لتجد فنادق لا تصلح للإيواء الآدمي.. وهذا غير لائق أن يأخذ الزوار انطباعا غير جيد عن أمانة مكة المكرمة!
على كل عائلة معتكفة الاهتمام بالمكان الذي حجزته لاعتكافها سواء نظافة او تطيبا او ترتيبا.. فلا يحق لهم إهمال مكانهم وما حوله بحجة الاعتكاف (وأؤكد ان المكان الذي اقصده مكان اعتكاف النساء) وإنني أشيد بسيارات الإسعاف في الحرمين الشريفين.. في سرعة الوصول مع شدة الازدحام.. فكل الدعاء لهم بأن يكتب لهم الأجور ويبعد عنهم الشرور، شاكرين تجاوبكم، سائلين الله أن يطرح البركة فيما تكتبون وأن يجعل كل حرف يسعى لتطوير المجتمع والإنسان في ميزان حسناتكم».
هذه رسالة الأخت الفاضلة، ولأهميتها أنقلها لرئاسة الحرمين، ولمن يهمه الأمر!