نجح طالب كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام، حسام بن جمعان الغامدي، في تصميم حديقة بالمنطقة الشرقية تعتبر الأولى من نوعها بالمملكة حاكى فيها توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- وعمل على تصميم الفراغات الخارجية للحديقة بالتدرج بتاريخ توحيد المملكة العربية السعودية والذي افترض موقعها على امتداد كورنيش الدمام. ويقول الغامدي لـ«اليوم»: إن مدينة الدمام تمتلك المقومات السياحية، والموقع الجغرافي الذي يؤهلها لتكون نقطة جذب للسياح، لهذا افترضت موقع الحديقة في كورنيش الدمام، مما يجعله أنسب مكان ترويحي للزوار، مشيرا إلى أن مساحة الحديقة تقارب الـ5 هكتارات أي ما يعادل 50 ألف متر مربع.
ويقول حسام الغامدي الذي استطاع من خلال إنجازه لهذا المشروع الانتهاء من متطلبات المواد الدراسية بكلية العمارة والتخطيط والحصول على درجة البكالوريوس في تخصص عمارة البيئة: إنه عكف على دراسة المشروع لعام كامل إلى جانب دراسة للحدائق العالمية والمحلية، ودراسة الحركة والسلوكيات التي تؤثر على طريقة التصميم وأعد دراسة خاصة تحاكي تاريخ ومعالم المملكة حيث اطلق اسما على الحديقة وهو (حديقة توحيد المملكة وقصة الملك عبدالعزيز- رحمه الله) حيث استطاع ترجمة المعالم التاريخية بالمملكة من خلال محاكاته للتصميم وسرد قصة توحيد المملكة على يد المؤسس- رحمه الله- بداية من شمال المملكة إلى جنوبها ومن غربها الى شرقها وتم عكسها في التصميم ووضع أهم المعالم التاريخية والحديثة وتطور المملكة والرؤية المستقبلية للمملكة.
وقال الغامدي: إن المشروع لم يكن من السهل حيث شرع في بداية الأمر لعمل بحث مبدئي ودراسات للمواقع وأدبيات بحثية وحالات من الدراسات المشابهة للحدائق الخارجية استغرقت قرابة 6 أشهر، بعد ذلك تم اعتماد فكرة البحث من ناحية البرنامج التصميمي والفكرة المبدئية والعناصر المستخدمة والمساحة الإجمالية للموقع التي بلغت 5 هكتارات وبعدها استمر العمل في التصميم ما يقارب 5 شهور تقريباً لإخراجه بالشكل المطلوب من الناحية الهندسية وبرنامج ثلاثي الأبعاد.
وعن سبب اختيار المشروع ذكر الغامدي: إنه يعود إلى أن مدينة الدمام نموذجي سياحي وبها نهضة عمرانية، وبحكم موقعها الاستراتيجي شرق المملكة وعلى البحر اكتسبت أهمية سياحية، فالمنطقة بحاجة ماسة لمثل هذا المشروع لأنه الأول من نوعه ولا توجد حديقة تحاكي من خلال تصميمها قصة توحيد مملكتنا الغالية، وفيه مردود استثماري سياحي ترويحي للعائلات من خلال الترويح والتثقيف والتعرف على تراث وتاريخ المملكة، مشيرا إلى أن المشروع «حديقة توحيد المملكة» يعتبر حلما راوده، وارتكزت فكرته على دراسة أعدها عن طريق توزيع استبانات على عينة عشوائية على أهالي المنطقة، أثبتت رغبة كبيرة من الأهالي في تصميم مثل هذه المشاريع، وتمت الموافقة على فكرة المشروع من إدارة قسم عمارة البيئة في «كلية العمارة والتخطيط»، بدعم مباشر من رئيس القسم الدكتور سعيد العويس، وعميد الكلية الدكتور عبدالسلام السديري وأعضاء هيئة التدريس الآخرين.
وقال الدكتور سعيد العويس رئيس قسم هندسة عمارة البيئة: إن مثل هذه المشاريع تندرج تحت منظومة الجذب السياحي، كما انه يسهم في دعم السياحة المحلية وربطها بالواقع العمراني الذي نعيشه حاليا، أي أنه يهدف إلى الارتقاء بالبيئة العمرانية المبنية وأن قسم عمارة البيئة هو من الأقسام الفريدة من نوعها بالوطن العربي فهو علم وفن يعنى بتطوير وتنمية وإدارة الموارد البيئية والمجتمعات العمرانية بمختلف أحجامها ومهنة معماري البيئة تهتم بتخطيط وتصميم الفراغات الخارجية بكافة أحجامها ومستوياتها داخل وخارج المدن والمناطق الحضرية، كذلك يهتم بتصميم المشاريع التي لها علاقة مباشرة بالترفيه من مدن ترفيهية ومائية ومتاحف تراثية وليس لها علاقة مباشرة بالسياحة، لاسيما أن الطالب الغامدي أعد دراسات لمشاريع مشابهة مختلفة من ضمنها قرية دبي العالمية، والقرية الشعبية، وحديقة ميني تورك في اسطنبول بتركيا بالإضافة الى الحدائق الفرنسية والاسلامية الأخرى.
رسم توضيحي للمشروع
