علاقة المرأة بالرجل علاقة غريبة ومتقلبة وأحياناً كيدية يشرحها مثل قديم (ياويلي منه وياويلي عليه)، هي مادة مثيرة للإعلام سواء الإعلانات التجارية أو الأفلام أو المقالات وحتى الرسوم الكاريكاتيرية تسويقاً وتلفيقاً وتعاطفاً وتندراً. لها نصيب الأسد من الأدوار الرئيسية بل هي البطل في كل المسلسلات مما يجعلنا أمام سؤال محوري، من هو عمود حياتنا الحقيقي إن آمنا أن الفنون والآداب هما مرآة للواقع. سنتفق ونختلف حول طبيعتها وضعفها من قوتها، وولايتها أو الولاية عليها كالسفيه والحدث والمجنون الفاقد للشرعية، لكننا حتماً سنتفق أن أكثر المضحين بعافيته وراحته واحتياجاته هي أمام اسرتها كبرت أم صغرت.
وعلى المستوى المجتمعي فقد تكون النكتة كمادة هزلية موجهة دائماً ضد المرأة في شخصها وكل ما يخصها كلؤم مبني على جهل تراكمي موروث ليس من ديننا في شيء. لست ضد المرح لكني ضد تأطير وتصغير وتحقير النساء لاسيما السعوديات، واذكر اطلاعي على بعض المقالات التي ربطتها بزاوية المطبخ في رمضان تهكما وسخرية ليكون نصيب الرجل طاولة بما لذ وطاب، والكثير من الرسوم التي تتندر على حاجتها للتبضع متناسين ان هذا الشخص يتبضع الغذاء والكساء للجميع مختزلاً ادوار الأطفال والكسالى والسلبيين من أفراد الأسرة. وهذا الكائن المحكوم عليه بالشقاء وقلة الراحة والنوم، هو نفس الكائن الذي ارتبط وجوده بالهدي النبوي بالمحبة والرحمة فقد كان صلى الله عليه وسلم يبر خديجة حتى بعد موتها فيقسم لصديقاتها من الشاه ويرسل لهن، لم لا وهي أم أولاده التي وقفت معه حين أدبرت الدنيا، وقد كان يطاوع عائشة في الاحتكام لوالدها دون عمر رضي الله عنهما ارضاء لعاطفتها، بل صحبها وشرب الماء من بعدها وكانت كل نساء الدنيا وصيته للمؤمنين (أنتم) بالرفق والاحسان.
هل انتهيت! هذه المناورات لن تنتهي لان أساسها يقوم على الاختلاف الجنسي لكني اتمنى انه إن آمن الرجال أنهن سكن لهم، فلا بد أن يصبروا على حقوق هذا السكن واحتياجاته النفسية والإنسانية، وان يقابلوا تعرض هذا المخلوق المشبع بالنقد لجفاف الصيام وحرارة الطعام والحروق وآلام المفاصل وساعات العمل المضاعفة في رمضان بما يعين الاثنين على الاستمرار بألفة وحب، كلمة طيبة، وهدية جميلة، ووردة عذبة قد لا تكلف الرجل الكثير لكنها ستعني الأكثر للمرأة وتكون فرصة للتجديد. ولنتذكر انه لولا مجاهرة محمد صلى الله عليه وسلم بحبه لنسائه لما وصلت لنا الأخبار والأدلة. وهذا لايعني ان هذه الرسائل للمتزوجين فقط، ولكنها للشباب ايضا لتقبيل واحتضان امهاتهم بدل التندر على زيادة الملح أو نقص السكر في الطعام، ولتقديم الورود والهدايا والحب للشقيقات، والصدقات للخادمات والخدم، والعيادي للأطفال وإن كبروا. لابد ألا ندعشن مشاعرنا للهجوم والسلبية فقط، وان ندفع بالحب والتفاؤل والايجابية ونبحث عن اصغر أسباب السعادة وان احتقرناها. كل عام وأنتم بنعمة وخير، وكل عيد وبلادنا وولاة أمرنا وكل مسلم بعزة وخير وسلام.