تفعيل البرنامج الوطني الضامن لأمن المعلومات مهمة حيوية لابد أن تحظى باهتمام خاص من لدن كافة الجهات ذات العلاقة بهذه المسألة، فالاستخدام السلبي للمعلومات له آثاره الوخيمة على الأطفال والشباب خاصة، ناهيك عن آثاره السلبية على كافة فئات المجتمع دون استثناء، وهو استخدام يعود على من يمارسه بمعلومات خاطئة وربما موغلة في الخطأ تؤثر سلبا على فكره.
وهنا لابد من التفكير الجدي في دراسة الكيفيات المأمونة للوصول الى أقصى ما يمكن الوصول اليه من الغاية المأمولة بحماية شبابنا وأطفالنا خاصة من الاستخدام السيئ للمعلومات، فاستخدامها بطريقة غير ايجابية سوف يؤثر على أفكار الناشئة وربما يزجهم الى أفكار غير سوية لا تحقق مصلحتهم ولا تحقق أي مصلحة وطنية، فالحماية من الاستغلال تبدو مهمة لابد من الحرص على الأخذ بها وتطبيقها عمليا على أرض الواقع.
وللمعلومية فإن أمن المعلومات يعتبر من أهم الموضوعات التي تهتم بها سائر المجتمعات وتحرص عليها أشد الحرص، ولابد ازاء ذلك سواء داخل مجتمعنا أو داخل كافة المجتمعات من اتخاذ التدابير الوقائية للحيلولة دون الاستخدام السيئ للمعلومات والعمل على أمنها وسلامتها حفاظا على أفكار أجيالنا الحالية والأجيال المقبلة من الضياع في خضم معلومات خاطئة غير محمية.
وتكمن المعلومات الخاطئة والخالية من الحفاظ على أمنها وسلامتها فيما يدور من التواصل وتبادل المعلومات الكترونيا عبر أجهزة التواصل الاجتماعي، وهو خطر ماحق ما زال يتهدد كافة المجتمعات دون استثناء، وللأسف الشديد أن تلك المعلومات قد تغدو «مركبة» بمعنى أن يتزايد التوغل في اشباعها بالأخطاء ضمن هذا التواصل الذي يتمتع كما نعلم بحدين أحدهما سيئ والآخر جيد، وللأسف ان الناشئة قد يخلطون الحابل بالنابل من خلال أجهزتهم التواصلية.
ولا شك في أن الجانب الحيوي في هذه الحالة يكمن في العمل على حماية أمن المعلومات من الهجمات التي تمارس أثناء الاستخدام السيئ عبر التواصل الالكتروني، فتبادل المعلومات الخاطئة لانعدام وسائل الأمن فيها يجر الى ويلات وخيمة وعواقب غير مأمونة، ومن يمارس وسائل التواصل من الناشئة قد يغيب عنه هذا الأمر، ويظن أن ما يتلقاه من معلومات عبر تلك الوسائل هو الصحيح ولا غبار عليه.
لابد من اتخاذ الاجراءات المأمونة الكفيلة بحماية أطفالنا وشبابنا من الانغماس في الاستخدام السيئ للحصول على المعلومات، وتنقية تلك المعلومات تتم حتما عبر فعاليات الأمن التي لابد من تفعيلها كبداية هامة وحيوية للوصول الى الهدف الأسمى من الحماية حفاظا على عقول أطفالنا وشبابنا وعدم تضليلهم بمعلومات غير سوية وغير حقيقية، فتبادل المعلومات لابد أن يتم بطرق صائبة وسليمة.
ومن خلال الاختراقات التي يمارسها ضعاف النفوس في كل المجتمعات تنشأ طرائق الاغراءات التي تستهدف الأطفال والشباب بوجه خاص، وتؤدي تلك الاختراقات بطبيعة الحال الى نوع من البلبلة الفكرية في عقول الناشئة، فربما تجذبهم المعلومات الخاطئة وتغرر بهم، وهنا تقع الفأس في الرأس حينما تغيب الرقابة من أولياء الأمور، وتغيب وسائل تنفيذ أمن المعلومات بطرق علمية وسديدة.