DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

متين وترامب وايران.. لا صوت يعلو على صوت الكراهية

متين وترامب وايران.. لا صوت يعلو على صوت الكراهية

متين وترامب وايران.. لا صوت يعلو على صوت الكراهية
أخبار متعلقة
 
ثلاثة نماذج أمريكية صارخة، محمد علي كلاي في جنازته الأخيرة، أبرز الجانب الانساني المتسامح للإسلام، الذي حاز على تعاطف عدد كبير من الامريكيين على اختلافهم، فتعاطفهم كان مع ظاهرة انسانية ايجابية. وجاء عمر متين ليكون النقيض لتلك الصورة، وكأنها عمل مفتعل يقوم بمحو صورة كلاي، والمشاركة الإسلامية والعالمية الرمزية في حضور جنازته. كان لابد من إسلامي إرهابي ليعيد تشكيل الصورة مرة ثانية ويعيدها الى المربع الأول، كل شرق أوسطي إسلامي وارهابي، وكي يبقى خطاب دونالد ترامب متسيدا على الجمهور الامريكي، الذي هرب تجاه ترامب ليس كراهية في الإسلام، وانما لان نظام الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يعكس الحالة الاقطاعية السياسية في امريكا، وان ترامب - رغم جمهوريته - الا انه يقدم حالة رمزية مختلفة، في وقت تعيش فيه امريكا - كعادتها - بين خياري الانغماس الخارجي الذي كانت ذروته في فترة رئاسة الرئيس الامريكي جورج بوش الابن، وبين العزلة التي يمثلها الآن الرئيس الامريكي باراك أوباما، لكن كلا الحزبين في السنوات العشر الاخيرة كانا يوظفان الازمات الخارجية لخدمة الانتخابات الرئاسية، ولماذا لا تكون جريمة أورلاندو جزءا من عملية التوظيف تلك؟ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، سارعت بقذف سلسلة من الاتهامات ناحية دول إسلامية رئيسة (تركيا والسعودية وقطر) واتهمتها بدعم الإرهاب وتمويله. جاءت انفعالات كلينتون نتيجة لخبر بثته وكالة الانباء الأردنية بترا على لسان ولي ولي العهد يشير فيه الى ان المملكة تمول 20% من حملة كلنتون الانتخابية، حتى تبين أن وكالة الانباء الأردنية تم اختراقها من هاكرز ايرانيين. فقد أرادت ايران توظيف أخبار كاذبة أثناء توقيت زيارة ولي ولي العهد امريكا من جانب، والمشاغبة على الجانب الانساني التعاطفي لجنازة كلاي، ولدفع هلاري كلينتون للدفاع عن نفسها، وخير وسيلة للدفاع الهجوم، وهو ما اضطرت اليه كلينتون، فقط للحيلولة دون تأثير الخبر الكاذب والمختلق على سير اتجاهات الانتخابات الرئاسية. وجاء حادث أورلاندو ليشكل تحولا في الانتخابات الامريكية، فمعادلة المرشح الجمهوري دونالد ترامب قائمة على الاستثارة العنصرية وكراهية الآخر، فهي جزء رئيس من حملته الانتخابية، كانت ذروتها في رفع شعار طرد المسلمين وعدم دخولهم امريكا، وقد يجدها ترامب نقطة مثالية في تطوير خطابه ضد المسلمين. ويضاعف ذلك ربط عمر متين بجريمته تلك بتنظيم داعش الارهابي، الذي أكدت هيلاري كلينتون في مذكراتها أنه صناعة امريكية، حيث جاء مقتل 49 شخصا وجرح 50 آخرين ليحيي في نفوس الامريكيين ذكريات 11 سبتمبر 2001. وجاءت الجريمة بعد إعلان مدير المخابرات الامريكية براءة المملكة من تلك الأحداث، الأمر الذي لا يرغبه البعض خصوصا اللوبي الايراني في امريكا، وخلايا حزب الله النائمة هناك. وجاءت ايضا بعد تراجع الأمم المتحدة عن وضع التحالف العربي على اللائحة السوداء، الأمر الذي افقد ايران أعصابها، وجملة الخسائر التي تتلقاها في حلب والفلوجة، وتأكيد علي خامنئي الذي يشير الى صعوبة الأوضاع الاقتصادية في ايران، حيث قال أمام مسؤولين في الدولة: «يتعين على الطرف الامريكي رفع العقوبات، لكنه لم يفعل. ولم يتم تنظيم مسألة التعاملات المصرفية، ونحن غير قادرين على استعادة الأموال المتأتية من دخل النفط وغيرها من الأموال التي لدينا في دول أخرى». وأضاف: «نحن لا ننتهك الاتفاق النووي، لكن مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية يهددون بتمزيق الاتفاق، إذا فعلوا ذلك فإننا سنحرقه». إن جريمة عمر متين، ستوظف بشكل غير جيد في الانتخابات الامريكية، التي تؤكد مراصد التحليل أنها انتخابات باهتة تعبر عن افلاس النظام السياسي الامريكي القائم على دكتاتورية الثنائية الحزبية، وأن التفسخ الذي تعيشه امريكا كان من أهم الأسباب نحو النزعة اليمينية المتطرفة للمرشح دونالد ترامب، واحتمالية نجاحه في الرئاسة الامريكية، خاصة ان الادارة الامريكية الحالية تحاول ان تثبت للمواطنين الامريكيين أنه يمكن تحقيق المصالح الامريكية دون اللجوء الى القوة واستخدام السلاح، وارسال الجيش الامريكي للخارج، غير ان هذه السياسة تصيب المجتمع الامريكي بالترهل، ويصبح موضوع استغلال الازمات الخارجية وتوظيفها أمرا هاما لبعض المؤسسات الأمنية الامريكية. ويشير بعض التحليلات الى ان عمر متين كان مراقبا من الأجهزة الأمنية ولديه سوابق أمنية، غير ان وجود ثغرات أمنية سمح له بحمل السلاح، والاقتراب من مؤسسات لها وجهة نظر متطرفة حيال المثليين جنسيا، فمرة هناك اشارة الى المركز الحسيني في اشارة الى فتاوى دينية شيعية ترى ضرورة قتل المثليين جنسيا، ودون اعتراض أحد القساوسة على هذه الفتاوى، ومرة أخرى تتم الاشارة الى علاقة متين بحزب الله، وانه كان سببا في تقاربه والازمة السورية وصولا الى تأييده جبهة النصرة، وإعلان دعمه تنظيم داعش، ومن ثم الحديث عن زيارته السعودية لأداء العمرة في أوقات متباعدة. هذه المعلومات تشير بوضوح الى أن هناك من يحاول الإمعان في خطاب الكراهية لدى الامريكيين تجاه العالم الإسلامي، وان هذا الخطاب يجب أن يحمل في طياته اتهاما غير مباشر للمملكة، كي يتم توظيفه سلبا ضدها، وكي يجده ترامب فرصة ثمينة لمضاعفة تأكيداته السابقة، وكي تجده كلينتون فرصة للنيل من المملكة، الامر الذي يفيد بأن هناك مخططين لهذا العمل وفي هذا التوقيت. فهناك خلايا تابعة للاستخبارات الايرانية ولحزب الله، تتصيد الفاشلين في حياتهم، خاصة داخل السجون الغربية، حيث كشفت تقارير استخبارية فرنسية أن غالبية أعمال التجنيد لصالح داعش تتم في السجون، استغلالا للمظلومية التي يعيشها السجناء، واستغلال حالة عدم الاندماج، وان كثيرا من السجناء في أوضاع رثة، فغالبيتهم يعيشون في مجتمع الجريمة والعنف وتعاطي المخدرات، وبعضهم يعيش حالة صراع نفسي بين مجتمعه غير المندمج فيه، وامكانات لا تؤهله ليكون له مكانة ودور ايجابي، وسجون تجميعية، حيث يبادر بعض مقاولي الاستخبارات الايرانية الى افتعال مشكلات ليزج به في السجون، مع استغلال الظروف النفسية المركبة، حيث القابلية العالية للتحول الى متطرف دينيا يحاول التكفير عن الماضي المأساوي في حياته، بعمليات انتحارية. إن الشعب الامريكي يعيش فوبيا الآخر التي صنعها الإعلام الامريكي، وايضا يعيش حالة افتخار وزهو غير عادية واعتزازا بأمريكا، وفيه ردة يمينية كما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة. ويستغل ترامب هذه الحالة، مبرزا معالم القوة في خطابة، مشيرا الى حالة الضعف لدى هيلاري كلينتون، دفعه للتأكيد على أنها امرأة لم تتمكن من المحافظة على زوجها، وغير أمينة على مصالح أمريكا، وان فشل ادارة أوباما في تعزيز الأمن الداخلي، وترك الأمور لمسلمين امريكان بتهديد الأمن والاستقرار الامريكي، يحتاج الى ادارة نقيضة تمتلك معالم القوة ضد هؤلاء، فهو يظهر خلافا لمنافسته الناعمة والضعيفة التي لا تملك القدرة على اتخاذ قرارات جريئة محاولات هيلاري كلينتون ابراز معالم قوتها، بأنها خالفت ادارة الرئيس أوباما ولامت ادارته على عدم مساعدتها المعارضة السورية عسكريا، وكذلك أنها كانت ضمن فريق أوباما عندما تم قتل أسامة بن لادن، وهي اليوم تؤكد أن على تركيا والسعودية وقطر ان تمنع مواطنيها من تمويل المنظمات الارهابية. فهذا التجاذب بين ترامب وكلينتون، قد تكون له نتائج سلبية على موقف الرأي العام الامريكي، والقوى الخفية التي تعمل على جعله اداة لخدمة سياساتها ومصالحها في المنطقة. فهل حادثة أورلاندو مفتعلة، وان الامن الامريكي كان لديه معلومات سابقة حول عمر متين، وان تركه يقوم بتصفية 49 شخصا و50 جريحا جزء من متطلبات شد الجسم الامريكي الداخلي، وترصيص صفوفه تجاه الانتخابات الامريكية، واليمينية السياسية الجديدة، وهل كانت محاولة لمصادرة الوجه الإسلامي الحضاري لرمزية ودلالات جنازة محمد علي كلاي كما يذهب البعض، وهل وجدها المرشحون فرصة مناسبة للتوظيف والاستغلال، وهل أرادها بعض القوى الاستخبارية محاولة للزج باسم السعودية، واعادة التذكير بأحداث 11 سبتمبر 2001، خاصة بعد إعلان المخابرات الامريكية براءة المملكة من هذه الاحداث، أم انها محاولة لتبرير الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين في حلب والانبار والفلوجة؟ كل المؤشرات تفيد بان ايران تمكنت خلال السنوات العشر الاخيرة من السيطرة على مفاصل رئيسة في المجتمع الامريكي. واستطاعت استغلال الظواهر المهمشة تحت اسم الإسلام، والانتقام، ووجد ان العمل تحت مسمى داعش أفضل سبيل للتأثير في الحياة السياسية الامريكية، ولدفعها لتشكيل مواقف يمينية متشددة ضد السنة وتحديدا ضد المملكة، وعليه - وليس من باب وضع كل المشكلات على ايران - يجب ان نعي جيدا الأسلوب الاستخباري الايراني في تأليب الرأي العام الغربي ضد الدول الإسلامية وتحديدا المملكة وقطر وتركيا لتقديم ذرائع ومبررات لأي عمل سياسي ضدها، ولان ذلك يحقق في المحصلة مصالح ايران على المدى البعيد.