في أفلام السينما، وفي الواقع، يظهر «السيد» وإلى جانبه مجموعة من الحراس الشخصيين، وجرى الاصطلاح على أن الحراس يسمون «بدي غارد»، هؤلاء يبدون في الأفلام مجرد آلات، وأحياناً يتسمون بالتهور ويتبرعون من لدن أنفسهم بالتحرش بالآخرين لعرض برهان ولائهم للسيد وحرصهم الشديد على إظهار إيماناتهم بالخنوع والعبودية وعلى أنه ولي نعمتهم.
في الأسبوع قبل الماضي، حدث عرض من هذا النوع، ولكن بأسلوب اتسم بكثير من الغفلة أو حتى الغباء والعشوائية والحمق معاً.
في «مسرح مانهاتن» المسمى «الأمم المتحدة» جرى عرض مسرحية رديئة الإعداد والسيناريو والإخراج. حتى ستائر المسرح كانت شفافة فاضحة، تفوح من خلفها روائح عفنة و«دخاخين». وأيضاً بطل المسرحية، بان كي مون، اثبت أنه غشيم و«عليمي»، ولا ترقى مؤهلاته الفنية إلى مهارة «كمبارس»، فما بالك بدور بطولة خطيرة. إذ سرت في أروقة الأمم المتحدة أن «الأخ الأكبر» في واشنطن، يبدأ في النأي عن السعودية والتقرب من طهران، فبدأ أناس في الأمم المتحدة يتبرعون لإرضاء «العمة» أمريكا، بالتحرش بالسعودية والرقص لطهران.
المسرحية هي أن «حشد الأمم» أضاف اسم التحالف العربي إلى القائمة السوداء واتهامه، تجنياً، باستهداف أطفال في اليمن. وحينما واجهت المملكة والتحالف العربي الأمين العام بسوء تصرفه ومكتبه، واعتماد تقارير سرية ملفقة ومشبوهة وغير مدققة، اضطرت الأمم إلى سحب اسم التحالف من القائمة، ثم عقد بان كي مون «لطمية نيويورك» البكائية الطويلة في مؤتمر صحفي، بمقر الأمم، وتحدث عن ألمه وحزنه وأصعب قرار «مؤلم» اتخذه في حياته، وهو سحب اسم التحالف من القائمة السوداء، على حد تلوناته الثعلبية، ولمح إلى أنه فعل ذلك بسبب تهديد سعودي أو ما زعم أنه «ضغوط» سعودية «غير مناسبة وغير مقبولة».
وإذا كانت الضغوط «غير مقبولة».. لماذا قبلها أصلاً؟.. وهي في الواقع ليست ضغوطا ولكن كشف المستور ولعبة بليدة وطبخة «ماصخة».
وفي الحقيقة فإن بان كي مون لأنه «غشيم» جداً، ولم يستوعب «حبكة» واشنطن وطهران، لهذا أفسد المسرحية بنفسه وجعلها عبثية وسيئة ومملة ومشبوهة، إذ أنه «أراد تكحيلها فأعماها»، وأثبت أن المملكة ودول التحالف العربي تغيث ملايين الأطفال في العالم وتساعدهم وتساندهم، وترعاهم. وسبق أن شكر مسئولون في منظمات إنسانية تابعة للأمم المملكة لإغاثتها الشعب اليمني بأطفاله ونسائه وشيوخه، بما فيهم اولئك الذين يسكنون صعدة ويتسامرون مع الحوثيين ويدعون لهم بالنصر على «النواصب» السعوديين.
الأمين العام قال إنه سحب التحالف من القائمة، لأنه يخشى على ملايين الأطفال وغيرهم من الجوع والعوز والمرض. وهذا يعني صراحة اعترافا من الأمين نفسه بأن المملكة تغيث ملايين الأطفال في العالم.. فكيف يدينها على أنها ضد الأطفال؟.. وزاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين، من تصاعد الدخاخين في مانهاتن، إذ أعلن قبل يومين أن الأمم المتحدة لن تفصح عن مصادر المعلومات المسيئة للتحالف.
والأمم المتحدة ليست شبكة استخبارية لدولة، ويفترض أن تتمتع تقاريرها بكثير من الشفافية، والحرص على سرية مصادر المعلومات في منظمة دولية يدل على أن المعلومات مريبة و«ملغومة» وعلى الأرجح أن الأمم، «الشريفة العفيفة» جلبتها من طهران وحزب الله وحسينية عبدالملك الحوثي، وربما خلطتها بمعلومات مسربة من أشخاص في وزارة الخارجية الأمريكية أو البيت الأبيض يرجون رضا آيات الله وبركاتهم ودولارات الولي الفقيه «الطاهرة».
وتر
اسقيه بكأس الراح،
إذ يشق الظلام،
ويمهد للفجر..
وإذ هو طائر الفينق..
وصباح الشواطئ..
ورياح الوهاد والغيوم وثرى الواحات..
وحلم.. جريح.. طويل
وآهة موجعة..
وعويل..