DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الماركات.. الكذبة الكبرى

الماركات.. الكذبة الكبرى

الماركات.. الكذبة الكبرى
أخبار متعلقة
 
أرجو ألا تُفهم هده المقالة كدعوة لمقاطعة «الماركات»، لأن هذا الأمر تحكمه سلوكيات البشر وأطباعهم وكذلك أوضاعهم المادية والاجتماعية والنفسية أيضاً، لكن يجب علينا تناول الموضوع من زاوية تساعدنا في التعامل المنطقي مع هذا الأمر الذي أصبح هاجسا للكثيرين. تعتبر «الماركات» أو ما يعرف بالعلامات التجارية للساعات والأحذية والحقائب والإكسسوارات والأزياء وغيرها أحد أبرز أبواب الثراء الفاحش الذي فتحه الخليجيون بشكل خاص والعالم أجمع للكثير من الأمريكيين والأوروبيين مبتكري تلك «الماركات»، ولكي نبسّط العملية أكثر سنقسّم «الماركات» إلى قسمين: القسم الأول هو «الماركات» المخملية والتي تصل معدل تكلفتها لآلاف الريالات وبعض الأحيان عشرات الآلاف وهي غالباً الأوروبية والأمريكية ذات التاريخ العريق والجودة «المزعومة»، والقسم الثاني هو «الماركات» الاقتصادية التي نستطيع شراءها بمئات الريالات وفي أوقات التخفيضات قد تصل لعشرات الريالات وهي التي يستطيع غالبية الشعوب اقتناءها بكل يسر وسهولة وأصبحت تُصنّع في ذات المصانع التي تصنّع بها الماركات المخملية ولكن «قد» تكون بجودة أقل نسبياً ولكن ليس بالضرورة أن يصبح فارق السعر بين الفئتين ١٠٠ ضعف!!! يجب وقبل كل شيء أن نسأل أنفسنا سؤالاً يحتاج لإجابة أمينة بعيدة كل البعد عن المثالية، وهو لماذا يطمح الأغلبية لشراء الماركات المخملية؟ الإجابة التقليدية هي بالتأكيد الجودة وهو ما كان عليه الوضع بالفعل في القرن الماضي عندما كانت تكلفة اليد العاملة الأمريكية أو الأوروبية في متناول الجميع أما الآن فأصبحت أعرق دور الأزياء والإكسسوارات تصنّع منتجاتها في الهند والصين وبعض الدول الآسيوية وإن كانت بدرجات جودة معينة ولكن تبقى صناعتها في ذات المصانع وذات البلدان، فعن أي جودة نتحدث،؟ ولنعترف أن من يقتني تلك الماركات المخملية يقتنيها لاسمها «الفخم» فقط وليس لشيء آخر، والدليل أننا لو أخذنا إحدى قطع الماركات المخملية واستبدلنا اسمها باسم ماركة اقتصادية فلن يقتنيها من تمنّوا اقتناءها رغم أنها ذات الجودة وبكامل التفاصيل، ولكن لا ضير في اقتناء الطبقة المخملية للماركات المخملية عطفاً لمقولة «اللي معاه قرش محيّره يشتري حمام ويطيّره»، ولكن حديثي هنا للطبقة ما دون المخملية من الطبقة مرتفعة الدخل وكذلك متوسطة الدخل وما دون ذلك أيضاً، والذين يضطر بعضهم لتحميل أنفسهم أعباء مادية كبيرة لاقتناء تلك الماركات المخملية والتي قد تصل لحد الاقتراض، فلم يا ترى؟ هل هو هوس، أم تمرّد، أم كبت داخلي، أم عقدة نقص معينة لا تكتمل إلا بتلك الماركات؟ وهذا هو الأقرب بوجهة نظري لأَنه كلما كان الإنسان فارغاً من الداخل اضطر لملء الفراغ من الخارج، لأننا إذا اتفقنا أن الماركات الاقتصادية ذات جودة قريبة من الماركات المخملية فلا يتبقى إلا الاسم وهو غالباً ما يؤثر في من لديهم مشاكل في ثقتهم بأنفسهم ليس إلا، ولن نستطيع مجاراة الغرب أو الشرق في ثقافة تسوقهم واقتناء تلك الماركات واستعمالها لعشرات السنين، بل أصبح بَعضُنَا يعتبر اقتناء تلك الماركات المخملية في كل مناسبة «فرض عين» مخلّفين بذلك ثقافة ضحلة. فلنعتبر هذه المقالة دعوة للشراء بذكاء وعدم المبالغة خاصة مع توفر خيارات أخرى لا حصر لها من الماركات الاقتصادية ذات الجودة المعقولة والتي يمكن الحصول عليها بكبسة زر فقط عبر أجهزتنا المحمولة، إضافة لتطور مستوى وعي المستهلكين عامة وهذا ما أكدّه الاستبيان الذي قمنا بعمله على «تويتر» وشارك به ما يقارب ١٠٠٠ شخص بين ذكر وأنثى وانتهى على قدرة ٨٤٪‏ منهم على الاستغناء عن شراء الماركات. الخلاصة: يُقال إن «الماركات» هي أكبر كذبة تسويقية، صنعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدّقها الفقراء. دمتم بخير،،،