DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لماذا لا نتحرك بسرعة..؟!

لماذا لا نتحرك بسرعة..؟!

لماذا لا نتحرك بسرعة..؟!
أخبار متعلقة
 
دائمًا ما نتفق على أن العمل في الأندية الرياضية السعودية ينقصه الكثير والكثير، وهذه النظرة شاملة، لا تستثني أي نادٍ مهما بلغ من درجات التنظيم، ولن نذيع سرًّا إذا قلنا مثل هذا الحديث، فكل المؤشرات والأحداث والأزمات الفنية والاقتصادية مرتبطة بهذا الحديث، وفي أنديتنا باب الأزمات مفتوحٌ على مصراعيه، فقد نلمس تنظيمًا جزئيًا، لكنه في النهاية لا يحقق النجاح المطلوب، هناك أناسٌ يجتهدون ليقدموا عملًا منظمًا، لكنه يبقى عملًا ضعيف التنظيم؛ لأن الأسس الحقيقية التي يتطلبها العمل غائبة، ولا توجد قراراتٌ جذريةٌ تساعد على تغيير منهجية وأسلوب هذا العمل حتى نلمس النتائج الجيدة المعبرة عن واقع عملٍ منظمٍ. إن غياب العمل المؤسساتي عن الأندية السعودية قادها إلى السقوط، وفي كل موسم يزداد عمق هذا السقوط حتى بتنا نخشى من سقوطٍ لا منقذ له. والمتابع لجزئيات بسيطة يكتشف وجود خللٍ ما في تركيبة العمل الرياضي، فجلّ من يعملون في الأندية هم متطوعون، والعمل التطوعي يبقى اجتهادًا شخصيًا يغيب عنه الإحساس الفعلي بقيمة العمل والرقابة الرسمية؛ لأن مبدأ العمل قائمٌ على التطوع وليس الإلزام، وهذا المفهوم كفيلٌ بعشوائية العمل في الكثير من جوانبه. ففي العمل المؤسساتي تعطى الثقة الكاملة في الأشخاص المعنيين بتنفيذ العمل الرياضي في الأندية، وبعد نهاية الفترة المحددة مسبقًا يتمّ تقييم العمل، وعلى ضوئه تظهر النتائج، فبعض النتائج الوقتية ليست مقياسًا حقيقيًا لنجاح العمل، خصوصًا إذا كان العمل مرتبطًا بجوانب عدة اقتصادية واجتماعية وفنية على كافة الأنشطة. فعلى سبيل المثال لو اخترنا لعبة كرة القدم في الدوري السعودي، وكيفية إدارة اللعبة في الأندية السعودية، بحكم أنها اللعبة الأكثر تأثيرًا ومتابعةً، سنلمس تجاوزاتٍ كبيرةً وبعيدةً عن التنظيم، وعن أي عملٍ قائمٍ على أسسٍ واضحةٍ، فتجد رئيس النادي يتدخل في العمل الفني لمدرب الفريق، وفي أحيان كثيرة يكون شريكًا في اختيار التشكيلة التي سيلعب بها الفريق في المباريات، ناهيك عن التدخلات الفنية أثناء سير المباراة، وكأنه هو المدرب، خصوصًا وهو ملازم لمقاعد البدلاء، ويجلس بجانب المدير الفني للفريق، وفي أحيان كثيرة تجده على خطّ الملعب بجانب المدرب يوجه ويعدل في تحركات اللاعبين داخل الملعب، وهذا الأمر لا يحدث في أي مكانٍ في العالم إلا في ملاعبنا، وهذا مشهدٌ يعطي صورةً واضحةً عن كيفية إدارة الأندية السعودية. إن الحلول المهمة في رياضتنا سهلةٌ وبسيطةٌ، والخوف من تنفيذها أو تسريع عملية التنفيذ والتطبيق لن يكون في مصلحة الأندية؛ لذا يجب أن تكون هناك قرارات كبيرة تصدر من أعلى سلطةٍ مع مساعدة الأندية على تجاوز أزماتها، وتحويل أنديتنا من عملٍ تطوعيٍّ إلى عملٍ مؤسساتيٍّ مبنيٍّ على أسسٍ سليمةٍ، بهذا فقط لن تجد في أنديتنا إلا القيادات الجيدة التي تملك الفكر الجيد، ومع الوقت سيتحسن الوضع العام للأندية في السعودية، خصوصًا بعد خطوة الفصل التي أعلنتها الهيئة العامة للرياضة، والتي تهدف إلى تحديد الأندية الممارسة للرياضة والأندية المنافسة، وفي تصوري لن تستغرق الأندية السعودية وقتًا طويلًا حتى تندمج مع القرارات التنظيمية التي ينتظرها المتابع الرياضي، والتي من أهمها إعلان تنفيذ مشروع الخصخصة، ولن نجد في قادم الأيام أي عملٍ اجتهاديٍّ أو تطوعيٍّ في أنديتنا، فالجميع سينسجم مع العمل المنظم. ودمتم بخير...